الجنرال المهدي

ما أقصده في هذا المقال . . ليس المهدي المعروف علي نطاق جغرافية بلادنا الحبيبه . . أو امتداد لسلالته المعروفه وغير المعروفه .. . ولا ذلك المهدي الذي سيهل علي كل الدنيا ويملاها عدلا بعد ان ملئت جورا . . ما اقصده هنا . . هو مهدي . . مجازا . . يمهد لتحول ديمقراطي ينتشل البلاد من هذه الكارثة . . يوجه البلاد نحو الطريق الصحيح وبعدها . . تنتهي قدسيته و مهديته مباشرة بعد اشرافه علي مسار صحيح لتحول ديمقراطي حقيقي . . ويكون في أولويات واجباته القضاء علي ما تبقي من شرذمة الحزب الحاكم والذين صاروا عبئا ثقيلا يجب التخلص منه . بارهاقهم لموارد البلاد ونهبهم لثرواتها . . وتركيزها وتسخيرها لخدمه حفنه من الانتهازيين والنفعيين مما ادخل بلادنا في حاله حاده من ( انيميا ) الفقر والعوز . . فمن خلال عمليه جرد بسيطه لثرواتهم خلال حقبه حكمهم القائمه حتي الان . . واكتنازهم لكل اخضر ويابس وتقسيمهم لنظريه التمكين لنخبهم التي صرخت يوما ان لا لدنيا قد عملنا . . فاذا بهم لم يتركوا رحيق عظم لم يمتصوه . . اعتقد انه آن الاوان لبروز مهدي منتظر من بين صفوف العسكر . . ليخلص البلاد . . كمرحلة أولي . . من ( القراد ) المرهق لجسد الدوله . . ولتحقيق ذلك لا اعتقد ان الامر يحتاج الي بساله الشجعان . . خاصه وان (الجماعه ) قد فقدوا لادنى مقومات الاحترام . . كما لم تعد لحاهم التي يقطر منها دم البلاد المسفوح بذات الهيبه التي باشروا بها اولي عمليات الشراء الرخيص لدين الله واياته . .
الامر سهل جدا عليك الان ايها المهدي الجنرال . . الكره الان في ملعبك لتكنس ما تبقي من عوالق . . وعواليق . . انهكوا بلادنا لسنوات طوال . . ان الحديث عن انتفاضه شعبيه تلوح في الافق صار ضربا من الخيال . . ( علي الاقل) في هذه المرحله التي تشهد اكبر عمليات انقسام وتباعد للخلايا التي ينبغي ان تقود اي انتفاضه وشيكه لخلاص البلاد . . (ومع ذلك ) ندعم ونشجع ونحفذ لكل حراك شعبي من اجل تغيير شامل . . وبالطبع . . فان ظهور اي شخص من العسكريين في الوقت الراهن . . يسرع في التمهيد لتحول ديمقراطي ناعم حقنا للدماء . . الجميع يدرك تماما ان الشعب الان يتطلع الي حدث هام يغير سياسات البلاد المؤسفه المخجله . . وان كان ثمه شخص يعول عليه لعب هذا الدور الشجاع . . فبالطبع فان الجنرال بكري حسن صالح لديه الان فرصه كبيره ليكون بطلا للتغيير القادم . . فهو الان يقبض بصوره فعليه علي حقيبه اعلي سلطه بالبلاد . . اذا استثنينا الرئيس البشير و اعتبرناه في الوقت الحالي (لعوامل كثيييره ) لا نرغب في ذكرها الان . . اقل نشاطا وحيويه عن ما كانه في السابق . . بل لعله يبارك تماما هذا التحول . . العسكري . . عسكري . . لحقيبه اداره امر البلاد . . لهذا فان لبكري حظ اوفر في وضع ( بصمه ) خاصه به تحفظها له سجلات التاريخ لا ان ينساق وراء (زفه ) شالات وعمائم الملتفين حول القصر وكل منهم يدعي لنفسه بانه من اهل الحل والعقد . . او انه ( الشيخ ) الذي ينبقي الانصياع الي حكمته . . حيث بات جليا ان لا حكمه ولا دين . . او قطره اخلاق ترتجي من هؤلاء الارزقيه المفضوحين المرهقين . . الذين يدورون بالبلاد مثل ( جمل العصارة ) الذي لم يبارح مكانه قيد أنملة مهما حاق به التعب والنصب . . فيجب عليه ان يبعد كل ( وسواس خناس ) من فضاء قصر الشعب . . واهم من كل ذلك . . يجب علي من يقود هذا التغيير ان يعرف كيف يمسك بعصاه . ويجب بالضروره ان تكون المسكه هذه المره ليس من المنتصف . . بل من منطقة مرتكز القوه . . وان يتمسك بخيار واحد فقط . . افراغ القصر الرئاسي من جميع المدنيين . . طوعا او كرها . . وحث الأحزاب بما فيها المؤتمر الوطني بجميع اطنابه وتوابعه . . علي تفعيل قواعدها ولملمه انفاسها استعدادا لماراثون انتخابي نزيه وعادل . . يشرف عليه صاحب الانقلاب الناعم المنتظر بنفسه . .
يجب( للمنتظر) للأحداث ايضا ان يدرك جيدا . . ان( فارس) التغيير سوف لن ياتي بجواد ( أجرد ، ادهم ) من فراغ العدم . . او محمولا ( ببساط الريح ) مرسلا خصيصا لتصحيح اوضاع البلاد . . ليس (مع الضروره ) . . ان يكون شيئا هلاميا يهل علينا لتسلم مهامه في القصر الرئاسي الأوسع فسادا بين قصور العالم . .
ان فارس التغيير . . هو بالضرورة . . انسان من بين الأحداث . . كان يعوث مع العائثين ويفسد مع جحافل المفسدين . . هو بالضروره انسان بصفات السودانيين . . له ماضيه الصالح والطالح . . منغمس في خطيئه البشر . . ومن كان بلا خطيئه فاليرمه بحجر . .
يجب ان لا نلومه علي ماضيه بقدر اه
يجب ان ياتي من عمق عفن المفسدين . . خبر سلوكهم . . وعرف مجاريهم وخطوط دفاعهم وحصونهم الفاسده . . ليدكها عليهم . . ويهدها علي رؤوسهم . .
انسان قد عقد نيته ان يغسل يده الغزره الملطخه . . ويعلنها حربا شرسة للتغيير . .
فهذا هو الشخص المناسب تماما ليكون ملهم البلاد وقائدها . . وهكذا ينبقي ان تكون مواصفاتكم لاي مهدي ناجح تنتظرون . .
وحتي حين قريب . . الكل متحمس لسماع قرارات تبعد هذه الطفيليات الفاشلة من الغوص بنا في المزيد من الازمات . .

الزبير كبور
[email][email protected][/email]