مقالات وآراء سياسية

أفول نجم الدولة المركزية…!!

إسماعيل عبدالله

 

منذ العام المؤرخ لخروج البريطانيين من السودان ، لم تنجح الحكومات المتتالية في معالجة جذور الأزمات المتشعبة في الجنوب وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ودارفور ، وإذا ألقينا بنظرة عاجلة على التحليل الجيوسياسي للسودان نجد مفردة (جنوب) حاضرة في قاموس الأزمة السودانية بتكرار مدهش ، ما يؤكد على حضور العامل الجغرافي والديموغرافي في تحديد مسار الصراعات السياسية بالبلاد ، كما هو الحال بالنسبة لكثير من البلدان والشعوب التي يماثل حالها حالنا ، كأثيوبيا ونيجيريا ورواندا وغيرها من الأوطان الإفريقية ، تجد المعضلة الجوهرية كامنة في تكريس الأحادية الثقافية والاجتماعية والجهوية والدينية والأيدلوجية والحزبية ، وللمفارقة فإنّ الغالبية العظمى من هذه البلدان الإفريقية ولجت تجربة الصراع الحقيقي باكراً بخلافنا نحن الذين كنا نظن بأننا غير خاضعين لمعايير قوانين الطبيعة وخصائص الإنسان ، لذلك علت نبرة الأنا لدينا لمدة تجاوزت نصف القرن من الزمان ، وتعالى صوتنا في المنابر الإقليمية والعالمية بأننا غير قابلين للمقارنة ، حتى افتضح أمرنا في مفتتح الربع الثاني من العام الحالي ، فعلمنا وعلم العالم أجمع بأننا لسنا استثناءً من معادلة الحساب والجبر الكوني ، ولم نكن في يوم من الأيام شريحة مجتمعية تمتاز بشيء خرافي يختلف عن أشياء شركائنا الموجودين معنا على سطح هذه البسيطة ، وانكشف المستور ، وعرفنا أننا مجرد مجموعات بشرية حوتها (زريبة) كبيرة صنعها المستعمر وأقنعنا بأنها هي الوطن ، دون أن يترك لنا خيار الاختيار.

إنّ بناء الأوطان لا يتم عبر الحملات الإعلامية الكلامية الكاذبة ، ولا عن طريق المدح الزائف لأنفسنا ولا بالتبجيل الفائق لقدراتنا التي ليست بأي حال من الأحوال بأفضل من الخصائص الذاتية للياباني والماليزي والهندي ، لقد سدرنا في غيٍ ديني متطرف وأوهمنا أنفسنا بأننا سوف نرفع الآذان في البيت الأبيض ، وهتفت حناجرنا للقضية الفلسطينية أكثر من هتاف أصحاب الجلد والرأس ، وسحبنا جيشنا (الوطني) ودفعنا به ليقاتل في الخطوط الأمامية للجيوش العربية المؤمنة بقضيتها المصيرية أكثر من إيماننا بوطننا العزيز الذي هو الأول والآخر ، وقد وضح جلياً مدى تمكن الزيف والخيال على مخيلتنا الوطنية بعد اندلاع الحرب الأخيرة ، ذلك بأن خصيصة الكذب والهراء صارت ديدناً لكل واحد منا يمني نفسه بالتسلط على رقاب الناس مستخدماً جهاز الدولة ، وعرفنا كيف كانت تدار الأمور من وراء ظهرنا طيلة الستين ونيف عام التي مضت ، الأمر الذي جعلنا نتحسس (بطحة) رأسنا فيما يتعلق ببرنامج ساحات الفداء الذي صوّر لنا نصراً مستمراً لجيشنا الذي لا يقهر في جنوب الوطن الحبيب الذي ذهب إلى حال سبيله ، بينما نحن نرى بأم أعيننا اليوم هشاشة جندنا وهم يقاتلون رفقاء دربهم ورصفاءهم بعزيمة منكسرة لا تقوى على لي حبل من قماش، نتيجة لفساد القيادة المترفة المنتفخة الأوداج ، مقابل ظلم القاعدة المهمشة الجائعة المقهورة والموصوفة بالدون والتي لا ترقى إلى مساواتها بعلية القوم و(أبناء الذوات)، كما درج فقه المدرسة المركزية على تكريس هذه الخصيصة الخسيسة والخبيثة.

وكما يقول المثل لدى أهلنا في غربنا الحبيب (الألمي خنق القنطور)، وهو مثل رديف للمثل العربي الكلاسيكي (لقد بلغ السيل الزبى) ، فبكل الحسابات الواقعية يمكننا أن نعلن عن أفول نجم الدولة المركزية التي ظلت تتحكم على مصير الشعب السوداني سبعون عاماً منقوص منها عامين ، ولأول مرة خلال العمر المديد للدويلة المركزية الظالمة ، تخرج مقاليد السلطة عن أيدي المركزيين لشهرين كاملين ، وما يزال الحبل على الجرار والأيام حبلى بالمثير الخطر ، ومن الدلائل الواضحة على نهاية المركزية القابضة ، ظهور قوة عسكرية حديثة لا تدين بالولاء لسطوة النخبة القديمة ، وبروز أنياب مختلفة لمؤسسة عسكرية جديدة أصبحت بحكم الواقع بديلاً مجدياً ومقنعاً للمؤسسة العجوز التي أكل دهر الفساد عليها وشرب ، وزوال الامبراطوريات عبر الحقب والسنين لن يتأتى إلا بتحطيم أطقمها العسكرية ، وهوان جندها وقلة حيلتهم بين المواطنين الذين لطالما آمنوا بقدراتهم الفائقة في تأمينهم من الخوف وإطعامهم من الجوع ، فلقد لاذت الجماهير السودانية بالفرار واحتمت بقوات الدعم السريع تطلب اسعافاً وحمايةً وتأميناً من هجمات المتفلتين ، الذين أطلق سراحهم فلول النظام الإخواني البائد بعد أن أصابهم القنوط من قسمهم ووعدهم لأنصارهم بأنهم سيعودون يسرجون خيلهم ، ثم يأتون ظافرين متحكمين على رقاب الشعب الكادح المسكين ، غير مكترثين لأحكام الكتاب المبين الذي يتلونه صباح مساء نفاقاً ، ودون أن يلقوا بالاً لما كتبه الله سبحانه في الزبور من بعد الذكر من أن الأرض سوف يرثها عباده الصالحون.

 

‫11 تعليقات

  1. ما يعرف بالسودان الحالي هو عبارة عن تجميع ل٣ دول ل٣ شعوب مختلفين عن بعضهم البعض في كل شئ وهم كالتالي:
    ١. دولة سنار (كوش قديما )
    ٢. دولة دارفور (سلطنة دارفور) ضماها المستعمر الانجليزى لسنار في يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل زعيمهم علي دينار فى ٦نوفمبر ١٩١٦م.
    ٣. اقليم جبال النوبة وضم لسنار في ١٩٠٠م بواسطة المستعمر الانجليزى بعد ان رسم الحدود بين سنار ودولة الجنوب الان.
    ملحوظة مهمة:
    اسم السودان (ياله من اسم عنصري قبيح) تم اطلاقه لاول مرة في التاريخ في يونيو ١٨٢٤م بواسطة محمد علي باشا عندما غزا سلطنة سنار (دولة سنار) التى قامت علي ارض كوش بواسطة ابنائها الذين جاؤا من الشمال والشرق والفونج من النيل الازرق واستقروا في الوسط في منطقة سنار التى اختاروها كعاصمة لهم فغير اسمها المحتل التركي من سنار الى اسم السودان التركي المصري واستمر هذا الاسم القبيح الى ان احتلت مرة اخرى لكن بواسطة المستعمر الانجليزى ليغير اسمها الى السودان الانجليزي المصري. ليستمر هذا الاسم القبيح الى ان خرج المستعمر الانجليزى في ١ يناير ١٩٥٦م لكن بعد ان ضم لسنار دولة دارفور واقليم جبال النوبة ودولة الجنوب التى افصلت الان.
    وبعد ان ضم لنا المستعمر الانجليزى دولة دارفور في ١٩١٧م واقليم جبال النوبة في ١٩٠٠م ومعهم الجنوب الذي انفصل في ٢٠١١م اصبحت هذه الدولة المصنوعة الشاذة التى لا يجمع بين شعوبها الثلاث المختلفة شئ في صراع دائم وحروب لانهائية بسبب اختلاف العادات والتقاليد والثقافات بين هذه الشعوب الثلاث، فدارفور بها الادارة الاهلية جزء من ثقافتهم وايضا الاغارة علي بعض ونهب خيرات بعض واحتكار اراضي دارفور للقبيلة والولاء للقبيلة اولا قبل الولاء لدارفور وكذلك نجد الحال في جبال النوبة صراعات قبلية يتم تغذيتها بواسطة نخبة جبال النوبة ومثقفيها.
    الحل في الفصل يا جلابة فك الارتباط واجب الساعة
    الحل وفك الارتباط بين الدول الثلاث هو الحل الوحيد والناجع هو ان تعود كل بلد الى حدودها المعروفة وجغرافيتها الطبيعية وان يحكم ابناء كل بلد منطقتهم.
    هذا او الطوفان

  2. يا اسماعيل مازلت في غيك القديم، مشحون بالحقد، والكراهية ضد من تسمونهم الجلابه العنصريين والنخب النيليه الغردرنيه،..

    ،لم تطالب في اي من مقالات بحق ( تقرير مصير دارفور)..لانكم عاجزين تماما عن حكم بلدكم دارفور..

    وعليكم يا دارفوريين ان تعملوا أنكم لن تحكموا بلادنا مهما تطاولتم و مصيركم لن يكون احسن حالا من مصير الفكي القاتل عبدالله التعايشي ،،سيتم نحركََم ودحركم طردكم الي بلدكم دارفور..وفصل دارفور عن بقية السودان رضيتم ام ابيتم..

    .. غوروا مننا يا وش الشوَم والنكد، الله لا عادكم.

    ..

  3. الغاوي ومن لف لفه الحالمون بقيام امبراطوريه
    اللصوص من صعاليك وملاقيط غرب أفريقيا
    مليشياتكم لن تكون نواة لجيش جديد وبديل لقواتنا القوميه
    ولن يحكم الرعاع ارض النيل وارض الفرسان
    استمرو انتم في قوادتكم ونستمر نحن في التمنع
    من انتم حتي تتكلمون بلسان أهل دارفور
    هل نسيتم تحالفاتكم وجمعكم مرتزقة غرب افريقيا لإبادة أهل دارفور

    أما الحديث عن الهامش وتشبثكم به كان باقي السودان يعيش في الغرب كل السوداني يعاني نفس معاناة أطرافه بكل اتجاهاته
    تصعلك امثالك وإشعال الحروب في كل أرجاء السودان اقعده عن كل تقدم
    ماذا فعلت حركات دارفور بعد التوقيع كلهم جلسة في الخرطوم يبحثون عن النعيم المعدوم فيها
    لم يقدموشيا لمن حاربو باسمهم
    جبريل ذهب إليهم يستعرض باسطول من المركبات الفارهة لوبيع نصفها لاستقر أهله
    ومناوي جلس يحجي وتحول لحكاوتي ومادة السخريه وعندما اشتد الوطيس في الخرطوم خرج بليل والجنجوبد يقتلون أهله وهو يصرح ويستنكر ويطلب الاعانات فأنت وامثالك لن تكونو خيرا منهم ففكركم من مستنقع واحد
    استمر في بث سمك الذي سيقتلك انت وامثالك
    لم نراكم يوما تتبنو مشروع لإسعاد اهلكم
    فقط انتم تجار حراب وسماسره وقوادين

  4. فليعد بنا الزمان و يتواضع الكل عسكر و مهنيين نخب و دهماء لاعادة الاستاذ المحنك عبدالله حمدوك و ليتسابق الجميع لخدمة الرجل للقيام باعظم عملية جراحية تنقذ البلد من عذابات و آلام السبعين عاما منذ الاستقلال و إلى الآن ليجد كل واحد منا ما كان يتمنى ان يكون عليه الوطن. و بس يا مواطن يا طيب

  5. اتفق معك. رغم اني من قلب الجعليين لكني ولدت وعشت حياتي جلها مع الكردافة الناس القيافة. في عروس الرمال الجميلة. مع الغرابة الذين قلوبهم ناصعة البياض ولا يعرفون ولا تعرف العنصرية والكراهية طريقا الي قلوبهم ابدا.
    دولة الظلم والخسة والنذالة دولة ٥٦ علي وشك السقوط هذا ان لم تكن سقطت فعلا باذن الله.
    الدعم الاشاوس يقاتلون من اجل سودان جديد خال من الظلم والعنصرية.
    البرهان كوز نتن جبان وسيقتل وربما قتل فعلا
    حميدتي يمثلني.

  6. أكثر من مائة عام بين عبدالله التعايشى و حميدتى لم تتعلمو معنى التعايش فى سلام بينكم وبين بقية أهل السودان و لسه بتلومو و ترمو فشلكم فى الشماليين

  7. إسماعيل عبدالله الجنجويدى المرتزق ،
    الموهوم ،
    يتستر بأي قناع يجده ،
    ولا يجرؤ على القول علناً بأنه جنجويدى عنصرى ،
    ويتوهم أن سيده المجرم الهارب حميدتى سيحكم السودان ،
    وأن أوباش الجنجويد القتله اللصوص هم من سيضطهدون العالم ،
    كل هذه أوهام ومجرد أوهام وهلاويس عنصريه ، وعقد نفسيه مقيته ،
    حقيقه واحده واضحه ومفهومه جداً لكل إنسان ، ( ماعدا إسماعيل الموهوم ) :
    والحقيقه هي أن المجرم الهارب حميدتى وجنجويده الجبناء المختبئن كالفئران ،
    لن تقوم لهم أبداً قائمه فى أي مكان بالسودان بعد تاريخ 04/15/2023,
    راحت عليكم !!!!
    وإنتهى الدرس يا غبى .

  8. للأسف أمثال كاتب المقال لا يقدمون طرحا فكريا تستفيد منه البلاد ويظل حالهم كحال اي مشجع في كرة قدم يشجع فريقه وحسب.

  9. Mistakes in this article
    first

    the reason for the problems i Sudan is the the culture ( Islamic/Arabic)
    the governments insisted to protect

    this culture has history and its our culture . if you do not like it go anywhere and live to avoid dealing with this culture

    second

    The borders of Sudan were created by British colonizersr

    the borders of Sudan were the result of the history of Sudan that ended by Mahadiya
    Colonizers invaded a place called Sudan for long ago from the time of Karma civilization

    the name is from Greek and it means the land of blacks i mean Ethiopia
    The Blacks Sultanate is Funj

    third
    RSF has no subjection to the government in Khartoum
    RSF was established 2013
    legislation for it was passed by parliament in 2017
    so its government made militia

    you are just a dumb lair

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..