النيل الأزرق.. وشواهد

النيل الأزرق.. وشواهد
الصادق المهدي الشريف/ صحيفة التيار
[email protected]
?نزعمُ جازمين أنّ ولاية النيل الأزرق لن تعود الى سابق عهدها على الأقل في المستقبل القريب.. لا سياسياً ولا إجتماعياً.. هذه نتيجةٌ مفروغٌ منها بالضرورة.. وهُناك شواهد على هذا الزعم.
?صحيحٌ أنّ الأوضاع الإنسانية تزدادُ سوءاً.. بتزايد النزوح.. ولا أحد من السكان يعودُ الى بيته رغم النداءات والتطمينات المتكرره من الحكومة.
?فكثيراً من المواطنين يعتقدون أنّ ما حدث هو (الفعل) الحكومي.. ولأنّ أيَّ فعلٍ يقتضي (ردّ فعل).. فهم يتوقعون (ردّ فعل) مضاد من مالك عقار وجيشه.. ولأنّ ردّ الفعل غير معروف القوة والإتجاه حتى هذه اللحظة بالنسبة للمواطنين.. فإنّ العودة الى الدمازين ستكونُ بالنسبة لهم ضرباً من ضروب المغامرة.
?نعم.. الأوضاع بالنيل الأزرق (الولاية) لن تعود الى سابق عهدها.. وهناك شاهدين على هذا الإستخلاص.
?الشاهد الأول هو شاهد ثقافي.. فرغم أنّ الأوضاع الإنسانية بالنسبة للنازحين سيئة وتزدادُ سوءاً.. لكنّ الخبر الأسوأ الذي ورد من الدمازين هو الدمار الشامل الذي أصاب مركز (مالك عقار الثقافي).
?مراسل التيار بالنيل الأزرق قال أنّ المركز تمّت تسويته بالأرض.. ودُمِّر تدميراً شبه تام.. بحيث يصعب فيما بعد أن يقوم بوظيفته الثقافية.
?فيما قبل.. سررتُ سروراً كبيراً بإفتتاح مركز ثقافي في تلك الولاية الطرفية بتلك الإمكانيات الهائلة (بتكلفة 700 ألف دولار).. فالعمل الثقافي هناك شبه غائب.. والمجتمع هناك يحتاج لكلّ جهدٍ ممكن.. ينتشله من الحياة البدائية التي يعيشها بعض أهله.
?قد يرى البعض أنّهُ من العبث أن نتحدث عن الثقافة.. في ظلّ حالة الطوارئ.. لكنّ هذه أوضاع (إنتقالية).. أو هكذا ينبغي ان تكون.
?وبنهاية هذه الأوضاع الإنتقالية سوف تذهب السَكره.. وتأتي الفَكره (بفتح الفاء).. حينها سوف تبحث المدينه عن مواصلة حياتها المعتاده.. حياة ما قبل الحرب.. ولن تجدها.
?ما حدث للمركز.. صُمم لكي يكون عقوبة سياسية للحركة الشعبية.. ولمالك عقار.. الذي بنى المركز وأطلق عليه اسمه.
?لكنّ العقوبة الحقيقية وقعت على رؤوس المواطنين الذين كان من المتوقع أن يخدمهم ذلك المركز في أوقات السلم.
?الشاهد الثاني.. وهو شاهد سياسي.. على التغيير الذي سيطالُ النيل الأزرق.. وهو مجموعة القرارات المستعجلة التي اتخذتها القيادة السياسية للمؤتمر الوطني.
?فحظر النشاط السياسي للحركة الشعبية رسمياً لن يعني غيابها ولا تشتيت أنصارها.. وقد حظرت الإنقاذ كل الأحزاب السياسية من قبل ولسنواتٍ عديده.. فلم يلغ ذلك الحظرُ الأحزابَ.. ولم يصرف عنها مؤيديوها.
?كلّ ما قد يفعله ذلك الحظر هو تأجيج مشاعر الغبن الإجتماعي والسياسي (التي لم تكن غائبة عن ولاية النيل الأزرق).. وهي مشاعر يجب أن تُنزع من الصدور بالحوار السلمي الهادف.. لا أن تزدادُ اشتعالاً بالحظر والإقصاء.
?أعتقد أنّ باب الحلول السياسية مايزالُ مفتوحاً لهذه المشكلة المتفاقمة.. فهل من رجلٍ رشيد؟؟.
والله اول مرة اشوف و اقرأ لصحفي سوداني يكتب الحقيقة عن احداث الدمازين, بحكم اني حضرت الاحداث و عشتها ;)
الاخ شرف الدين الرجاء افادتنا بكافة التفاصيل من الدمازين حيث اننا نستقي معلوماتنا من الاخبار الرسمية السودانية فقط لان باقي القنوات الاخبارية العربية لاتهتم بقضايانا – قال عرب قال