ضحايا عزة السودان

ضحايا عزة السودان

أحمد المصطفى إبراهيم
[email][email protected][/email]

منذ ست عشرة سنة ما أن تنتهي امتحانات الشهادة الثانوية حتى يُجمع الطلاب الذين أكملوا الثانوي في معسكرات أطلق عليها اسم «عزة السودان». ورغم نبل الهدف وما أراد له واضعوه بأن يربوا هؤلاء الطلاب على حياة غير التي ألفوها داخل البيوت، وتعويضاً لحياة الداخليات التي اختفت منذ زمن ليس بالقصير. وفي الداخليات من التربية ما فيها، أقلها الاعتماد على النفس والتداخل مع مجتمع غير مجتمع البيت والقرية. وبعض جرعات تربوية كالصلاة في جماعة وخصوصاً صلاة الفجر.
وصاحبت التجربة سلبيات وإيجابيات كأي عمل بشري. وكان بعض المدربين «التعلمجية» يميلون للشدة وكأنهم يدربون أفراداً من الجيش، ونسوا أن جندي الجيش الذي أمامهم خضع لعدة معاينات واختير ببنية جسمانية خاصة، فهؤلاء طلاب جاءوا من أسر متفرقة منها الفقيرة ومنها الوسط ومنهم أغنياء، وللوضع الاقتصادي أثره على الأسرة والبنية الجسمانية.
وهذه المعسكرات اعتبرت مقدمة للخدمة الوطنية التي بدأت فطيرة الهدف والوسائل، ولكنها الآن تطورت خطوات كثيرة.. فما عدنا نرى «دفار الكشة» بمنظره المخيف والهراوات في يد الجند، فتلك فترة ولت والحمد لله. وصارت المتابعة الآن عبر قاعدة بيانات على موقع الخدمة الوطنية فيها كل شاردة وواردة. «لم نتطرق لجباياتهم ما كتر خيرنا».
غير أن مستجدات دعتنا للكتابة في هذا الموضوع الآن، فأعمار المتخرجين في الثانويات الآن «17» سنة أو أقل، وبنياتهم ضعيفة ضعف الجنيه السوداني والاقتصاد السوداني، وما يقدم في هذه المعسكرات يمكن أن يؤخر إلى ما بعد الجامعة إن كان لا بد منه. والقائمون على هذه المعسكرات بلا خبرات تربوية.
فهل تمت مراجعة تجربة المعسكرات بواسطة علماء نفس وعلماء اجتماع ومدرسين لهم في التربية باع طويل؟ أم ترك الأمر للخدمة الوطنية وتعلمجيتها يتفننون في تدريب أطفال الناس كما يشاءون.
وسكتنا كعادة أهل القرى يوم قدمت الخدمة الوطنية جنازة شاب في ريعان الشباب في صباح جمعة من الشهر الماضي، وقلنا إن ذلك قضاء وقدر، ولم يسأل كثيرون عن الأسباب، وتجلد الوالدان وصبرا وصبر الأهل. ولكن وقبل أن يندمل الجرح جاء في الصحف بأن متدرباً في عزة السودان وجد مقتولاً في مزرعة بالقرب من المعسكر في ولاية الجزيرة، إذن هذان فقيدان في ولاية واحدة. وبالمناسبة بدأت المعسكرات ودرجة الحرارة فوق الخمسين.. أيعقل هذا؟ أليس في ولاة الامر رجل رشيد؟ أم أن فرحتهم بالافتتاحات أعمتهم عن درجة الحرارة؟
ولكن نريد أن نسأل: متى تخضع الخدمة الوطنية كلها للدراسة الجادة ما لها وما عليها، وإن لم تكن كل الخدمة الوطنية وميزانياتها فليكن البحث الآن وليس غداً في معسكرات عزة السودان، ماذا قدمت وماذا أخذت وكيف تُدار؟
ولا يمكن أن تترك تجربة بشرية كل هذه المدة دون تقويم، مهما كان حسن النوايا الذي ضرب حولها، ولكن طول الزمن وعدم المراجعة والمساءلة يغري بالتفرعن في كل شيء، وما عزة السودان وما طرأ عليها من مستجدات إلا وحدة من التجارب التي تحتاج تقويماً جاداً وناصحاً.

تعليق واحد

  1. قلنا ان هذه المعسكرات الغرض منها غسل المخ و “تجنيد” الطلاب ليس كمدافعين عن الوطن انما كادوات و ابواق في حزب الفاسدين و ترويض هؤلاء الاطفال بالاذلال و الترهيب و سوء المعاملة و التخويف تغييب عقولهم وكسر عزة نفوسهم بما يتعرضون له في المعسكرات ليصبحوا مجرد ادوات في يد السلطة الباغية تفعل بهم ما تشاء…
    الخدمة الوطنية في زمن حكومة الدكتاتور الراقص و مساعديه السفهاء و زمرته الفاسدة هي خدمة حق اريد بها باطل

  2. انا كمتدرب سابق فى ما يسمى معسكرات الخدمة الوطنية احلف بالله باننى لم استفد منها لا تربويا ولا اخلاقيا ! بل على العكس انى اراها مساهمة بشكل كبير فى نشر الفساد والافساد بين الاجيال الجديدة حيث تربيهم على قيم الغش والتهرب من الالتزامات تحت بند العسكرية تصرف!وزالادهى من زلك نشر الممارسات الشاذة وسط امجندين اللذين يكونوا فى سن المراهخقة وطور فورة البلوغ الاولى! ولا اكون متجنيا اذا قلت بان بعض التعلمجية يتشاطرون هذه الممارسات مع بعض المجندين طوعا ام كرها!عدا عن الالفاظ الغير كريمة والازلال وتربية الطلالب على الخوف من العسكر ومن القوات النظامية ولعل هذا يفسر لماذا لا تجسر اجيال اليوم على الوقوف فى مظاهرة امام الشرطة؟ بينما اسلافهم كانوا يقفون اما دبابات! حتى القيم التى تغرس فيهم كلها قيم اقصائية تعلى من شان ابنائ جهات بعينها وتخسف بالاخرين بحجة انهم خونة ومتمردين! وكل زلك من خلال الخطب والمحاضرات التى تعلى من شان الكيزان وتشتم فى بقية مكونات الحياة السياسية فى السودان من احزاب ورموز سياسية ودينية! الخدمة الوطنية كلمة حق اريد بها باطل! من الافضل ان تكون بعد الجامعة مثل كل دول العالم حينها يكون للطالب شخصية قادرة على التحمل وعلى التعاطى والتمييز!

  3. هذا المقال ذكرني بمثل يقول ( ضَرْب المُنْخَلِع للدابي )؛ فهو يقدم رجلا ويؤخر اخرى، (ويهبد هبد) ، شأن الذي يعرف أذى الثعبان إذا اقترب منه ليقله ، وإن هو تركه أبقى على الأذى !!
    يا أستاذ أحمد ، أنت تعلم علم اليقين أن ليس للخدمة الوطنية الخاصة بطلاب الشهادة أيّ فائدة لا للمتدربين ،ولا للدولة . غير أنها تهدف إلى تجييش الشباب خلف الإنقاذ في مبدئها ، وعنما رأى الإنقاذيون فشل غسل أدمغة هؤلاء الشباب أبقوا على هذه المعسكرات عنوة لأنها أصبحت مرتعا خصبا للَّبْع والبلْع دون المحاسبات المالية ، ومن الذي يجرؤ على المطالبة بتقديم كشف حساب لمنصرفات هذه المعسكرات ؟؟؟
    وهل صلاة الفجر تحتاج لإقامة هذه المعسكرات ؟؟؟ يا أستاذ ، ما هذا الذي تقول ؟ فيا عجبي ؛ كما أنك تقول ( وصاحبت التجربة سلبيات وإيجابيات كأي عمل بشري.)ثم تقول :( وهذه المعسكرات اعتبرت مقدمة للخدمة الوطنية التي بدأت فطيرة الهدف والوسائل) !! كيف لعمل هدفُه فطيرٌ ثم تكون له إيجابيات ؟ وهل التطور عندك هو اختفاء دفارات الكشة فقط وإبدال ذلك بالمعسكرات لصغار السن كما قررت في مقالك هذا ؟
    يا أستاذ أنت أحد المربين الكبار ، أخرجْ من عباءة ( الهَبْد) هذه وقرر صراحة فشل هذه الكارثة التي حلت على أطفال العالَمين كما كنت تتحدث يصراحة عن المرور وجرائره

  4. يا ود المصطفي أنا قلت ليك كم مرة إنك بتنفخ في قربة مقدودة كلامك رصين وجميل وكل تجربة لابد أن تخضع للدراسة هذا كلام جيد لكن لمن توجه هذا الكلام لأصحاب العنتريات الذين يقودون دفة الخدمة الوطنية أم لإؤلئك العقلاء أصحاب الدراية والفهم ماذا يستفيدالوطن من عزة السودان ومن أطفال لم يبلغوا الحلم بعد هي نوع من التربية الوطنية يا حليل التربية الوطنية أيام كانت تدرس في المدراس ولا نحتاج إلي مثل هذا المعسكرات لنربي أولادنا فيها علي حب الوطن وروح التعاون والإنسجام والتعاون والاعتماد علي النفس (( رحمة الله علي المنهج التعليمي بتاع بخت الرضا)) كما أنك أخي أحمد تطرح مقترحاً جميلاً ألا وهو تأجيل هذه الخدمة إلي التخرج في الجامعات وبعدها يصبح الشخص ناضج يستطيع أن يلبي نداء هذا الوطن من خلال التدريب والخدمة في كافة المجالات … لك الله يا وطني …

  5. للاسف قلم معطون دائما بالمداهنة عمل بمبدا الرفق باللين مع هؤلاء الاوباش عزة شنو وسيادة شنو صنفك هو من مده في اعامارهم وجعلهم متسلطين ما اشبهك بناس العندي والراشد والكرنكي وموسي يعقوب من الافضل لك تحطيم قلمك اجلس بقريتم بيع ا ازرع

    في اعمارهم هذه كنا بنعمل في الاجازات وليس لمساعدة رب العائلة بل الاعتماد علي الزات وتحمل المسؤلية ولعمرمك هل رايت هؤلاء ما ادخلو ايديهم في شئ الا وخربوه ** والي متي نخرج من حرب والا حرب اخري ما كان الافيد لهم بنشر ثقافة العلم والرياضة وكل العلوم التي تفيدهم وتفيد الانسانية بدلا من ثقافة القتل والاغتصاب و و و غيره من سخافات الانقاذ وبعد تجيش وعسكرة الطلاب الا يخافون ان ينقلبوا عليهم او علي انفسهم السودان ليس الصين ولا كوريا الشمالية نريد سودان ينافس كوريا واليابان بدلا لخلق طوطم واحد نسبح ونحمد ولا نستطيع نقد الزات الرئاسية

  6. #ورغم نبل الهدف وما أراد له واضعوه بأن يربوا هؤلاء الطلاب على حياة غير التي ألفوها داخل البيوت، وتعويضاً لحياة الداخليات التي اختفت منذ زمن ليس بالقصير#
    أي هدف نبيل يا دجال الإنتباهة أما ان الاوان ليسكت أمثالك من مداهني هذا النظام البائس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..