معتصم بشير نمر: سهرنا الليل وكملناه

ترجل الزميل معتصم بشير نمر عن حصانه الأغر ومشى وئيداً في درب ملاقاة الرب تجلى وعلا. لقد أبلى معتصم أحسن البلاء في حركة الكادحين الشيوعية لم تهز صروف تلك الحركة المربكة له قناة. وكان فارسها الجحجاح. وجانا السرج مقلوب. فأبكنه يا بنات الحركة التقدمية وشبابها حي ووب. وحمل من الجهة الأخرى أمانة الأكاديمية التي استودعته علم المراعي في ولاية كولورادوا الأمريكية، وبثها في “جمعية حماية البيئة السودانية” دقيقة الالتزام بحماية ثروتنا الوحشية. ولقيه الموت وهو عائد من معشوقه الأعظم: محمية الدندر. يعرفها كما يعرف باطن يده. فأبكه يا حيوان البر البحر والجو حي ووب لأنه سهر طوال عمره القصير لكي يقيك عاديات الناس والزمان.

عرفت الزميل معتصم في غيهب العمل السري الشيوعي في نحو 1975. كان قد عاد من بعثته الأمريكية. وارتبطنا في عمل اتحاد الشباب السوداني. وكنت سكرتيره وكان عضواً بلجنته التنفيذية. وأطلعني بكثافة لأول مرة على المخاطر التي تتهدد مواردنا المتوحشة. كان هذا أنسه معي ونحن نمتطي سيارته اللبنية، لو ما نسيت، نذرع الخرطوم لاجتماع شبابي شيوعي أو لاجتماع للجنة التنفيذية. وأغراني هذا لأقرأ عن حيوان معتصم. فأذكر أن قرأت “القرود” لوليام مورس، لو لم أسه، وعجبت لعوالم الوحشة كما عجبت دائماً بأحوال الإنس. وكان من أهل الصحبة الماجدة في ذلك السفر العصيب من أجل الشعب والحزب.

وبدا له يوماً أن يخرجني من روتيني من كمون كل النهار وصحو أغلب الليل. فأخذني إلى الحلفاية المحروسة معزوماً مع طائفة من أهله وفيهم الشيوعي الخلوق على بشير. فسهرنا الليل وكملناه. وأخذني في الصباح أخذاً إلى مزرعة على بشير بود اب حليمة. وكانت صدمة لي أن اخرج نهاراً من وكري لأول مرة منذ سنوات. بدت لي الشمس كائناً شاذاً يحملق فيّ بناظريّ جهاز الأمن. وتحاملت على نفسي. وقضيت يوماً طريفاً في وضح النهار بالمزرعة نأنس. ولم أعرف عن عمق حس الزميل معتصم الفكاهي إلا حين بلغنا بيتهم. فما وقفنا عند الباب حتى قال لي:

-النهار دا ساهرنا بيك.

وضحكنا . . . جد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حى وب حى وب

    السكلى وضرب الكفوف وشق الجيوب من دعا بدعوة الجاهليه

    هنا سانحة واحد منهم 17 يوليو وضعته في الزنزانة وعلقت يده بحبل ال تعرف ماذا فعل رجل القضاء العسكرى من بلاغات الى وحش مايو وحرض بابادة أطفال وجاء حمد الله وأوقف هذا الإجراء وكان على حافة الموت صلبا
    التانى صاحب المناحة الذي ذكرته أين الطفلة التى رزقت منها سفاح ولا يهمك
    تلك التى هجرت الوطن والابنه مجهولة الاب دكتوراه فى علم الفلك وستلتحق بناسا
    ذهبت هاربا من وراءك ولكن الحقيقة يا وووووب على تاريخ

    يأخى ما كل شيوعي فى عزاه يستحق حى وووب كم أرواح هدرت وكم أرواح انتهت وكم حصد

  2. اثنان يكرههما الانسان … الموت والفقر… وهكذا قال الصحابي … ابي ذر الغفاري… اما لوركا… الشاعر الاسباني فيقول هو الاخر…الموت منتصرا دوما وعلي هذا السياق… فقد فجعنا بداية العام… برحيل البروفيسور محمد خير صالح… ساكن الدروشاب…ولا يبعد عن رفيق دربه الراحل… دكتور معتصم (الحلفاية) فكلاهما… كانا خلاصية لتربية الحزب منذ بداية الستينات… وكلاهما شمر من ساعده للتطبيق العملي من اجل الكادحين… فمهندس الجيلوجيا… ساكن الدروشاب… وقف علي حفر كل الابار في اصقاع كل ربوع السودان.. شرقه.. وغربه.. لتدفق المياه من اجل سقاية الغلابة… وهكذا كان فقيدنا الاخر معتصم… فعلاقتي بهؤلاء الفحول بدأت منذ اوائل الستينات… فاولاد الحلفاية… ناصر جماع ــ غازي الفحل ومعتصم نمر… شكلوا معنا وحدة لها ما بعدها… فهذا تاريخ نعتذ ونفتخر به فمعهم ومع تذكرهم سنغني… (سهرنا الليل ولم نكمله بعد) فنحن جيل خلطة مكونها تختلف بعض الشئ.
    مع تحياتي
    ابو سن

  3. حى وب حى وب

    السكلى وضرب الكفوف وشق الجيوب من دعا بدعوة الجاهليه

    هنا سانحة واحد منهم 17 يوليو وضعته في الزنزانة وعلقت يده بحبل ال تعرف ماذا فعل رجل القضاء العسكرى من بلاغات الى وحش مايو وحرض بابادة أطفال وجاء حمد الله وأوقف هذا الإجراء وكان على حافة الموت صلبا
    التانى صاحب المناحة الذي ذكرته أين الطفلة التى رزقت منها سفاح ولا يهمك
    تلك التى هجرت الوطن والابنه مجهولة الاب دكتوراه فى علم الفلك وستلتحق بناسا
    ذهبت هاربا من وراءك ولكن الحقيقة يا وووووب على تاريخ

    يأخى ما كل شيوعي فى عزاه يستحق حى وووب كم أرواح هدرت وكم أرواح انتهت وكم حصد

  4. اثنان يكرههما الانسان … الموت والفقر… وهكذا قال الصحابي … ابي ذر الغفاري… اما لوركا… الشاعر الاسباني فيقول هو الاخر…الموت منتصرا دوما وعلي هذا السياق… فقد فجعنا بداية العام… برحيل البروفيسور محمد خير صالح… ساكن الدروشاب…ولا يبعد عن رفيق دربه الراحل… دكتور معتصم (الحلفاية) فكلاهما… كانا خلاصية لتربية الحزب منذ بداية الستينات… وكلاهما شمر من ساعده للتطبيق العملي من اجل الكادحين… فمهندس الجيلوجيا… ساكن الدروشاب… وقف علي حفر كل الابار في اصقاع كل ربوع السودان.. شرقه.. وغربه.. لتدفق المياه من اجل سقاية الغلابة… وهكذا كان فقيدنا الاخر معتصم… فعلاقتي بهؤلاء الفحول بدأت منذ اوائل الستينات… فاولاد الحلفاية… ناصر جماع ــ غازي الفحل ومعتصم نمر… شكلوا معنا وحدة لها ما بعدها… فهذا تاريخ نعتذ ونفتخر به فمعهم ومع تذكرهم سنغني… (سهرنا الليل ولم نكمله بعد) فنحن جيل خلطة مكونها تختلف بعض الشئ.
    مع تحياتي
    ابو سن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..