مقالات وآراء

السودان وغياب التضامن المدني ولقاء القاهرة المرتقب

عدلي خميس

 

عدنا والعود أحمد بعد غيبة كنا نراقب فيها بتحفظ وحياديه تلك الأهوال والأحداث المحزنة التي تشيب لها رؤوس الولدان والتي ينفطر لها القلب ألمًا من نتائج الحرب العبيثة والكارثية التي طالت الأخضر والياس بالوطن الحبيب والتي أستمرت لأكثر من عام ونيف من ولايات ومدن وقرى مسالمة وها هو المواطن المغلوب على أمره يدفع الثمن من أمنه وروحة وممتلكاته للشرف وانتهاك لأبسط حقوقه المدنية أصبح أكثر من ثلثي الشعب ما بين مشرد ومفقود ونازح ولاجئ وعدم تركه يعيش آمن مطمئن على نفسة وأهله ومسكنة وممتلكاته وأولاده . والكل يعلم أن هنالك مبادرات عديدة ومتنوعة لم تأتي بثمارها للشعب السوداني المكلوم والمظلوم من النخبة البرجوازية من ساسته لأكثر من نصف قرن من الزمان منذ استقلال السودان .
وقد بادرت مصر الشقيقة من شمال الوادي لإيمانها بدورها لملمة ما يمكن من شتات وتشرذم وتحزب للأخوة السودانيون للشق المدني في اجتماع يلم كافة القوى المدنية ذات العلاقة لأجل ردع الصدع والشرخ الذي أتسع بينهم نظرا لما آلت اليه الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تصدم الضمير الإنساني العالمي مما حرك المنظمات الغير إسلامية لحثهم على ضرورة احترام المناسبات الدينية والعقائدية من اشهر حرم ومثال ذلك شهر رمضان المعظم أو ذو الحجة وخلافهم مما مر خلال فترة الحرب اللعينة الغير مسبوقة في مر التأريخ الحديث ولربما في القرون الوسطى . ونحن هنا بدورنا كمواطنين نأمل أن يكون هذا الملتقى فاتحة باب لإعادة الأمان لربوع الوطن الجريح لرؤيا جديدة تستجيب لنداء الانسان السوداني من الضعفاء (النساء / الأطفال / كبار السن والمعوقون / والمرضى) بان تضع الحرب العبثية أوزارها . وعلى طرفي النزاع الرجوع على جادة الصواب تغليب صوت العقل بشجاعة أدبية وأعلاء كلمة الوطن والوطنية على الاطماع والطموحات الشخصية أو تحقيق أحلام مناميه أو الإملاءات لصفقات خارجية من أجل حفنة للدورا لات والدراهم .
والأمانة التي على عاتق الجميع تقتضي أن يكونوا لديهم الرأفة والرؤيا الصحيحة لقيادة البلاد والوطن الى بر الأمان والاستقرار وأن يكون هنالك أولويات تتمثل في مصلحة الوطن العليا والاستقرار والأمان والتنمية بدلا من النظرة الضيقة للأماني الشخصية وتكون ملاسنات فردية في شخص فلان وعلان مما يحتم على الجميع التسامي فوق كل الصغائر . واذا كان لابد بالإمكان أن يكون هنالك حكومة مدنية ديمقراطية نزيه ويكون وهنالك برلمان ديمقراطي شفاف من القوى المدنية المختلفة من أحزاب أو كيانات أو نقابات مهنية أو مدينة لمناقشة الخلافات في اطار تنظيمي دستوري إسوة ببقية البلدان التي من حولنا في المحيط الأوسط أو الإقليمي أو الدولي والاستفادة من تجارب الغير والعمل على احترام سيادة القانون والدستور .

وفيما يخص القوات النظامية (جيش/ وشرطة واستخبارات … وقوات خارج أطر القانون) تؤدي دورها حسب التكليف الخاص بمهام كلا منها على حدى بالدستور والابتعاد عن الدخول بالسياسة حتى تسترد البلاد عافيتها. عبر صناديق الانتخابات الحرة الشفافة النزية عبر اليات مستقله عالمية أممية معتبرة واستغلال موارد البلاد من الثورات الطبيعية بصورة شفافة ليستفيد منها المواطن في التنمية والاستقرار الأمني والاقتصادي والمعيشي والتعليمي والطبي وبناء بنيه تحتية تساعد على تحقيق تلك الأماني التي أصبحت أبعد من ما بين السماء والأرض لما نعيشه من أنانية مطلقة بين المتناحرين من الوقتين كما لا يفوتنا بضرورة التأكيد من جميع مجتمعين على إيقاف الحرب فورا وبدون أي شروط ، وذلك بإحساسهم الإنساني تجاهـ مواطنيهم والوطن والذي هم يعيشون تحت سماءه وفوق ارضه تحتم عليهم بالنظر باعتبار الظروف الإنسانية القاهرة . والتكاتف المدني الديمقراطي على توحيد كلمتهم بالأجماع على إيقاف الحروب والضغط بكل السبل على طرفي الحرب بالجلوس الي التفاوض فيما بينهم , حتى يعود الاستقرار والأمان وإعادة لحمة السودان كدولة ووحدة أراضيه .
نتضرع الى الله العلي القدير أن يجمع كلمتهم لما فيه مصلحة البلاد والعباد .
والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،،

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..