الكوافيرات والحنانات ورقيص العروس والمشاطات..جنبوا أطفالكم هذا قبل فوات الأوان

كنت طفلاً ولكني لا أدري كم كان عمري وما ادركه جيداً ان شلاقتي كانت تفوق عمري بكثير في ذلك الوقت، رغم ان البعض ما زال يصفني باني مازلت شليقاً.. كنت اتابع والدتي (رحمها الله) خفيةً حتى دخلت ذلك المنزل المجاور لنا حيث يحتشد النساء وصوت الدلوكة والغنايات يعلو، تسللت هذه الجموع من النسوة حتى وصلت الى ما يشاهدنه ويتفاعلن معه في منظر أشبه بطبيعة تشجيع كرة القدم, ولكن كن جميعاً ينحزن لفريق واحد وهي تلك العروس التي تتمايل وسط يدي عريسها الذي لم يجد من يؤازره سوى شخصي الشليق!! لم يكن وجودي وتشجيعي مجدياً، فصرخات هؤلاء العشرات من النسوة كانت كفيلة بأن تجعل عروسه تتسرب بين يديه كالبخار, وهو لا يمسك شيئاً سوى الهواء! هكذا خسر جميع جولاته بهزيمة ساحقة في مبارة وقفت جميع ظروفها ضده من تشجيع وتحكيم وتنظيم!!

وأنا حين كنت أتسلل كان هؤلاء النسوة يعلقن بصوت مرتفع: دا ود منو؟! رغم أن معظمهن كن يدركن اني ابن من!! تسربت تلك التساؤلات الاستنكارية والمقصودة لوالدتي، والتي بعدها لم تستمتع بهذه المباراة وكان همها الوصول اليّ, الا ان زحام الناس ووقوفي في المقصورة جعلها تحول دون الوصول اليَّ في تلك اللحظات، وما ان وقف صوت الدلوكة والغنايات وبدأ الجميع يتفرقون الا ووجدتها تمسك بي كمجرم هارب! وتقول لي: إنت الجابك هنا شنو؟! مش انا قلت ليك ما تجي وراي؟! واخذت جزءا من نصيبي في الجلدة داخل هذا المنزل ولم اجد من يقف بجواري حتى ذلك العريس الذي آزرته! وأكملت الجزء الثاني من الجلدة في المنزل على يد والدي (رحمه الله), وهكذا خسر ذلك العريس وخسرت أنا ايضاً ودفعت ثمن شلاقتي!! ادركت جيداً أنني اقترفت جرمًا عظيماً لان والديَّ كانا لا يضربانني في (هينة)، ولو اني سمعت كلام والدتي وما تبعتها لما حدث كل هذا، ومنذ تلك اللحظة ظل ذلك المشهد عالقاً بذهني, ولكن ما كان عالقاً اكثر منه هو تلك العلقة التي كانت ثمناً لتلك المشاهدة غير المشروعة لي رغم طفولتي, حيث ان هذا الامر خاص بالنساء فقط! وبعدها علمت بان هناك خطوطاً حمراء لا يسمح لي بتجاوزها..

هكذا كان الزمان ولكن في يومنا هذا نجد أن كثيراً من النساء والامهات يصطحبن الاطفال لكثير من الاماكن او المناسبات ذات الطابع النسوي الخاص, والتي تؤثر سلباً على الطفل سيما وانه في مرحلة التنشئة حيث تكون كثير من المواقف عالقة بذهنه وتنشأ معه، فالطفل كثيراً ما يقوم بتقليد ما تفعله أمه أو ما يشاهده أمامه, فأحياناً قد نرى طفلاً يرتدي طرحة على رأسه او يقوم باستخدام (روج) على وجهه أو منكير على أصابعه, ونحن ننظر اليه من باب المزاح والضحك دون توجيهه والأمر اخطر من ذلك بكثير, ولو نشأت تلك التصرفات مع هذا الطفل وكبرت معه فحينها سوف يصعب تدارك ما فات عليه الفوات!

جنبوا أطفالكم الكوافيرات والحنانات ورقيص العروس والمشاطات… الخ. وراقبوا سلوكهم فكل تصرف في غير موضعه لا تحسبونه من باب الطفولة, وانه لا يدرك شيئاً فهذه هي السن الأخطر.. اطفالنا فلذات اكبادنا وواجب علينا أن نحسن تربيتهم و(ربي ما تحرم بيت من الاطفال !!!)

بحري: عاطف عوض
صحيفة الحقيبة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..