الجزء الأخير من رسالة بن كلثوم لولاة الخرطوم

تنحي يا مصيبة فارقينا ……………… فإنّا قد بُلينا وأُبتلينا
فكم أصبحنا في عطشٍ وجوعٍ وسوء الحال أصبح كم مُشينا
مُقامك بيننا أضحى ثقيلاً ……………وحقُ الله رب العالمينا
.
صبرنْا وكم لعقنا الصبر صبراً وذقنا المرّ في حالٍ سخينا
يؤلمنا بأنّ الحالَ أضحى ….رضاءً يُشفي غل الحاسدينا
.
أضعنا العمر في وهم إنتظارٍ ….وها أنتِ أراكي تحطمينا
لعلمك نحنُ لا نرضى الهوانا ….ولن نتبع أُناساً فاسدينا
.
فسوء الحالِ أورثنا شقاءً…….. نخبرك اليقين وخبرينا
صمتنا طيلة الأيام حتى……… حسبنا في عداد الميتينا
.
وبئس الصمت في حالٍ كهذا وبئس الحكم حكم الظالمينا
فكم أُخمدنا مراتاً ومراتاً تباعاً تحبطّنــا وعودُ الخـادعينا
.
فليس الصمتُ بعد اليوم عقلاً وعين العقل صوتاً لن يلينا
وإنّا إن خنقنا الصبر صمتاً.. فتحت الصمت صوتاَ للأنينا
.
وحــقُ الله أنّا نحنُ نعلم مٌخاض الصمتِ صوتاً لن يهونا
سياتي يومنا المرجو حتماً …. وتقطع فيه ألسن لاعبينا
.
ألا هبي بصحنك يا …………… وأرميه بكف الماكرينا
مؤسّنة كأن الكذب فيها …….إذا ما المكر خالطها بُلينا
صبنتي حقوقنــــا عنّا وكانت حقوق الناس ترقبها عيونا
.
قفي يا أنتِ هل أحدثتِ يوماً صلاحاً في بيوت المتعبينا ؟!
أراكي إذا دخلتي على أُناسٍ سرقتي جهدهم عرقاً سخينا
فحسبك أن حال الناس أضحى مذلاً سيئاً هل تعلمينا؟؟!!
أظنك أجهل الجهلاء كنت بســــــوء الحال حال الجائعينا
.
فكم من أسرةٍ أضحت شتاتاً وســوء الحال يطحنها طحينا
وما الأحرار من يرضون ذلاً وعين الذل ذلاً في السجونا
.
فليس الصمتُ بعد اليــوم حلـــمٌ وعين الحلم حلم الثائرينا
وإنّ الصمت بعد الظلم إثمٌ …..بل نفاقٌ والعياذةُ أن نكونا..
.
تعالوا يا شباب الجيل هبوا ولبوا دعوة الوطن المصونا
حرامٌ أن ننام على ضياعٍ ونصحو في الصباح مشــردينا
.
قُتلنا مراتاً ومراتاً تباعاً ……..على أيدي أُناسٍسٍ آثمينا
أُناسٌ يسلبون الحق جهراً …..يبيعون الضمير ويغرفونا
يُديرون البلاد بعقل لصٍ يدوســـون الحقـوق ويهضمـونا
إنّ العلم قد أضحى مُهاناً ………وعين الذل ذل العالمينا
فكم من عالمٍ أضحى شقياً بفعل الظــلم يقبع في السجونا
وكم من عارفٍ حسبوه جهلاً ولم يدروا وهم كم جاهلونا
وكم داسوا على الحرمات حتى أتونا داخل الحرم المصونا
تهددنا عيونٌ تُدعى أمنٌ ……..وتحكمنا جواسيسٌ خؤونا
فهاهو ذا ( جستابو ) يحكم وها ( نيرون) بئس الحاكمينا
***
إنّ الظلم أورثنا حماساً ………..وأنّا للخروج لمرغمونا
وأنا سوف تدركنا المنايا…………. مقدرةً لنا ومقدرينا
.
………………………………. علي أحمد جارالنبي ………………………..
[email][email protected][/email]
لله درك ولا فض فوك, زيد وكتر من النوع دا من التعبير