مقالات سياسية
التعليم الفني معول التنمية.. الميزانية صفر!!

خارج السياق
مديحة عبدالله
أجرت صحيفة اليوم التالي حوارًا مهمًا مع مدير إدارة التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم الهادي الأمين (6 مارس الجاري) كشف فيه بوضوح حال التعليم الفني في البلاد، وكيف تم استهدافه من قبل عهد الانقاذ البائد ماليًا وإداريًا، وقال إن نسبة التعليم الفني في السودان لا تتعدى (4%) حيث يبلغ عدد المدارس (400) مدرسة فقط، والكثير منها يحتاج إلى إعادة تأهيل الورش والبنى التحتية، وأشار إلى أن ميزانية التعليم الفني تبلغ (صفر) وأصدق دليل على ذلك هو (ترحيل ميزانية العامين الماضيين إلى العام المالي الحالي) كما قال بالحرف!
سلطة الانقاذ استهدفت التعليم الفني كما ذكر حيث تم الاعتداء على كثير من المدارس الفنية بالولايات من قبل نافذين ومؤسسات في العهد البائد، وتم تحويل واستقطاع جزء منها لغرض السكن.. هذا الاعتداء له أبعاده السياسية فالإنقاذ كانت تنظر للتعليم الفني على أنه أحد صنائع اليسار!!
وقال إن الحكومة المدنية أبدت اهتمامًا كبيرًا بالتعليم الفني ودعمه وتطويره، وتم وضع خطة لبناء (24) مدرسة في المناطق المتأثرة بالحرب، وخطة أخرى لقيام مدارس فنية قومية ونسوية بالعواصم الكبرى، إلا أن التمويل يقف حجر عثرة!
هذا الحوار المهم والإفادات الشجاعة من قبل مدير إدارة التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم، أتوقع أن تجد الاهتمام والمتابعة من قبل القوى السياسية والمدنية، فالتعليم الفني هو معول التنمية والتقدم، والمقاومة للانقلاب والردة الحاصلة لا تكون إلا بالإمساك بقضايا التغيير وأهمها على الإطلاق التعليم خاصة الفني في بلد مثل السودان أرهقه ضياع الكثير من الموارد والطاقات على تعليم أكاديمي منفصل ومنفصم عن واقع بلادنا واحتياجاتها للقوى العاملة ذات المهارات المطلوبة في شتى مجالات التنمية.
المقاومة المرتبطة بالقضايا أمر في غاية الأهمية لأنها تشكل أداة لرفع الوعى بها، وبلورة المواقف والآراء حولها ممن هم على صلة بها مثل التعليم الفني، فمن المؤكد أنه قضية حيوية يفيد الطرق عليها في توحيد إرادة كل أصحاب المصلحة في ازدهاره، من أجل أن يكون احد أعمدة التغيير الاجتماعي بعد إسقاط الانقلاب.
الميدان
سوق العمل يحدده عرض وطلب
زيادة لما ذُكر أعلاه، فليس للتعليم الفي خريجون متعطلون. كما انه يمثل ترياقاً ضد الفساد والإجرام.
التعليم الفي
موضوع هام جدا , الشكر للاستاذة مديحة علي طرحه , فطرح مثل هذه الافكار النيَرة عمل صحفي ايجابي فيه منفعة للوطن و أتمني أن يحذو الآخرين حذوها .
أتمني من حكومة الثورة القادمة , إن شاء الله بعد سقوط الإنقلاب , أن تركز أكثر علي التعليم الفني و ياحبذا لو خصصت له وزارة مستقلة و إستعانت في تمويله بالمنظمات الدولية المتخصصة .
تخيل لو لدينا معهد فني ضخم لتدريب الشباب و الشابات في تقنية الطاقة الشمسية ( التي حبانا الله بتوفرها في كل شهور السنة) كيف سيؤثر ذلك ايجابيا علي الانتاج الزراعي و كهربة المنازل و يمنح فرص عمل كريمة لعدد كبير من شبابنا .