تحرير الإقتصاد وسياسات الخصخصة .. الدروس والعبر؟؟ ( 1)اا

لا خير فينا إن لم نقلها :
تحرير الإقتصاد وسياسات الخصخصة .. الدروس والعبر؟؟ ( 1)

تحليل إقتصادي بقلم: صلاح الباشا
[email protected]

رجوعاً إلي تصريحات وحوارات الأجهزة الإعلامية لعدة مرات سابقة مع الأستاذ عبدالرحيم حمدي الإقتصادي الضليع وفيلسوف تحرير الإقتصاد السوداني ومكتشف أدبيات الخصخصة ، وإستناداً إلي ما ظل يتمسك به الرجل من آراء ينحصر في مجملها علي إصراره علي نجاح تلك السياسات التحريرية لإقتصاد بلادنا ، وبعد مضي أكثر من عشرين عاما علي تطبيقها وهي فترة كافية لتقييمها التقييم المنهجي والواقعي دون وجل أو خوف بعد أن سادت روح قبول الرأي الآخر ، حيث كان الأستاذ حمدي خلال أزمنة طويلة ماضية يطبق تلك السياسات الخرقاء تحت ظل ظروف غير مهيئة لنشر أي آراء تخالفها ، أي أن أدوات النقد المتاحة لجماهير شعبنا كانت مغيبة تغييبا تاما لأكثر من عقد ونصف العقد من الزمان ، تم خلالها تمرير تلك السياسات بكل ماصاحبها من قسوة بالغة الدرجات ، فضلا علي ما صاحب تلك التطبيقات من لغط وجدل في الشارع السوداني المستنير سياسياً وإقتصادياً ومعلوماتياً نتيجة لتميزه وعراقته في الإطلاع العام الذي يتفوق فيه علي العديد من الشعوب في العالم الثالث علي الأقل ، إن لم نقل في الكون كله بسبب شغفه العميق بالتعليم غير المحدود وبنهله من الثقافات المتعددة الثرة وإنتشار هذا التقليد بين أفراد شعبه لما يتعدي قرناً كاملاً من الزمان بحيث يصبح من الإستحالة بمكان أن يتم قولبة شعب السودان وتعليبه وحصره في أضيق نطاق فكري أو ثقافي مهما كانت نوعيته، وبرغم صبره غير المحدود ، إلا أن هذا الشعب وطبقته الوسطي المستنيرة قادرون علي إسترداد كل مكتسباتهم الحياتية العريقة ولو بعد حين .

ولكل ذلك ، نود أن نكتب في مدي جدوي أونجاح تلك الإجراءات الإقتصادية والتجارية بعد مرور تلك الفترة التي نعتقد بأنها كافية منذ بداية تطبيقها علي أرض الواقع بحيث تصلح لأن نضعها تحت المجهر بكل تجرد يخلو من الغرض لنري ونحكم علي كل ماجري في الحياة الإقتصادية السودانية من تحولات متشعبة إنعكست آثارها السالبة علي حياة المواطن البسيط اليومية وعلي مجمل مشروعات الإقتصاد الوطني ، وهل كل ماجري كان تحريراً فعلياً للإقتصاد من الناحية العلمية البحتة ، أم كان فقط إجتهادات وإجراءات محضة أملتها ظروف معينة وتجريب محدد قابل للخطأ والصواب ، أم كانت تلك الإجراءات خبط عشواء نتيجة لضغوط ظرفية معينة لازال بعضها مستمراً حتي سنوات قليلة ماضية مثل تمويل كلفة الحرب الأهلية المتسعة و بسبب توقف العون الخارجي العربي والدولي ، ممزوجاً مع إتساع مواعين الدعم والتعاطف الأجنبي تجاه حركة التمرد في سنوات حربها بجنوب السودان مما أعطاها القدرة علي تحمل تكاليف تلك الحرب الطويلة المدي، خاصة وأن المسألة الإقتصادية باتت تؤثر علي كل حاضر ومستقبل الشعب السوداني الذي تم تغييبه عن الإسهام والمشاركة المهنية بالرأي الإقتصادي تغييباً تاماً خلال تلك السنوات الشاقة التي كان يكسوها ضباب كثيف عاتم لم تكن تستبين من خلاله الرؤيا مطلقاً . ونحن إذ نكتب الآن .. لأننا قد رأينا توفر هامش للكتابة لا بأس به ? وقد إنتزعناه إنتزاعاً بأسنان أقلامنا القاطعة في شتي أجناس ميديا النشر والإعلام دون شطط أو مباهاة، بل كانت معظم أقلام كتابنا تتحين الفرص لترمي بدولها في تسيير دفة الأحداث لصالح غالب أهل السودان البسطاء ، وربما يعتبر الأستاذ حمدي أن هذا الإتجاه ليس هو إلا ضرب ( من الكلام الفارغ ) ، ذلك التعبير الذي ظل يستخدمه الرجل كثيرا عند مجابهته لكل قلم شريف له رأي مهني يخالف أفكاره الإقتصادية الهائجة والتي لم تأت أكلها لصالح الجماهير الكادحة حتي اللحظة ، وذلك بتوظيفنا لمقاييس منهج الإقتصاد التطبيقي .
نقول ظللنا نتحين الفرصة ليتسلل الرأ ي المخالف لنظريات الأستاذ عبدالرحيم حمدي من خلال بصيص ضوء يحفز علي المساهمة الإيجابية بالقلم والفكر بعد أن أصبح هذا الهامش المتاح حالياً لا مجال للتراجع عنه نظراً لوجود عدة أسباب موضوعية وقوية قد تجمعت مؤخراً لتمنع أي تراجع ، بل من المتوقع فتح بوابات أرحب سواءً بواسطة السلطة التنفيذية أو بواسطة شد وجذب تفاعل الجماهير في حركة حياتها اليومية لأن ذلك هو الأصل وماعداه هو الإستثناء الذي ولّي زمانه وإن تواجد بعض ظرفه حتي اللحظة.. ومن الواجب الآن مناقشة هذا الأمرحتي تستبين الرؤيا لأجيال جديدة وعديدة شبت عن الطوق الآن فوجدت أمامها واقعاً إقتصادياً وحياتياً معقداً جداً لتعرف كيف كانت ملامح إقتصاد السودان سابقاً وإلي أين يتجه هذا الإقتصاد حالياً ومستقبلاً حتي تتاح أكبر فرصة ممكنة للناس للإسهام بنقاش مهني متقدم ومقنع وخالي من المكايدة والتخويفات السياسية ، لتنعكس آثارالنقاش الموجبة علي قطاع كبير من أهل السودان بالداخل والخارج كي يتركوا الركون والتردد والإستياء والوقوف اللامبالي علي الرصيف والبكاء علي أطلال الماضي لمراقبة الأحداث دون الدخول للتأثير علي مجرياتها إيجاباً ، فيقتحموا ويسهموا بآرائهم ورؤاهم حول تلك التي نسميها جزافاً (السياسات الإقتصادية) التي كانت سائدة خلال الخمسة عشرة سنة الماضية بالبلاد لكي نؤسس من خلال كل هذا الإسهام المتوقع لقيام طرائق وأدبيات جديدة تفتح المجال لمختلف الآراء لتوفير وإتاحة فرص التلاقح الفكري في شأن الإقتصاد الوطني عبر( ميديا الإعلام ) السودانية بمختلف أجناسها سواء المقروءة منها أم المسموعة والمرئية بعيداً عن حركة شد وجذب السياسة لتتسع إثر ذلك كل مواعين الإجتهاد في تقييم أداء الدولة الإقتصادي بشقيه العام والخاص بعد أن غابت مثل تلك الإسهامات الحيوية عن الساحة الصحفية السودانية لما يزيد علي العقد الكامل من الزمان بسبب جملة أسباب يضيق المجال لذكرها هنا، علماً بأن مساحات الكتابة الصحفية ظلت متاحة في معظم الصحافة العربية للكتاب والعلماء السودانيين المقيمين بالمهجر بمختلف تخصصاتهم،فلم تتوقف الكتابات بالخارج مطلقاً رغم شحها بالداخل نظراً لعدة إعتبارات بدأت في التلاشي الآن ، وبالتالي ربما يساعد ذلك التلاقح وتعدد الرأي المهني والكتابة المتزنة في إمتصاص وذوبان جليد الإحتقان والغبن القابع داخل الصدور حين يسهم ويستمع الجمهور لكل الأطروحات ووسائل المعالجات للمسائل الحياتية التي تهمه ليتلمس وسائل معالجات صعوباتها بطرح بدائل أكثر واقعية تساعد في إحتواء تلك الأخطاء التي يصر البعض وربما حتي اللحظة علي أنها كلها إيجابيات لا تقبل الإنتقاد مطلقاً ، علماً بأنه قد كان هنالك بعض الإسهام الإقتصادي الفكري الناقد والمحدود جداً والذي كان يطل من وقت لآخر في صحف السودان ولكن في أُطر غير متسعة ومن جهات محددة ومتكررة الأداء والطرح ، حيث كانت تتاح لها فرصة الكتابة الواسعة قدحاً كان أم مدحاً عبر وسائط النشر المحدودة المتوفرة آنذاك ، وقد رأينا كيف كان الإنغلاق والرأي الإقتصادي الأحادي سبباً في العديد من المشاكل الإقتصادية التي سنظل نعاني منها لسنوات طويلة قادمة ، شئنا أم أبينا….. نواصل ،،،،،

* نقلا عن الأهرام اليوم السودانية – الجمعة 16/12/2011

تعليق واحد

  1. السؤال المحير كيف لشخص او فرد واحد ينظر ويخطط لأقتصاد بلد كامل دون ان يراجعه أحد أو يوقفه ؟؟؟ ويفصل اقتصادها لصالح البنوك( بنك فيصل والبركة ) والشركات الأجنبية المشبوهة ويشجع الأقتصاد الطفيلي ليسرح ويمرح في العملات الصعبة التي تباع في الشارع علناً ؟؟ هذا الشخص هو عبد الرحيم حمدي الذي استقدمه صالح الكامل من لندن ليجتمعوا معاً مع البشير وثاني يوم تم تعيينه وزير مالية حتة واحدة ؟؟؟ ماذا استفاد صالح الكامل من ذلك صاحب بنك البركة الممنوع في كل الدول العربية ما عداء مصر والسودان حيث بيئة الفساد الصالحة للنهب المصلح؟؟ كانت لصلح الكامل في ذلك الوقت مبالغ كبيرة يريد أخراجها من السودان فدبر له عبد الرحيم حمدي خطة فنانة وهي ان يقوم بعمل ترخيص لبنك جديد تحت مسمي آخر وعن طريق هذا البنك يخرج مايريد من أموال ثم يقفل البنك ؟؟؟ ( المصدر احد كبار العاملين في بنك السودان في ذلك الزمان )
    في رأي المتواضع ان الأقتصاد الحر قد يناسب الدول التي لها اقتصاد قوي ومنتجات لا يمكن الأستغناء عنها عالمياً وهي دول متكافئة تستطيع ان تناطح بعض ؟؟ اما دولة غير منتجة ومديونة اي ليس لها اقتصاد يذكر عندما تنفتح وتلعب مع الكبار ستكون مثل الفار الذي يدخل وسط صراع الأفيال فهو قطعاً سيدهس من غير رحمة تحت ارجل تلك الأفيال ؟؟؟ هل يعقل ان ننفتح علي امريكا وألمانيا ونحن نستورد بصل من الحبشة وبسكويت من السعودية ؟؟والأنفتاح اصبح ان تجد الجبن الفرنسية والشوكلاتة السويسرية والنبق في البقالات وعندما تذهب للمستشفي لا تجد قطن او شاش للعملية او اي قصور آخر مما يستدعي الكثيرين لتلقيط الدولار من الشارع والذهاب للأردن او مصر للعلاج وأفادت تلك الدول بالعملات الصعبة ورزق الهبل علي المجانين ؟؟؟ امريكا تقاطع السودان تجارياً وتحرمه من التكنولوجيا واسبيرات الطائرات لتدمر سودانير وتسمح فقط بأستيراد الصمغ منه لأن شركاتها لا تسطيع الأستغناء عنه ونحن لا نستطيع معاملتها بالمثل ؟ نستورد منها مركزات المشروبات الغازية ببسي كوكاكولا سفن أب بما لا يقل عن ثلث مليار دولار سنويأ لأن نسوان البشير وعصابته يحبوا الببسي ولا يستطيعوا الأستغناء عنها وأمريكا دني عذابها ؟؟؟
    ان الشخص الذي لا يعمل ويعتمد علي نفسة ينبذه المجتمع وأهله لأنه يعيش علي التسول وربما السرقة وغيرها من الأنحرافات ؟؟؟ وبنفس النهج الدول التي لا تنتج ستعيش علي الديون والمنح والأعانات التي تتكرم لها بها شعوب منتجة أخري ؟ ينظر لها المجتمع الدولي بالأحتقار ويطلق عليها اوصاف مهينة كرجل أفريقيا المريض المتسول المديون الكسول الخ ؟ والآن حكومتنا تسجدي المجتمع الدولي لأعفاء الديون المتراكمة عليها وهي مايقارب ال 40 مليار دولار ؟؟؟ وتستجدي دول الخليج لسد عجز ميزانيتها التي توجه جلها للحرب والأمن لضمان بقائها متسلطة علي الثروة ورقاب العالمين ؟ وبعد ضياع دخل البترول اصبح الدخل الضئيل الذي يأتي من بعض المنتجات كالذهب واللحوم والصمغ الخ لا يكفي لتغطيةالصرف البزخي لأجهزة الدولة المترهلة ؟ فهي بدلاً من ان تنتج فضلت ان تطارد بائعات الشاي علي قارعة الطريق واخذ مايمكن من مالهم حتي يشتري الرئيس يخت رئاسي ويجلس علي كرسي مذهب تطبيقاً للشريعة الأسلامية ؟ وتطارد أطفال الدرداقة الذين يعملون كحمالين حتي يبني الريئس مسجداً فاخراً علي الطراز التركي وموول علي الطراز الخليجي تخليداً لذكري والده الذي خدم السودان ؟ ؟ وكذلك الصرف علي الآلة العسكرية والبوليس والأمن والدفاع الشعبي وغيره لحماية نظام الجبهة التي تصرف عليه بغير حساب وهي تحرق اكثر من 80% من ميزانية الدولة ؟
    أحلموا أو تخيلوانه لو صرف جل دخل البترول والذهب وغيره من عملات صعبة في قيام صناعة لحوم متطورة والسودان يعد من اكبرالدول المنتجة للثروة الحيوانية و تتبعها صناعة جلود حتي لو تغطي السوق المحلي ؟ صناعة البان والسودان به كل مقوماتها من ماء علف وابقار ودكاترة بيطريين أكفاء جزء منهم هاجر والآخر عاطل فعلياً او في عطالة مقنعة؟ مزارع دواجن ضخمة تغطي السوق المحلي وتصدر الي الخارج بدلاً من الأستيراد من الدول العربية والتي ليس لها مقومات هذه الصناعة وهي ايضاً مستوردة من فرنسا والبرازيل؟ مزارع موز ضخمة بعد أن خرجت الصومال من هذا المجال بدخولها في حروب لا نهاية لها ؟ مزارع اسماك ضخمة تكفي السوق المحلي وتصدر الي الخارج أسماك بنوعيها نيلية وبحرية ؟؟؟ زراعة خضروات وفواكه عضوية وهي تباع الآن بأسعار خيالية تخيلوا حبة الفلل الأحمر الكبيرة الواحدة تأتي من هولندا او نيوزلدا او اثيوبيا وتباع بحوالي دولار ونصف؟ ان كل الدراسات تشير الي ان العالم في حوجة الي الغذاء اكثر من اي وقت مضي ؟ وانتاج الغذاء في طريقه للتدهور أكثر نتيجة للحروب وتغير المناخ ؟؟ فحكومتنا الحالية شبع اعضاؤها وترهلوا وبنوا قصورهم في الداخل واشتروا شوية عقارات فاخرة بالداخل والخارج ؟ وما عليهم من شعارات الكفرة الملحدين نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ؟؟؟ وبدلاً من ان يتجهوا للأنتاج فضلوا الأكتفاء بالموجود وبددوا العملات الصعبة في استيراد الشعيرية والنبق والماجي ؟ وعندما تذهب الي المستشفي وتجد اي قصور يرد عليك بعدم وجود امكانيات ؟ وتنصح بالسفر الي مصر او الأردن الدولة التي لم تكن موجودة عندما كان السودان به كلية طب ومستشفيات محترمة حيث تكونت كدولة سنة 1948؟؟ اليس هذا هو الفشل بعينه ؟؟؟
    قال انفتاح قال ؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..