مقالات وآراء

6 أبريـل – ميلاد الثورة وذاكرة الوطن

صدام البدوي يوسف

 

ستظل تلك الثورة ذاكرة للأجيال، الثورة العذراء وهي تمثل شرف الوطن، وبعدما فقد النظام بوصتله واصبح يمارس اقذر اساليبه علناً من قتل واعتقال وتعذيب ،وضع الشعب المعركة بأنها معركة تحرير وليس معركة سياسية،توحد الشعب من اجل الثورة واصبح الهدف الأول سقوط النظام الشمولي، لم ينثي هذا الشعب للإرهاب والإعتقال والتعذيب لأنه كانت له قضية هي التحرر ونيل الإستقلال من الحكم العسكري الأستبدادي وأصبحت المعركة حتمية وتهاوي النظام واصبح في حالة الإنهيار، 6أبريل تزامناً مع ثورة6 ابريل (1986 )والتي قامت ضد نظام مايو عسكري ،وحُدد الزمن والمكان، ولكن الذي حدث في يوم 6 ابريل لم يكن يوماً عادي، فقدّم الشباب درساً في الوطنية والنضال، جاء الناس من كل فج يوحدهم الوطن وتحريره من الإحتلال الشمولي….
رغم انتشار الأجهزة القمعية في ليلة الخامس من ابريل و الثوار ينشرون البوستات والإعلانات لموكب 6ابريل ” العظيم “ لم ينام النظام والثوار يساهرون ويخططون ويعدون لأعظم مرحلة في تاريخ الثورة، اصاب الرعب النظام وليس الثوار ، تدفق الناس حول النقاط التي حددها -تجمع المهنيين – ولكن جموح الثوار غيرت المعادلات علي أرض، ومن العوامل التي عززت النجاح كثيرة ولكن أهمها اختيار يوم 6ابريل هو اليوم الفاصل في الثورة ، عزيمة الشعب والتضحية من اجل التخلص من اقذر الأنظمة علي الكوكب، البؤس والظلم والقهر الذي ذاقه الشعب من النظام البائد، الثورة تولدت في قلوب الاحرار الذين رفضوا الظلم وجعلوا الحرية حياةً لهم الموت او الإنتصار، وايضاً عجز النظام الامني عن تقديرات الموكب العظيم، والهزيمة النفسية للنظام التي تجلّت في سقوطه من الداخل، ولكن في ذاك اليوم انفجرت الثورة وقدمت ابطالها وشهدائها من اجل بناء وطن يسع احلامنا كشعب ..، يومٌ عظيم يصنع فيه ابناء وبنات هذا الوطن صفحة من التاريخ وذاكرة في وطن مسجون تحت القهر والاستبداد والظلم، وطن لم يتعافي من الحروب والنزاعات والصراعات السياسية وطن مازال مقتولاً من اجل« هوية » ، كم كان هذا الشعب ويعيد بناء لبنة التغيير وتعليم الخونة والمرتزقة دورساً في الوطنية والشرف والعدل، العدل الذي يجعل من الجاهل عدواً لشعبه وهو يحمل السلاح لقتله وليس حمايته ِ…
وبعد الساعة الواحدة بتوقيت الثورة، كسر الثوار كل الحواحز الامنية وهرب المآجورين بزل ٍشديد ،وعاد ابناء الوطن يعانقون بعضهم بالبكاء الشباب والشابات وحتي الاطفال حاضرين في ليلة العرس العظيم، واصبح اعتصام السادس من ابريل امام قيادة القوات المسلحة السودان الجديد، وفي نهار ذاك اليوم حيث الازدحام وكثافة الناس وحناجر تهتف وشعارات واغاني، كانت معارك من اجل الحق ،رغم القنابل الغز المسيل للدموع والرصاص الحي، لم يتراجع هذا الشعب وقدم درسه في شعار « تسقط بس » واصبح الاعتصام الوطن الذي يتقاسم فيه الشعب المياه والطعام، تكتاف الناس من اجل سقوط النظام ورغم كل المحاولات العسكرية لتفريغ الاعتصام لم تنهار عزيمة الثورة واصبحت المعادلة للشعب حينما قال الشعب كلمته وتوحد واخضع العالم الخارجي لإرادة الشعب ،إنّ الصور الإنسانية والاجتماعية في ساحة الاعتصام كانت من اعظم الصور التي ارجعت للشعب تاريخه المهضوم، ما اعظم اصوات النساء وهُنّ يقفن خلف الثوار…! ،ما اعظم مواقف شرفاء الجيش وهم يبكون امام جموح الثوار….! ما اعظم دموع الشباب علي احساسهم بالنصر …! ، ياليتني كنت شهيداً ولكن الله اختار اصدق منا، ولكن يبقي السؤال بعد ذاكرة مؤلمة في تاريخ الوطن، ذاكرة فض الاعتصام، من الذي قتل ابطال الثورة …؟ من الذي جعل الثورة مشلولة في تحقيق مطالبها …؟ من الذي ادي الي تدهور الاوضاع الاقتصادية الآن …؟ نعم الذي عمد علي تصفية الثورة، هو الذي يتحكم في تدهور كل شي، الاعداء هم الاعداء والخونة هم الخونة، والذي بخون وطنه وشعبه، لا يآبه بشي، …
وتمر علينا ذكريات 6ابريل وهي تجعلنا نتسأل ونبحث عن روح ثورتنا،و التي كان مهرها خيرة الشباب ، الثورة التي وحدتنا حينما فشل الساسة في ذلك ونجحوا في تقسيمنا سياسياً واجتماعياً، ولك ان تتذكر عظمة ذاك اليوم والتعب والارهاق والعطش، ولك ان تتذكر نوم الثوار علي الحصي. ، ولك ان تتذكر المتاريس التي كانت درعاً للثوار حينما عجز ضباط الجيش عن حمايتهم، كم كانت تلك اللحظة جميلة بجمال هذا الشعب المقهور، سيظل السادس ابريل يوماً عظيماً في تاريخ الثورة السودانية، …
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..