أخبار السودان

مفكرو الإسلاميين .. من القتل المباشر الى مسك الضحية !

الوقوف عند المنطقة الوسطى ما بين نعي فشل تجربة الإنقاذ من طرف بعض مفكري الحركة الإسلامية الذين تظاهروا بالإنسلاخ عنها و التبروء بل والإغتسال من أدرانها على مدى سنوات تعلمها الحلاقة في راس وطننا و بين مهادنتهم للنظام في ذات الوقت بأن يصلح من ذاته بإعتباره وعلى حد زعمهم رمانة الميزان الأمثل لحفظ ما تبقى من الدولة .. وإلا فالمصير هو الصوملة أو ما آلت اليه جماهيرية القذافي التي تفرقت ايد سبأ بسكاكين ثوارها الذين تناهشوها اربا .. أو حنين السوريين الى بطش الآسد مع نسبة استقرار حياتهم التي أحالها التجاذب الإرهابي الوافد الى جحيم تمنوا حياله الموت في بطون الحوت و قسوة الأمواج !
فذلك كله كلام باطل يريد عبره هؤلاء المدعين للحكمة أن يبثوا الخوف في نفوس شعبنا من قتامة الغد الذي سيعقب زوال نظامهم المسنود برافعة حركتهم الضالة ..والذي لن يأتي ما هو أسوأ منه دون شك !
فهم يبتغون الحماية لأنفسهم وحركتهم و جماعتهم وإن إختلفوا مؤقتاً في المصلحة وبعضا من تفاصيل الفكرة الكسيحة !
فمن يرجو الإصلاح ممن كان هو سبب التدمير .. فهو كمن يأمل في من تحولت من عاهرة الى قوادة بأن تسهم في نشر الفضيلة في المجتمع .. وهي دون ريب بكل أثقال حقدها و تراكمات عقدها النفسية في ماضيها وقد تخلص منها الكار لذهاب ما كان يجذب اليها أصحاب الغرض . فلن تملك الأهلية لأي دور مثالي البتة.!
وعفوا على المثل الذي لم أجد ما هو أصلح منه لتقريب الصورة .. ليقيني أن القاري السوداني لبيب يفهم بالإشارة ولا تفوت على فطنته المقاصد التي يفرق ما بين طيبها وخبيثها !
تترى هذه الآيام عبر الصحف تصرحات التملص من سوءات هذا النظام والكل يحاول أن يسبح في ذات الموجة التي ركبها شيخهم الراحل وإن كان قد أطلق أذرع سباحته بعد موته..!
ونحن نقول لهم الصورة واضحة في شاشة التاريخ وهي لا تنتظر من يضيف اليها ضبغة رمادية لتعمية الأنظار حتى تخفي سوءات من رسموها قبيحة في حائط حياتنا .. والمفاصلة الآن جلية المعالم.. إما مع هذا النظام و مصير حركته التي بدأت تتدحرج معه الى هوة الفناء .. وإما مع شعبنا الذي أمسك بيده اليات الدفن .. فمن آمن منكم ببقاء الإنقاذ رغم كل رزاياها فالإنقاذ الى موت محقق .. ومن آمن بأحقية السودان في البقاء حرا من استعباد الذين بلغت بهم العقد حد الحقد على أهله .. فإن الصفوف متباينة لكل ذي عقل .. وإلا فإنهم بمسك العصاة من منتصفها يصبحون كمن أقلع عن القتل المباشر ولكنه تحول الى دور من يمسك بالضحية تسهيلا لمهمة قاتلها!
فنحن ندرك أن الحياة لن تتحول فجأة وبين ليلة وضحاها الى جنة وفراديس بعد إنقشاع غمة هذا الكابوس الطويل في ليايلينا ونهاراتنا .. وان ترتيب البيت الداخلي لابد أن تصاحبه وقتها ربكة و مقاومة من الذين سيفقدون مصالهم وسينافحون عنها باسلحة مليشياتهم التي ستنقلب عليهم في آخر المطاف حينما تظلم أمامها مخارج الخلاص من غضبة هذا الشعب ..وستصاحب إعتدال الأوضاع على ميزان الديمقراطية والعدالة نفضات قوية لن تخلو من المعاناة وربما الدماء والمسغبة . ردحا من الزمان. ولكن كل ذلك بالطبع سيكون ضريبة لتعلم الدروس في كيفية تعبئة النفوس بالحس الوطني الذي لن يغمرها إلا بالتضحيات وتحمل المصاعب ..وهذا يتطلب تهيئة الذات الجمعية لكل ذلك وإلا فإن ظننا أنهم سيستسلمون على صوت هدير خطى الشارع بتلك السهولة فإننا نكون كالحالم بالنجاة من السقوط وقد إنثقبت مظلته وهو على ارتفاع شاهق عن الآرض !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الخـــــــــــراب المــــــــــــــــــر
    اشهد الله عاشرنا النوبه والدينكا واكلنا الملح والملاح وكانت نعم العشره ونعم الاخوه
    ونعم الصداقه لا فرق بين اطفالنا واطفالهم ونساءنا ونسائهم ناكل فى صينيه واحده ونشرب
    من زير واحد نشاركهم ويشاركوننا فى السراء والضراء تزوجنا منهم وتزوجوا منا وصارت
    خلطه تسر الناظر اليها خلطه يغلفها الادب والحياء والتعاون والإخاء الى ان جاء اصحاب
    النفوس المريضه المتعجرفون المتكبرون فصيلة الهولوكوست فاختلط الحابل بالنابل واصبحنا
    بين ليلة وضحاها كاالأغراب دخلت الشكوك فى النفوس واصبح الحال غير الحال والود غير الود
    والصحبه غير الصحبه .. نسال ان يزيل هذا الكابوس وان يهدئ النفوس وغدا باذن الله
    نكون كما نود وغدا تجف الدموع .. آمين ياربِِ

  2. الخـــــــــــراب المــــــــــــــــــر
    اشهد الله عاشرنا النوبه والدينكا واكلنا الملح والملاح وكانت نعم العشره ونعم الاخوه
    ونعم الصداقه لا فرق بين اطفالنا واطفالهم ونساءنا ونسائهم ناكل فى صينيه واحده ونشرب
    من زير واحد نشاركهم ويشاركوننا فى السراء والضراء تزوجنا منهم وتزوجوا منا وصارت
    خلطه تسر الناظر اليها خلطه يغلفها الادب والحياء والتعاون والإخاء الى ان جاء اصحاب
    النفوس المريضه المتعجرفون المتكبرون فصيلة الهولوكوست فاختلط الحابل بالنابل واصبحنا
    بين ليلة وضحاها كاالأغراب دخلت الشكوك فى النفوس واصبح الحال غير الحال والود غير الود
    والصحبه غير الصحبه .. نسال ان يزيل هذا الكابوس وان يهدئ النفوس وغدا باذن الله
    نكون كما نود وغدا تجف الدموع .. آمين ياربِِ

  3. أولا كل عام وأنت بخير أخي محمد عبد الله برقاوي ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك ومتعك الله بالصحة والعافية وإبقاك انت وقلمك البارع المتميز زخرا لهذا الوطن المفجوع حتى نخرج به من محنته إلى بر الأمان باذن الله تعالى .
    أدرك تماما أن كل مفكري الحركة اللاسلامية يحاولون الآن وبشتى الطرق القفز من سفينة الإنقاذ التي أصبح مصيرها – و بدون شك – سائرا نحو الغرق واولهم د. حسن مكي الذي قصدته انت تماما بهذا المقال الرائع على حديثه الذي ينشر الآن بذات موقع الراكوبة الحبيبة عندما قال وبالحرف – ” ان الفاتورة أكبر والأفضل بقاء الدولة بصورتها الحالية مهما كانت سجمانة ومنهكة وذلك أفضل من حالة الإنفلات والخروج على الحاكم ” – انظر وتأمل ما وصل إليه تنظير مفكريهم وعلى مستوى د. حسن مكي هل هناك سقوط وانحدار وفشل أكثر من ذلك .
    د . حسن مكي يقول إن استمرار الكارثة التي تحيط بالوطن من كل جوانبه أفضل من الخروج على الحاكم وكأنهم لم يفعلوها من قبل ولم يخرجوا على حكام ما قبل انقلابهم الأسود الظلامي لا وبل يمنح نفسه حق ممارسة دور الوصي والناصح بعد وقوع الكارثة بما هو الأفضل لنا – وهو للأسف أحد صناعها – وكانه لم يقرأ فاتورة 27 عاما من الدمار والمصيبة يقول كل ذلك وكأن على رؤوسنا قنابير .. وعزاءنا كما اوضحت في مقالك ان ” الكيمان ” اتفرزت كما اتفرزت صبيحة السادس من ابريل 1985م بين مسيرة الردع التي قادها ابو القاسم ابراهيم وبين مسيرة الشعب المنتصر باذن الله والتاريخ يعيد نفسه .. ومصير كل الطغاة حتما الى مزبلة التاريخ ولنا في التاريخ القديم والحديث عبرة وامثال ونماذج .

  4. بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين

    الأستاذ الفاضل محمد عبد الله برقاوي

    كل عام و أنت بخير ، و نحن نستقبل عيد الفطر المبارك و أسأل الله أن يستجيب دعوة الأخ كمال الدين مصطفى.

    أُشهد الله إن قلمك يعبر عن صوت الحق و إنك تتبنى طريقاً قويماً لا تحيد عنه ، فلا تراخي و لا مهادنة.

    دون التقليل من شأن باقي مقالاتك الرائعة دوماً ، أرجو أن تحتفظ بهذا المقال كمرجعية ، حيث إنه بمثابة مذكرة تمهيدية لبيان (الثورة الشعبية) المرتقبة بإذن الله.

    مثالك الذي أوردته أبلغ و أوضح تعبير ، و هو تشخيص واقعي [فمن يرجو الإصلاح ممن كان هو سبب التدمير .. فهو كمن يأمل في من تحولت من عاهرة الى قوادة بأن تسهم في نشر الفضيلة في المجتمع]. 

    و لقد أوضحت نهج الخلاص بهذه الكلمات الواضحة و المحددة:
    [والمفاصلة الآن جلية المعالم.. إما مع هذا النظام و مصير حركته التي بدأت تتدحرج معه الى هوة الفناء .. وإما مع شعبنا الذي أمسك بيده اليات الدفن] ، فلا طريق للخلاص غير هذا النهج.

    و صدقت ، فنحن يجب أن نهيء الشعب للأسوأ ، لكن من الحكمةِ أيضاً أن نهيء أنفسنا لتوفير كافة الأسباب التي تقوي من [كيفية تعبئة النفوس بالحس الوطني] و [تهيئة الذات الجمعية لكل ذلك] ، و ذلك من نفس مبدأ [ترتيب البيت الداخلي] الذي ذكرته في مقالك ، الذي يعتبر أيضاً معالم لخارطة طريق.

    بذات التوصيف الدقيق الذي شخصت به الخالة و حددت به معالم الخطوط الرئيسية لطريق الخلاص من هذا النظام البغيض ، يمكننا أيضاً بذات النهج ، أن نضع برنامج عمل (خطط و مشاريع) ، حتى نرتب بيتنا من الداخل و نعد أنفسنا و نوحد صفوفونا للتغلب على العقبات المتوقعة التي أشرت إليها:

    [ترتيب البيت الداخلي لابد أن تصاحبه وقتها ربكة و مقاومة من الذين سيفقدون مصالهم وسينافحون عنها باسلحة مليشياتهم التي ستنقلب عليهم في آخر المطاف حينما تظلم أمامها مخارج الخلاص من غضبة هذا الشعب]

    لأن ما ذكرته أعلاه ، سيفرز الصفوف (الوطن أو الطرف الأخر) ، لنحقق المبدأ الذي ذكرته:

    [المفاصلة الآن جلية المعالم]

    و كلنا نعلم أن الغالبية العظمى من الشعب مع الحق و إنها تتمنى زوال هذا النظام الغاشم لكن داء [الصبغة الرمادية] ، هو المعوق الرئيسي لثورة الشعب.

    بإتخاذنا هذا النهج الذي تناولته في مقالك ، يمكننا التوصل إلى خارطة طريق واضحة المعالم ، تقودنا إلى رؤية محددة المعالم لغالبية الشعب السوداني.

    نتوقع منك المزيد و للحديث بقية و ربنا يحفظك زخراً للوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..