مقالات متنوعة

عبقرية الشعب السوداني فى مواجهة الطاغية و نظامه 

 

الشعب السوداني هو واحد من شعوب القارة السمراء التى تمتاز بعقلية ابداعية تعرف كيف تحاصر الحكام الطغاة و الانظمة المستبدة التى تمارس اسلوب القمع خاصة فى طرق اخضاع الشعوب والتلاعب بمقدراتها و قراراتها و امكانياتها ،وما نشهده اليوم  من حراك جماهيري للشارع السوداني الذى خرج بالملايين فى كل المدن  ابتداءاً من عاصمة الحديد والنار( عطبرة ، القضارف ، بورتسودان ، كادقلى ، نيالا، كوستى ، مدنى ، الخرطوم ، الرهد …. الخ ) وهم ينددون بنهج نظام البشير الذى يحاول السيطرة على عقولهم من خلال اساليب الاستبداد وممارسة كل انواع الديكتاتورية المستبدة المطعمة بالشمولية ذات القطب الواحد وحكم الفرد ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ والجماعة السياسية الواحدة المتاسلمة .
ان عبقرية الشعب السودانى الذى سبق و اسقط ديكتاتوريات عبود عبر ثورة اكتوبر التاريخية فى العام 1964م ثم الانتفاضة التى اسقطت حكم المشير جعفر النميرى فى العام 1985م . وما اشبه الليلة بالبارحة  وهاهو الشعب السوداني يخرج  اليوم عن صمته ضد سياسيات تلك  الجماعة التى سيطرت على الحكم بانقلابها المشؤوم فى ليلة 30 يونيو من العام 1989م التى اتت بشعارات دينية رنانة واشتهرت  بممارستها للعملية السياسية بنهج الاسلمة والتعريب وعملوا  على محاربة اى مظهر من مظاهر الثورات المشروعة وظلوا يقفون  سداً منيعا امام التحركات الشعبية عبر استخدام القمع وعبر الالة العسكرية البوليسية و مليشياتها المعروفة (جهاز الامن ومليشيات  الدفاع الشعبي و المجاهدين و الجنجويد و الدعم السريع ) وعملت تلك الاجهزة القمعية بأدوات واستراتيجيات معروفة كانت تستهدف ابناء الشعب السوداني عن بكرة ابيهم ، وما نتابعه عبر وسائل الاعلام من انتفاضة مليونية من مختلف فئات وقطاعات الشعب السوداني ( اتحاد المهنيين السودانين ) هو ابرز  ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ولا يختلف معى اثنان بان خروج الملايين وهى تهتف بسقوط نظام حزب المؤتمر الوطنى الاسلاموي ودون شك ان الانتفاضة الشعبية السلمية بالسودان اليوم هى بداية النهاية لزبانية الاسلام السياسي وتاكيدا ﻋﻠﻰ ان نهاية البشير الشخصية الحاكمة وﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ الذيﺍﺳﺘﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻦ قيادات المؤتمر الوطنى ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ لاكثر من ربع قرن من الزمان .
بالنظر الى الاسلوب الذى تم به محاصرة وقمع خروج  تجمع المهنيين و جماهير الشعب السوداني نجد بانها واحدة من انماط  سلوكيات ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ تتحد ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻭﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ طريقة تنفيذها والتحكم فيها حيث يتم عبر وسائل عسكرية بحته وهى اساليب الغرض منها قتل الحس النقدى واضعاف الثورة من خلال الترهيب وابقاء المواطنين يسبحون فى مستنقعات الجهل و الرداءة و الخنوع و الخوف وتلك الاستراتيجية  الفاشلة فى قمع الثورات سبق وشهدناها فى سلوك القائد الليبى معمر القذافى صاحب عبارة ( زنقة .. زنقة .. بيت .. بيت .. شارع .. شارع ) و فى طريقة معاملة صدام حسين لمعارضيه و نفس الاسلوب الذى مارسه الاسلاموى محمد مرسي و هاهو البشير ينسخ نفس الاساليب و يسقطها فى نهاية فترة حكمه على ابناء الشعب السودانى و فى محاولة بائسة من الطاغية و نظامه المستبد فى تشتيت و الهاء الراي العام العالمي و الاقليمى وﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺮﻣﺘﻪ لتحويل انتباههم عن الحراك الدائر بالسودان وﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ بامورتافهه و افتعال الهرطقات وادخال لغة تمتلئ بالعنف اللفطى علي الثوار ﻣﻨﻬﺎ مثل اتهامه لابناء دارفور بانهم (مرتزقة و عملاء و مندسين وايادي خفية للموساد الاسرائيلي و و و الخ ) والكل يعلم بان تلك الفبركة من اجهزة نظام البشير المتهالك ليست سوى استراتيجية غير مجدية والهدف  منها هى ان يبقى الجمهور مشغولاً مشغولاً مشغولاً دون ان يكون لديه اى  وقت للتفكير ومواصلة الثورة ولكن ما لا يعرفه الطاغية و بقية القيادات المنتهية الصلاحية التى انسحبت من حكموة البشير و تحاول سرقة الثورة .
ان للشعب السوداني عبقرية فى اكتشاف كل انواع الزيف و النفاق فى زمن لا ينفع فيه الندم لذلك خرجوا فى ثورة سوف تفضى الى واقع جديد فى الدولة السودانية ، لان الواقع الماثل امامنا اليوم يؤكد بأن نظام البشير استنفذ كل كروته وليس من سبيل أمامه وطغمته الا الاستجابة الفورية لمطالب الجماهير و مدها الثوري المتصاعد دون قيد أو شرط وهي تنحيه ونظامه عن حكم البلاد وفتح الطريق أمام حكومة قومية انتقالية ذات قاعدة جماهيرية واسعة لانقاذ السودان من النفق المظلم الذي أدخلته فيه سياساتهم الرعناء والاعداد لانتخابات حرة ونزيهة تفضي الي نظام ديمقراطي يضمن الاستقرار السياسي للسودان ويفتح الباب لعلاقات متوازنة تقوم علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل مع جيرانه وبقية دول العالم .
فليسقط نظام الاسلام السياسي ويعود السودان كما يشتهيه الثوار الشباب واتحاد المهنيين السودانين الافذاذ .
مايكل ريال كريستوفر
يوم باكر احلى

تعليق واحد

  1. فليسقط نظام الاسلام السياسي ويعود السودان كما يشتهيه الثوار الشباب واتحاد المهنيين السودانين الافذاذ .
    يا سلام يا مايكل يا أخي والله إشتقنا ليكم , أجمل ما في الموضوع حتة ويعود السودان كما يشتهيه الثوار بل كما
    كان منذ (خلق) الله السودان . شكراً مايكل هكذا السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..