مقالات وآراء

ويستمر التعذيب

شهب ونيازك
كمال كرار
للمرة الثانية والثالثة وهلم جرا، تتحدث الأخبار الموثقة عن تعذيب وحشي يطال الثوار المعتقلين وسط صمت الأجهزة المعنية.
والصمت يؤكد الوقائع ولم لا وكل إرث القمع والتعذيب والتنكيل لا يزال حاضرًا وبشدة.
والتعذيب لا بهدف انتزاع الاعترافات المضروبة بل بهدف التصفية، وقتل مناضلون كثيرون في بيوت الأشباح وأقبية الأمن.
والكثير من الثوار محرومون من مقابلة ذويهم أو محاميهم حتى لا ينكشف التعذيب، وبعد قليل ستخرج الروايات عن انتحارهم أو جنونهم.
ولاحظت مع الأسف قليل من الاهتمام بشأن ما يواجه الثوار، والأمر لا يعني المحامين فقط، بل هي قضية الثورة التي حملت شعار العدالة.
لقد كان الصوت خافتًا وما زال تجاه هذه الممارسات وعليه فأنها مستمرة، ولو كان الضغط قويًا لما تجرأ البعض على ضرب المعتقلين وحلق شعورهم واغتصاب الثائرات، وتعذيب توباك ورفاقه.
واستمرار التعذيب يفضح السياسة الرسمية المؤيدة له، وإلا لماذا لم تعلن النيابة أنها ستحقق في الموضوع؟
ومن المعروف أن الانقاذ غيرت طبيعة عقيدة القوات النظامية إلى العداء مع الشعب، منذ بواكير انقلابها، ودوننا من قتلوا في بيوت الأشباح وشهداء كجبار وبورتسودان والمناصير ومجزرة العيلفون وليس انتهاء بمجزرة القيادة العامة وما يجري الآن.
ومن المؤسف أن حكومة حمدوك وقحت صهينوا من هذه الملفات خوفًا من المكون العسكري.
والصهينة شملت جرائم دارفور، والقتلة لن يتم تسليمهم للمحكمة الجنائية لأن هنالك اتفاق تحت التربيزة، والمحكمة نفسها طرف في ذلك.
وهذا العمود موجه فقط للثوار والثائرات، ليدركوا رفاقهم قبل فوات الأوان، فالثورة قضية شعب ووطن وحرية وعدالة مسلوبة، فلا تسمحوا لأي كان بالإفلات من العقاب، ولو نال من قتلوا مزارعي عنبر جودة عشية الاستقلال العقاب، لما تكررت الاعدامات والتصفيات في عهد عبود والنميري والبشير وإلى وقتنا هذا.
والصور والأفلام توثق الدهس والتاتشرات، وإطلاق الرصاص الحي ونط البيوت، وجلد البنات، والإساءات العنصرية، والصمت المريب سيد الموقف.
ولو حدث العكس لنصبت المشانق للثوار بحجة العنف واعتراض الأجهزة الرسمية.
وكم من بلاغ حول أفراد بزي رسمي نهبوا الأموال والتلفونات ممن قبض عليهم ولكن هذه البلاغات لا تتقدم خطوة.
وكم من حديث رسمي عن مندسين يلبسون زي القوات النظامية دون أن يلقى القبض على أي منهم، وهذا يفسر عند القانونيين بالتواطؤ.
وإلى أن ترد النيابة على بيان هيئة محامي توباك والننة وغيرهم فإن الأمر بيدكم يا أيها الثوار.. وهذا الملف هام جدًا..
وانتبهوا فالتسوية تشمل طي بعض الملفات الهامة، ونعيد التذكير بالهتاف الثوري (شهداءنا ما ماتوا عايشين مع الثوار).
أدركوا المحتجزين والمعتقلين قبل فوات الأوان، وحاصروا القتلة قبل أن ينفدوا بجلدهم مثل كل مرة.
الميدان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..