مقالات سياسية

في (الجنينة).. القتل أيضًا بالتجويع!

(تقرير- علي أحمد)

قال نازحون سودانيون، وصلوا إلى منطقة (أدري) التشادية أمس (الخميس)، فرارا من الاقتتال المشتعل في (الجنينة) عاصمة ولاية غرب دارفور، أن المدينة تعيش وضعًا بالغ التعقيد، مع استمرار استهداف المدنيين وتهجيرهم قسرياً. فيما حذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية غير مسبوقة. ووصفت (نقابة الأطباء السودانية) الوضع في المدينة بـ(الكارثي)، في ظل خروج المستشفيات عن الخدمة، وانقطاع الاتصالات.

وفي في ظل عدم وجود إحصائية رسمية، أظهرت فيديوهات متداولة نُشرت على الوسائط والمواقع الإخبارية الإلكترونية الأربعاء الماضي، أعداداً كبيرة من النازحين – قدر البعض عددهم بخمسين ألفا – خرجوا من المدينة باتجاه الجارة (تشاد).
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس قد وصف الهجمات التي تستهدف المدنيين في “الجنينة” بـ(العرقية)، وقال بأنها ترقى إلى تصنيفها كجرائم ضد الإنسانية.

تعنت الجيش وراء تدهور الحالة الإنسانية:

ومما زاد الطين بلة، وأدى إلى تعميق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الإقليم فرض الجيش لـ(شروط) من أجل انسياب المساعدات الإنسانية.

ولم يخف الجيش حرصه على أن تدخل المساعدات عن طريق ميناء مدينة (بورتسودان)، الواقعة في مناطق سيطرته. الأمر الذي يجعلها في غير مأمن من أيادي فلول النظام البائد المتحالفين مع الجيش، وتجار الحروب وعلى رأسهم سماسرة وزارة المالية، بالإضافة للفاسدين من أنصار النظام القديم. لتظل معاناة الإقليم بسبب غياب المساعدات مستمرة. وذلك على الرغم من أن الازمة في دارفور هي الأكبر، قياسا ببقية أقاليم السودان.

ويرفض الجيش الوصول لاتفاق مع الدعم السريع يفتح بموجبه مطار (الجنينة)، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبره مباشرة، بدلاً عن بورتسودان البعيدة جداً عن الإقليم. مما يضع صعوبات عملية أمام نقلها لدارفور، في ظل الحرب.

وحسب أحد العاملين في منظمة مختصة بتقديم العون الإنساني، طلب عدم الكشف عن هويته، قال ان رفض الجيش بفتح مطار الجنينة وتشغيله لوصول المساعدات الإنسانية، يأتي لأسباب صغيرة وسخيفة وغير ذي جدوى، ومنها عدم رغبته في الاعتراف بسيطرة الدعم السريع على المطار، “حتى بعد صدور بيان قوات الدعم السريع الذي أكد سيطرته على المطار، ورغما عن شهادات شهود العيان”. الشيء الذي عده مراقبين، دليلا على سيطرة الفلول على قرار الجيش، في ظل وقوع قيادة الجيش وعلى رأسهم الفريق أول البرهان، تحت تأثيرهم بالكامل.

وبما أنه لا يمكن تشغيل المطار إلا باتفاق بين الطرفين المتقاتلين يضمن سلامة عمال الإغاثة، وتأمين عملية وصول المساعدات لمستحقيها، يكون تباطؤ الجيش في القيام بمثل هذه التفاهمات عامل آخر، يُسهم في تدهور الوضع الإنساني بالإقليم.

لجنة مشتركة لتشغيل مطار الجنينة:

وبدورها قالت قوات الدعم السريع في بيان لها الخميس، الموافق للخامس عشر من يونيو الجاري، أن الاشتباكات القبلية في غرب دارفور، وخصوصًا مدينة “الجنينة”، أدت إلى مقتل العديد من المدنيين بواسطة طرفي النزاع، ونزوح ولجوء الآلاف بسبب الهجمات المتواصلة.

وأهابت (الدعم السريع) في بيانها بالمنظمات الإقليمية والدولية، الإسراع في تقديم المساعدات الانسانية للمواطنين، والضغط على الجيش للموافقة على تشكيل لجنة من جميع الأطراف، لتشغيل (مطار الجنينة) الذي يقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وذلك لاستقبال المساعدات الإنسانية. وأعلنت استعدادها التام، لتقديم كافة التسهيلات المُتعلقة بتأمين المطار، وتوفير الحماية اللازمة لفرق الإغاثة.

إغاثة مطار بورتسودان في الأسواق:

وفي السياق، قال شهود عيان من سكان مدينة بورتسودان، انهم شاهدوا بعض مواد الإغاثة القادمة كمساعدات إنسانية من الخارج، مخصصة للمحتاجين من ضحايا الحرب في مدن السودان المختلفة، وهي معروضة للبيع في أسواق المدينة.

وكانت عشرات الطائرات قد هبطت في مطار بورتسودان محملة بمواد الإغاثة منذ بدء الحرب في 15 ابريل، الا ان كثير من هذه الاغاثة لم تصل إلى وجهتها الرئيسية.

هذا في الوقت الذي تحدث فيه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات فساد وسوء تخزين وفوضى عارمة يشهدها مطار المدينة

وقال بعضهم إن المدينة (بورتسودان) قد تحولت إلى عاصمة لفلول النظام السابق، من السياسيين والفاسدين وسماسرة الأزمات.
وكان “جبريل إبراهيم”، وزير مالية حكومة الانقلاب، والذي تحوم حوله شبهات فساد كثيرة، قد سبق وأعلن عن تشكيل لجنة برئاسته للإشراف على توزيع مواد الإغاثة. ووقتها شبه كثيرون وضع الرجل على رأس لجنة تشرف على توزيع مواد الإغاثة كوضع “جاك السفاح” للإشراف على حراسة ملجأ للنساء.

وقال “علي حسين”، وهو من سكان حي “سلالاب” في المدينة، أنه اشترى بعض المعلبات والتمور تابعة لمواد الاغاثة من “دكان” بوسط المدينة.

نهب المساعدات الإنسانية:

وفي الثالث من مايو الماضي، قال مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة (مارتن غريفيث) في تصريحات صحفية، إنه يعمل على الحصول على ضمانات من طرفي الصراع في السودان، لتوفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية، بعد تعرض ست شاحنات محملة بالامدادات الإنسانية للنهب، على وقع استمرار المعارك بين الجيش والدعم السريع، وزاد:(ما زلنا بحاجة إلى موافقات وترتيبات للسماح بتنقل العاملين والإمدادات. سنحتاج إلى موافقات على أعلى مستوى وعلى نحو مُعلن، من أجل تحويل هذه الالتزامات إلى ترتيبات محلية يمكن الاعتماد عليها).

‫5 تعليقات

  1. ياربي المرة دي لغمت (التقرير) بشنو؟
    مقالاتك بقت زي المضادات الأرضية بتاعتكم تضرب في الفاضي.
    بدل كل مرة تكتب وتتعب نفسك … استخدم gpt يطلعلك مقال كل 5 دقائق واستخدام عبارات “الفلول والهامش والنخبة ” والطلس بتاعكم دا.
    الله يكفينا شركم

  2. تشغيل مطار الجنينة يعنى وصول تعزيزات من الاسلحة والذخائر والمرتزقة للمتمردين ايها الفالح
    الاغاثة تصل عن طريق البر كما كانت تصل من قبل لكن المتمردين لهم راى اخر حتى يتم فتح المطار لتزويدهم بالدعم

  3. شيء مخزي ومحزن. يعني لا برحمو ولا بخلو رحمة ربنا تنزل. لا بقومون بواجبهم في مساعدة الشعب المنكوب لا بل يسرقون حتي ما يجود به الاخرين. ما هذه اللعنة التي حلت بهذا الشعب

  4. بورتسودان ليس بها حرب لماذا لا يخرج الثوار ليطالبوا بعزل جبريل وكل حكومة الانقلاب الغير شرعية التي اتخذت لها وكر في بورتسودان

  5. اخيرا بعد تقيئك في الفتره الماضيه في وجه القراء وافراغ معدتك بكل قيحك تجاه الشعب السوداني واهل الجنينه وتحريضك لقتلهم

    ماذلت تواصل الخداع وان تصنع من المرتزقه اللصوص إنداد للجيش ورسل انسانيه ومهمومين بقضايا انسان الجنينه
    استحووو كل العالم يري ويعلم من الذي أخرجهم من ديارهم ومارس أشد العذاب عليهم
    لا تظن الشعب غبي مثلكم وتنطلي عليه اكاذيبكم
    في ظل الميديا المتوفره أصبح نقل الخبر والحدث اسهل من نقله عن طريق الأبواق
    فمليشياتكم وثقت لكل جرائمها في دارفور والخرطوم خليك هااااادي

    نسال الله السلامه لأهلنا في الجنينه ولكن لن تفتح المطارات إلا بواسطة الجيش وتحت إشرافه
    ولن يكون هناك تفاوض مع لصوص ومقاطيع صحراء غرب افريقيا
    والخذي والعار لتجار الحرب والمنادين بسحق أهل الجنينه وابدالهم بمواطنين من رعاع الصحراء
    ستعود دارفور كسابقها انشاء الله
    وسيلقم كل كلب اجرب بحجر في فمه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..