20 مليار يا سدنة ؟!

كمال كرار

حتي تقول لنا مفوضية الإنتخابات كيف جري تنقيح السجل الإنتخابي القديم،الكائن في 2010،بمعني بأي كيفية عرفت المفوضية الخارقة قوائم الناخبين الجنوبيين الذين كانوا بالشمال وقتها،حتي تمكنت من شطبها من السجل الحالي،ولا يقول قائل بأن أسماء مواطني جنوب السودان تختلف عن أسماء الشماليين،فتلك فرية قابلة للدحض.وكيف شطبت المفوضية المعجزة من ماتوا خلال هذه الفترة ،بمعني من أين حصلت علي كشف الموتي؟ هل من المقابر؟ أم من نشرة الساعة الثامنة مساء!!،ثم كيف أضافت المفوضية من كانوا في عمر ال13 فما فوق أيام الإنتخابات المضروبة الفائتة !!.

بالطبع لن يجيب السدنة علي هذه الأسئلة،وفي بالهم مبلغ 1.4 مليار جنيه هي موازنة الإنتخابات القادمة بخلاف(الحرابيش).
70% من شباب السودان لا يجدون عملاً بحجة عدم وجود وظائف،وتنعدم الوظائف بسبب انعدام الإعتمادات المالية للتوظيف،والذين تخرجوا من كليات الطب يجدون أنفسهم في الشارع بعد فترة الإمتياز لأن وزارة الصحة لا تملك المال الكافي لتوظيفهم،ومصانع النسيج معطلة في كل أنحاء السودان لأن الحكومة ليس لديها المال الكافي كما تدعي لتأهيلها،ومطالب أهالي لقاوة لا يستجاب لها لأن القروش مافي بحسب إدعاءات المسؤولين هنالك. وينتظر المناصير تنفيذ الخيار المحلي والدولة تتلكأ بحجة عدم وجود التمويل،ويضرب أطباء الفاشر بسبب عدم صرف مستحقاتهم لشهور طوال.

ولكن السدنة يجدون المال للإنتخابات،ولحملاتهم الإنتخابية ولجيشهم وأمنهم وجنجويدهم وقصرهم القديم والجديد .
ميزانية القصر الجمهوري والأمن والدفاع والإنتخابات خلال العام الحالي تبلغ 20 مليار جنيه علي أقل تقدير .
نفترض أنها خصصت من أجل وظائف جديدة للخريجين ،بواقع مرتب وقدره 750 جنيهاً في الشهر لكل وظيفة،ومعناها 9000 جنيه في السنة،أقسم 20 مليار جنيه علي 9000 جنيه،ومعناها 2.2 مليون وظيفة.
ومعناها 17.6 مليون ساعة عمل إضافية في كل يوم،فانظر كيف ينمو الناتج المحلي الإجمالي لو أضافت كل ساعة عمل فقط واحد جنيه لهذا الناتج !!.

والتفت إلي الصحة التي لو وجدت 5% من ال20 مليار جنيه لصار الدواء والعلاج بالمجان، وانظر إلي التعليم الذي لو وجد 10% من ال20 مليار جنيه لما دفع أي طالب جنيه واحد طوال سنوات الدراسة .
ولما كانت الإنتخابات والحروب والقمع أهم من الناس في نظر الإنقاذ،فإنها(بهلت)الميزانيةعليها،وقالت للناس(العاجبو عاجبو والما عاجبو يحلق حاجبو).

وتلقف التنابلة حكمة السدنة البائسة،وفتحوا خطابات الإعتماد لشراء أمواس حلاقة،وطلبوا مرابحات من البنوك لفتح دكاكين حلاقة حواجب.
أما الشعب السوداني البطل،فلم تهزه خطرفات السدنة ولو كانوا من كوكب زحل،وقال قولته الشهيرة (أرحل).
أحسن ترحل ولا يرحّلوك؟؟ تلك هي المعادلة التي لم يفهمها (حلال المشبوك)،ولا أحزاب التوالي التي في طرفها(كادوك)

[email][email protected][/email]