الاستشراق الألماني : مالھُ وما علیھِ (2 ـــ 2)
ندوة الملتقى العربي للفكر والحوار ، 5 أبریل 2022 برلين

حامد فضل الله
والآن أعود إلى عنوان الندوة “الاستشراق الألماني مالھ وما علیھ”، وأبدأ بما علیھ :
بما أن القرآن الكریم مصدر التشریع الأول عند المسلمین ، فقد لقي اھتماماً كبیراً عند المستشرقین الألمان ، لقد أبرزنا تواً ، مساھماتھم في مجال الدراسات القرآنیة ، والآن نتعرض إلى الدوافع المختلفة لھذه
الاھتمامات والآثار المترتبة علیھا.
بعد فشل الحملات الصلیبیة على الشرق الاِسلامي ، نشأ اتجاه یدعو إلى محاربتھ بسلاح الفكر، ولذلك بدأت ترجمة معاني القرآن ، واستخراج المعاني التخمینیة ومختصرة ، وھي لا تعطي المعنى المتقارب لحقیقتھا ، وأخطاء سواء في المعنى أو المبنى والعدید من الآیات المحذوفة ، بھدف تشویھ الاِسلام في
وجدان الأوروبیین ، حمایة للمسیحیة منھ والرفض لنبوة محمد (صلعم) ، استبعاداً لھا من الفضاء الفكري الاِنساني ، وحتى المصلح الدیني الكبیر مارتن لوثر ، ومن الذین تأثروا بالفكر الإسلامي حینما تمرد على
الكنیسة الكاثولیكیة في روما ، قد أمر بترجمة القرآن ، بھدف محاربة الاِسلام ، وتزوید المسیحیین بحجج سلیمة لتثبیت إیمانھم . ونشیر ھنا إلى دراسة جایجر ، التي جاء ذكرھا ، وھي التقلیل من شأن القرآن
باعتبار أنّ القرآن مقتبس في أكثر أجزائھ من العھد القدیم ، والتقالید الیھودیة الأخرى ، ویتسأل ، من أین
أتى محمد بدینھ ، من الیھودیة أم من المسیحیة؟ كما نشیر ھنا إلى أنّ نسبة كبیرة من المستشرقین الألمان ، كانوا في البدایة من اللاھوتیین (رجال الدین) فكان ھدفھم الأساسي التبشیر للدیانة المسیحیة.
ونتعرض الآن إلى كتاب المستشرق الكبیر تیودور نولدكھ بعنوان تاریخ القرآن”الذي صدر عام 1860” – دون أن ننسى الاھتمام العلمي بالقرآن في أوروبا ، ابتداءً من القرن الثاني عشر ـ وقد عالج فیھ مسألة نشوء نص القرآن وجمعھ وروایتھ ، ومسالة التسلسل التاریخي للسور واقترح ترتیباً لھا ، یختلف عن ترتیبھا بحسب نزولھا ، كما ھو معھود في الاِسلام . ولكنھ یعترف في عین الوقت ، بأن الترتیب الذي یقترحھ لیس إلاّ ترتیباً تخمینیاً والكتاب یتألف من أبحاث أدبیة – تاریخیة وكوثیقة من وثائق التاریخ
الاسلامي ، وھو بحث فیلولوجي (لغوي) دقیق (والفیلولوجیا ھي الركن الأول للتاریخانیة الألمانیة منذ حوالي القرن) إلى جانب الأحداث التاریخیة التي تشیر إلیھا بعض السور والآیات . لا یقیٍّم نولدكھ ومن تبعھ من العلماء ، القرآن ككتاب منزَل ، بل كنصّ وضعھ النبي محمد نتیجة إلھام (أي بمعنى نفي الوحي)
ونولدكھ لا یشكك في صدق النبي والنبوة ، ولا شكّ في صدق الخبرة الدینیة الخاصة التي عاشھا . ولا نحتاج ھنا إلى الإشارة بتطورات لاحقھ حول القرآن تختلف عن نظرة نولدكھ وتلامیذه. ولكن ربما إشارة سریعة إلى مقال نویفرت الطویل ، الذي نشر في عام 2012 ، في صحیفة فرانكفورتا الجماینة بعنوان “القرآن ـ جزء من أوروبا؟” وقد قمت بترجمتھ إلى العربیة، وھنا عرض للمدخل والخاتمة : “إنھا لمجازفة المطالبة بجعل القرآن الكریم مقبولاً وواضحاً كجزء من الثقافة الغربیة ، إذ لا یوجد موضوع آخر یلھب العلاقة التي تربط بین العالم الإسلامي والغرب الأوروبي . وقد یبدو للوھلة الأولى أنّ ھذا الجدل خاضع لحسابات سیاسیة ، مما یجعل التوصل إلى خلاصة مقنعة أمراً متعسراً . ولكن لا بدّ
من الإقرار بادئ ذي بدء بأنّ ھناك نواة تاریخیة لھذا النقاش من الممكن توصیفھا واتخاذ قرار بشأنھا : فالأمر یتعلق بالقرآن الكریم وعلاقتھ بالكتب المقدسة للمسیحیة والیھودیة. ویفصح كافة الكتاب تقریباً مِن قدموا مراجعة عامة للقرآن الكریم عن نظرة استعلائیة بصدد شكل القرآن وعن تھمیش لمدلول تطوره
الي درجة التلمیح لاحتمال الاقتباس والتزویر ، الأمر الذي یؤكد استمرار تأثیر التصور القدیم بأن القرآن
“نسخة ھزیلة للتوراة” لا یقدم جوھریا أي شيء جدید”… وتختتم :
“إن في إعادة استیعاب القرآن وفجر الإسلام في نھایة العصر القدیم للشرق الأوسط تصحیح لمفھوم
كانت تحتكره أوروبا تقلیدیا بأنھا تنتمى للثقافة الیھودیة ـ المسیحیة فقط، ما سیوضح من جدید مدى إسھام القرآن في تاریخنا الفیلولوجي والثقافي المشترك”.
لقد ورد في القرآن نقد للتوراة وكذلك ساھم العلماء المسلمین في نقد العھدین القدیم والجدید ، وتجاھل المستشرقون ھذا النقد الإسلامي ، ولكن ھذا التجاھل لیس نابعاً من عدم المعرفة بالتراث الاِسلامي ، لأن الاعتراف بالنقد الاِسلامي یعني الاعتراف بأن الاِسلام مصحح لكتبھم وعقائدھم.
أما في المجال الأدبي ، قاموا بنشر للنصوص الأدبیة القدیمة ، وعن طبیعة الشعر العربي وتطوره واھتمامھم بالشعر الجاھلي ، ترجمات وتحقیقات علمیة. وكتب تیودور نیلدكھ فصلاً في كتاب بعنوان “من تاریخ ونقد الشعر العربي القدیم” وتعرض أخرون بأبحاث عن صحة القصائد العربیة القدیمة.
ویرى نیلدكھ في نقده : بعدم وجود وحدة في القصائد الجاھلیة ، ومنتزعة من سیاقھا التاریخي ورتیبةورتابة حیاة البدو ، والتكلف ، وتكرار نفس المواضیع عند جمیع شعراء الجاھلیة.
یؤكد بعض الباحثین العرب إلى أھمیة عمل المستشرقین في بعث تراثنا بشكل عام والجاھلي بشكل خاص ، كما یؤخذ علیھم عدم فھم بعضھم الحیاة الجاھلیة على حقیقتھا ، بسبب بعد الشقة واختلاف العقلیة ،
وتطبيق مقاییس النقد الغربي وإقحامھا على الشعر العربي ، ولإھمالھم عنصر الذوق في دراسة الأدب حسب رأي طھ حسین . وعن عدم صحة الشعر الجاھلي ، یدعمون وجھة نظرھم ، بالإشارة إلى وقائع جاھلیة ، یرد ذكرھا في القرآن ، مما یعني لھم اعتماد ھذه الأشعار على القرآن وبالتالي إسلامیة مصدرھا.
أن قضیة ، بأنّ الشعر الجاھلي منحول على أصحابھ من قبل المسلمین اعتمد علیھا بعض الباحثین الألمان من مقال الباحث الإنجلیزي مرجلیوث بعنوان “أصول الشعر العربي” في عام 1925 ” یأتي فیھ مسألة صحة الشعر الجاھلي” وھذا یذكرنا بكتاب طھ حسین بعنوان “في الشعر الجاھلي” (1926) ، الذي أثار ضجّة كبیرة في تلك الحقبة ، عندما سار طھ حسین على ھذا المنوال ومُتبنیاً منھج الشك
الدیكارتي (الفیلسوف الفرنسي دیكارت).
كذلك اتھام العرب قبل الاِسلام بالبربریة ، أي لا تاریخ حضاري لھم، وكذلك قول غرونباوم ، إن
الحضارة العربیة الاِسلامیة تعود إلى أصول إغریقیة ، ولیس بعثاً للقدیم العربي ، وموروث الأسلاف ، وحتى الفقھ الاِسلامي قد صیغ وتطور عن أصول ھیللینیة، وكلّ الانجازات الحضاریة للأمم جمیعاً مصدرھا الغرب ، وھكذا یتمّ الغاء الأخر ، وكأنھ لا توجد حضارات أخرى ساھمت بقدر ما في الفكر
البشري ، وھنا تتجلى العرقیة الغربیة في أبشع صورتھا ، ولكن نودّ أن نشیر ھنا إلى بیكر الذي أمن بالأصول الھیللینیة للحضارة الاِسلامیة ، وھذا سبب ارتباطھا الوثیق بأوروبا ، ولكنّھ آمن أیضاً ، بالطابع الخاص الذي أضفتھ الثقافة الاِسلامیة على تلك الأصول ، والاِنجازات التي تجاوزت بھا تلك الأصول أو نقدھا . ھذه أمثلة فقط ، فھناك الكثیر ، الذي یمكن أن یؤخذ على الاستشراق الألماني.
ولكن دعمونا الآن أن نتحدث عن الجوانب المشرقة للاستشراق الألماني : فیما یتعلق بالدراسات القرآنیة :
ــ نتیجة الاھتمام المتزاید بنص القرآن ونشره في لغتھ الأم ، ساھموا في عمل المعاجم والفھارس المختلفة للقرآن ، لتسھیل العودة إلى الآیات المتعلقة بموضوع واحد.
ــ قاموا بتحقیق المخطوطات القرآنیة وجمعھا وتصنیف وتصویرھا ، كما ساھموا بجھد كبیر في نشر العدید من كتب القراءات وكتب التفسیر وكتب التاریخ .
ــ مساھمات علمیة في مجالي الدراسات العربیة الاِسلامیة والدراسات العبریة ودراسات العھد القدیم ، مما أدى إلى التعرف على الموقف القرآني من التوراة والاِنجیل.، وتطور الاِصلاح الدیني.
ــ إن قیام الفیلولوجیون بنشر النصوص الكلاسیكیة التي صارت مصادر في الدراسات العربیة
الاِسلامیة ، لا غنى عنھا لمن یرید التعرف على تاریخ المنطقة العربیة والثقافة الاِسلامیة في العصور الوسطى . كما ركزوا في عروضھم الدراسیة على وضع الحضارة الاِسلامیة في السیاق العالمي.
ـــ ولم یكن المستشرقون الألمان “موظفین استعماریین” مثلما كان الأمر بالنسبة لفرنسا وبریطانیا وإیطالیا ، وأمیركا .. وفي الأصل ، لم تستعمر ألمانیا أي دولة من دول الشرق الإسلامي أي العالم العربي ، بل كانت حلیفة السلطنة العثمانیة في الحرب العالمیة الأولى.
“المفصّل في تاریخ العرب قبل الإسلام”، للكاتب العراقي الفذ جواد علي ، في عشر مجلدات ؛ فقد رجع ـ للاِطلاع أكثر على بحوث الألمان في التاریخ العربي القدیم ، یمكن العودة إلى الكتاب القیم بعنوان : “الباحث إلى ستة وعشرین كتابا ألمانیا ، وحوالي الأربعمائة مقال للباحثین الألمان” .
ــ لا ینكر بعض المستشرقین وجود بعض عیوب في الطریقة التي دٌرِسَ بھا القرآن والأدب العربي في الغرب ، من ضیق نظرة أو قصور معرفة أو تعصب دیني خاصة وذلك منذ بدایة الدراسات العربیة
والاِسلامیة ھناك في القرن الثاني عشر . ولكن المستعرض لھذه الدراسات لا بد سیجد أن التخلص من ھذه العیوب ارتبط دائماً بوعى ھذا البعض بھذه العیوب وخطورتھا المنھجیة أو ضرورة التخلص من ھذه العیوب لصالح الحقیقة والعلم .
ــ ونقدم ھنا أمثلة من النقد الذاتي :
أولاً من القدماء:
یكتب العالم اللغوي یوھان فُوك – منتقداً ترجمة القرآن لأحد اللاھوتیین : “ھذه الترجمة تزخر بأخطاء
جسیمة سواء في المعنى أو المبنى . ولم یكن أمینا ، إذ أغفل الكثیر من المفردات ، كما أنھ لم یتقید بأصل السیاق ، ولم یُقم وزناً لخصوصیات الأسلوب.
– ویقول كارل ھینرش بیكر وزیر الثقافة في جمھوریة فایمر ، مدافعاً عن “موضوعیّة” الاستشراق الألماني، أنّ “الموضوعیة” العلمیة ، لا تعني بالضرورة العداء للمسلمین ولا الخصومة معھم . وأنّ الموقف الشخصي الوطني أو القومي أو التبشیري – المقصود ھنا مساندة ألمانیا للدولة العثمانیة أثناء الحرب العالمیة الأولى ، بالطبع من أجل مصالحھا ومن أجل كسر احتكار بریطانیا وفرنسا وروسیا ولاحقا أمریكا لھذه المنطقة – لا ینبغي أن یؤثر على رؤیة الاستشراق للحضارة الاِسلامیة العالمیة النزوع والتوجھ . وھو الذي استخدم مع آخرین “العناصر المادیة” والاقتصاد في الحضارة الاِسلامیة ، وفتح مجالاً ثقافیاً خاصاً ھو علم الاِسلام أو الدراسات الاِسلامیة ، بھدف ضرب التنازع بین الیھودیة
والمسیحیة حول أصول الاِسلام ، واستقلال تلك الدراسات الجدیدة عن الدراسات السامیة ودراسات العالم القدیم.
ومن الحداثیین :
– یقول رودي بارت “إن علم الاستشراق كما ھو بین أیدینا الیوم نتیجة نشاط أجیال عدّة من العلماء.
ویشیر إلى علماء ورجال اللاھوت في العصر الوسیط ودورھم التبشیري للمسیحیة ومعاداة الاِسلام بحكم سابق ، وعدم تقییم المصادر الاِسلامیة بشكل موضوعي. ویواصل مشیراً إلى تغیر ھذا الموقف العدائي من قبل المستشرقین منذ منتصف القرن التاسع عشر تقریباً تغیراً جوھریاً، فنحن معشر المستشرقین ، عندما نقوم الیوم بدراسات في العلوم العربیة والاِسلامیة لا نقوم فقط لكى نبرھن على ضعة العالم العربي الاِسلامي ، بل على العكس ، نحن نبرھن على تقدیرنا الخاص للإسلام ومظاھره المختلفة والذي عبر عنھ الأدب العربي كتابةً … ونحن في ھذا نطبق على الاِسلام وتاریخھ ، وعلى المؤلفات العربیة التي نشتغل بھا المعیار النقدي نفسھ الذي نطبقھ نحن ، على تاریخ الفكر عندنا وعلى المصادر المدونة لعالمنا ، وإذا كانت إمكانیاتنا معرفتنا محدودة ـ وھل یمكن أن تكون إلاّ كذلك ـ فإننا نؤكد بضمیر مطمئن أننا في دراساتنا لا نسعى إلى نوایا جانبیة غیر صافیة ، بل نسعى إلى البحث عن الحقیقة الخالصة.
– یقول فریتس شتیبات :
“إن الاستشراق شكل نافذة جیدة على الشرق ، تم التعریفُ من خلالھا ، وطوال قرنٍ ونصف القرن ،
بالعرب والاِسلام ، وحضارتھما ، بطرائق موضوعیة وودودة في أكثر الأحیان . وأیا یكن الرأي الآن ، بعد تغیر الظروف والمناھج ، في تلك الدراسات ؛ فإنھ یكونُ علینا النظر إلیھا من جانبین : جانب الجھود
المبذولة في نشر النصوص العربیة القدیمة كنشرات علمیةً ، شكلت منھجاً سار علیھ في ما بعد المحققون
والدارسون العرب . وجانب العروض الشاملة والمتخصصة للتاریخ السیاسي والثقافي العربي الاِسلامي ، ودراسات التاریخ الدیني ، وتطورات الحضارة الاِسلامیة في عالم ما بعد الكلاسیكیة ، وصولاً إلى الدولة
العثمانیة”، ومضیفاً ” المشكلة مع الاِستشراق لیست بالدرجة الأولى من جانب إدوارد سعید ونُقاد
الأدبیات الكولونیالیة ، بل من ثورة العلوم الاجتماعیة والمنھجیات الجدیدة وتفكیكیات ما بعد الحداثة.
ــ لم یساھم الباحثون العرب بصورة كبیرة في عرض الاستشراق الألماني، ربما تكون اللغة ھي العائق
الأكبر ، لذلك جاءت المساھمات في الغالب من الذین درسوا في المانیا ، أو یجیدون اللغة الألمانیة ، مثل : محمد البھي وزیر الأوقاف وشؤون الأزھر السابق ومحمود زقزوق ، كانت أطروحتھ في ألمانیا دراسةً مقارنة بین دیكارت والغزالي ، وقام بالتعریف بالاستشراق الألماني وقد ساءت علاقتھ لاحقاً بالاستشراق ونشر كتابھ “الاستشراق والصراع الحضاري” ثم محمد عوني عبد الرؤوف ، ورضوان السید ، وعبدالغفار مكاوي، محمد عبد الھادي أبوریدة، دون أن نغفل الترجمات العدیدة للعلامة عبدالرحمن بدوي .
– لم یتعرض إدوارد سعید للاستشراق الألماني، بحجّة أن ألمانیا لیست لھا مستعمرات ، وھذا لیس دقیقاً ، فألمانیا تعاونت مع السلطنة العثمانیة من أجل مصالحھا ، وكان لألمانیا مستعمرات في أفریقیا. لقد كان ھدف سعید في كتابیھ ، “الاستشراق والثقافة والامبریالیة”، تحدیداً ، ھو كشف المشروع الامبریالي
لبریطانیا وفرنسا وأمریكا.
– قام جورج تامر بنقل كتاب تیودور نولدكھ بالكامل إلى العربیة وحققھ ، وبدعم وإصدار من مؤسسة كونراد – أدناور ، الطبعة الأولى ، بیروت 2004
– ھل یمكن الآن الحدیث عن الاستشراق الألماني بصورتھ الكلاسیكیة ، بعد التطورات في العلوم
المختلفة ، وتكوین العدید من الكراسي في الجامعات الألمانیة التي تعتني بالدراسات الاِسلامیة والعربیة وأنشاء معھد تاریخ العلوم العربیة والاِسلامیة في إطار جامعة فرانكفورت وبدعم من دول عربیة ، ربما
ینضوي تحت مخصصات ، مثل التاریخ ، والأنثروبولوجیا ، والسیولوجیا ، وعلم الدین، أو الدراسات الشرق أوسطیة.
– ھل یمكن على الرغم من بعض القصور ، إنكار ضخامة وعظمة ما حققھ الاستشراق وأنجزه طوال
أكثر من قرن ونصف القرن.
– إن وجود عدد كبیر من الطلاب والباحثین المسلمین والعرب في الجامعات الألمانیة وكذلك الحوار على قدم المساواة ، سوف یؤدي إلى تعمیق اكثر للدراسات العربیة والاِسلامیة في مناھج الدراسات الألمانیة، وكذلك على ضوء وتطور المناھج والتخصصات العلمیة المختلفة.
وكالعادة نحن موعودون دائما بالجديد المفيد مع مقالات البروف حامد فضل الله . وربما أزيد معلومة بسيطة لتأكيد ما ورد في المقال من إيضاحات .. بأن الألمان لم يستعمروا بلاد الشرق خاصة الدول العربية ولهذا كان المستشرقون الألمان أقرب للموضوعية في تحقيقهم للمخطوطات ونشرها ,,, لك الشكر والتقدير مجددا بروف حامد ,,,,