نائب وزير خارجية جنوب السودان لـ «الشرق الأوسط» وفد التمرد يعرقل المفاوضات بحجج مختلفة

لندن: مصطفى سري
طالبت الوساطة الأفريقية حول أزمة دولة جنوب السودان طرفي النزاع باستئناف المحادثات بأسرع وقت ممكن، وحذرتهما من تعرضهما إلى عواقب من المجتمع الإقليمي والدولي، في وقت يجري فيه فريق الوسطاء مشاورات في جوبا حول كيفية إشراك أصحاب المصلحة، وهي القضية التي عرقلت الجولة الماضية بعد أن رفض وفد التمرد إشراكهم على طاولة واحدة، ويتوقع أن تحدد الوساطة موعداً جديداً للمحادثات في غضون الأسبوع المقبل بعد أن تجري مشاوراتها مع الحركة الشعبية المعارضة، غير أن حكومة جنوب السودان وصفت موقف فريق الوسطاء بأنه «غير عادل» وأنه تسبب في تأجيل المفاوضات إلى أجل غير مسمى، متهمة أيادي خفية في المجتمع الدولي دون أن تسميها تلعب وفق أجندتها الخاصة.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين رئيس الهيئة الحكومة للتنمية في شرق أفريقيا (الإيقاد) التي تتولى الوساطة بين الفرقاء في جنوب السودان في تصريحات صحافية إن «على الطرفين المتحاربين في جنوب السودان استئناف محادثات السلام بأسرع وقت»، وأضاف: «في كل تفاوض هناك حدود.. لا يمكننا الاستمرار إلى الأبد»، وقال إن المواطنين هم من يعانون وإن على الطرفين التفكير في هؤلاء المواطنين والعودة إلى طاولة التفاوض في أسرع وقت»، وتابع: «إننا نمنحهم فرصة التوصل إلى اتفاق متفاوض عليه، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإن المنطقة لن تتفرج عندئذ على استمرار المجازر من دون القيام بأي شيء».

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية في جنوب السودان بيتر بشير بندي لـ«الشرق الأوسط» أن وفد الحكومة جاهز ومستعد للمحادثات في أي وقت، محملاً فريق وسطاء «الإيقاد» بأنه وراء عرقلة المفاوضات لرفعه الجلسة الأخيرة وتأجيل المحادثات إلى أجل غير مسمى، وأضاف أن الوسطاء لم يحددوا أي موعد جديد للمفاوضات، وقال: «(الإيقاد) تهدد وترسل تحذيرات بأن على الطرفين العودة إلى طاولة المفاوضات، وهي في الوقت ذاته لم تحدد موعدا جديدا، بل هي من رفعت الجولة الأخيرة إلى أجل غير مسمى، من يتحمل الخطأ في هذه الحالة؟»، مشيراً إلى أن فريق الوسطاء حضر إلى جوبا أمس لإجراء مشاورات مع الحكومة حيث التقى بالرئيس سلفا كير، الذي طلب من الوسطاء مقابلة وفد التفاوض الحكومي، وقال إن كير أبلغ رئيس الوسطاء وزير الخارجية الإثيوبي الأسبق سيوم ميسفن أن تأجيل الجولة تم من قبل الوسطاء وليس الطرف الحكومي وأن استئنافها يتوقع عليهم، وأضاف: «نحن مستعدون للذهاب إلى أديس أبابا متى ما حدد الوسطاء موعد الجولة الجديدة وعلى استعداد للتوصل إلى اتفاق مع المتمردين إذا كانت لديهم إرادة سياسية»، وأوضح أن الوسيط قدم خارطة طريق في آخر جولة لطرفي النزاع وأن الوفد الحكومي رد عليها قبل انفضاض الجولة.

وشن بندي هجوماً عنيفاً على فريق وسطاء «الإيقاد» ووصفه بـ«غير العادل» والمنحاز إلى طرف التمرد، وقال إن توزيع الاتهامات على الطرفين والادعاء بأنهما غير جادين فيه مجافاة للحقائق وقلبها، وأضاف أن وفده ظل يعمل بروح جيدة في كل الجولات وأن وفد التمرد كان في كل مرة يعرقل المفاوضات بحجج مختلفة، وقال إن رئيس فريق الوسطاء ارتكب خطأ فادحاً عندما ذهب إلى مجلس الأمن الدولي ليقدم تقريره دون عرضه إلى دول الإيقاد التي منحته التفويض وهي التي عينته، وأضاف: «هناك أياد خفية في المجتمع الدولي تعمل وفق أجندتها الخاصة وهي التي تحرك المسألة برمتها وهي التي ترسل التهديدات والتحذيرات»، وتابع: «نحن نعرف هذه الأيادي وانحيازاتها إلى التمرد ولكن لن نعلنها في الإعلام»، مشيراً إلى أن «الإيقاد» ظلت صامتة للخروقات التي تقوم بها حركة التمرد منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في التاسع من مايو (أيار) الماضي إلى جانب عرقلتها للمفاوضات، وقال: «لماذا يتم ضمنا في الإدانة سواء من قبل الإيقاد أو بعض الأطراف الدولية؟ هذه مسألة غير عادلة وتوضح أن هناك أيادي خفية تعمل في ذلك»، وذكر أن مشاركة أصحاب المصلحة من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني رفضه المتمردون، وقال: «على كل حال سنوضح وجهة نظرنا للوسطاء الذين سيجرون لقاء مع أصحاب المصلحة للتشاور حول مشاركتهم وستتم دعوة لممثلين من طرفي النزاع لإجراء لقاء تشاوري مع الوسطاء في أديس أبابا».

وكان رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار قد وقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار في التاسع من مايو الماضي، وتعهدا في يونيو (حزيران) الماضي أمام رؤساء الإيقاد في أديس أبابا بالتوصل إلى اتفاق في غضون 60 يوماً، غير أن الجولة انفضت بعد أسبوع من ذلك التعهد، وتبقت من المهلة الممنوحة 24 يوما.

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..