سقف الحرية هو الضمير .. !!

* قلنا ان المؤتمر الوطني يعتقل قادة المعارضة ليجهض المواثيق الوطنية ويفرغها من مضمونها الحقيقي ، ثم يساوم في اطﻻق سراحهم مقابل تنازﻻت تقدمها المعارضة ، وهذا الكرت اصبح مكشوفا لدرجة العبط ، وهاهو اليوم المؤتمر الوطني اصبح يتاجر ويساوم لاطﻻق فاروق ابو عيسى ومكي مدني مقابل استمرار الحوار ، وكضمانة لحسن النية ، وطبعا ﻻ ضمان وﻻ امان فهذا المشهد يتكرر كل مرة وتعلن الحكومة عن اطﻻق سراح المعتقلين ثم تعود وتعتقل المزيد ، وبح صوتنا ونحن نصرخ ، دعوا المعتقﻻت تمتلئ بالشرفاء ، ﻻ تطالبوا باطﻻق سراحهم ، ﻻ مساومة مقابل الاجندة الوطنية والتحول الديمقراطي ، فاليصرح المؤتمر الوطني بما يشاء من التصريحات التي تتحدث عن تجاوزهم الازمة الاقتصادية وانهم اهل الانجاز والاعجاز فهذا لن يغير الواقع المتأزم والانهيار الاقتصادي الحاصل ، ومهما دفع لاحزاب الفتات والفكة لتؤدي دورها الديكوري لن يغير أيضاً هذا في واقع ان الاحزاب الحقيقية قاطعت الانتخابات وقاطعت الحوار المشروط ، وخير فعل الحزب الاتحادي الديمقراطي بتجاوزه محطة المشاركة في الانتخابات بحزم وقوة وخير فعل حزب الأمة بخيار العمل السري ومايزال الحزب الشيوعي يمثل ثبات الموقف والخط السياسي الذي لم يتزحزح منه وظل متمسكاً بخيار التغير واسقاط النظام ، و للذين يصرون على طمس الحقائق وتشويه الواقع ويطلقون الاحاديث من شاكلة ( الحرية دون سقف تمهيد للفوضى ) او الديمقراطية تعني الفوضى …. الخ نقول : الحرية حق ﻻ تهبه السلطة الدكتاتورية وانما ينتزع انتزاعا ، وسقف الحرية هو مسؤولية واحترام الدستور والاخﻻق والضمير ، وهذا مالم يتعلمه المؤتمر الوطني ولن يتعلمه لانه ﻻ يعرف سوى لغة الانقﻻبات والتهديد وتشويه الواقع والمتاجرة الاعﻻمية بالقضايا ، ولكن ستظل الحرية مطلبا شعبيا وسيظل التحول الديمقراطي هو الخيار الوحيد للمواطن السوداني ، وكل ما يحدث من ضجة فارغة حول الحوار والانتخابات والاصﻻح الاقتصادي والانجازات … الخ زبد وسيذهب جفاء وﻻ مكان للمؤتمر الوطني وكل احزاب الفكة التي حوله في الخارطة القادمة بسلوكهم الحالي ، ووجود منافسة ديكورية مدفوعة الثمن ومحددة النتائج مسبقاً ، لن تعطي الإنقاذ الشرعية التي تسعى اليها مهما فعلت .. !!

مع كل الود

صحيفة الجريدة

[email][email protected][/email]