تفجير موكب أم غزل الرعاع!!

سيمر حادث تفجير موكب السيد رئيس مجلس الاوزراء، كما مرّتَ من قبله حادثة فض الاعتصام، وحادثة قتل المتظاهرين وحوادث قتل وتشريد أهالي دارفور، هكذا يتم التعامل مع القضايا المصيرية، تلك القضايا الوجودية التي تمس كيان الوطن وبقائه، تلك القضايا التي تؤسس لمستقبل الدولة. بصرف النظر عمن يقف خلف التفجير، فهنالك منعطف خطير يمكن أن يطيح بكل تفاصيل العملية السياسية في السسودان ويحيلها إلى عملية عسكرية قذرة لا تبقي ولا تذر، فالقضية ليست من يقف خلف التفجير فتلك (مصادرة) يعلمها كثير من الناس إلا من أبى، وإنما السؤال أين كنتم عندما خطط هؤلاء لهذا التفجير.
جاء في تصريح الناطق الرسمي بإسم الحكومة (أنه قد يتم اتخاذ إجراءات لتعزيز أمن الوزراء والمسؤولين في الحكومة. وقال صالح إن القوى المناهضة للثورة متهمة بالوقوف خلف محاولة اغتيال حمدوك، مضيفاً أن استهدافه يشكل استهدافاً للثورة.). فالسؤال الذي يقفز إلى الذهن هو، هل كان الوزراء يتجولون في الطرقات بدون اجراءات أمنية، في ظل ظروف (ثورة) وثورة مضادة، وقد آن الأوان لسحبهم من الطرقات وفرض طوق أمني على تحركاتهم واحتكاكاتهم مع الجمهور الذي أتى بهم، ثم ما الذي أضافه الناطق الرسمي بقوله أن القوى المناهضة للثورة متهمة بالوقوف خلف محاولة اغتيال حمدوك، وأن استهدافه يشكل استهدافاً للثورة!!!
لقد غصت مواقع التواصل الاجتماعي بمعارك، التلاسنُ فيها سجال، فالتهم تسير في اتجاهين ذهاباً واياباً بين فُسطاطين أحدهما يلقي التهم جُزافاً والآخر يدفع عن نفسه التُهم اعتباطاباً، المواطن لا يهمه كثيراً تصنيف الفاعل بقدر ما يهمه ردع الفاعل، فالأمر ليس مغامرة صبيانية أو بكاء طفل على الحلوى التي أُخذت انتزعت من يده.
لقد أتتكم الفرصة يا قوم تمشي على قدمين فاهتبلوها ولا تضيعوها، وأعيدوا لثورتكم روحها المفقودة، وارتقوا بأنفسكم لمستوى الثورة واسعوا إليها صعوداً، فالثورة لا تعيش إلا حرةً طليقة في سماواتها العُلا، فإذا ما نزلت من عليائها تموت مخنوقة من شدة الجُبنِ والأسفِ. أفيقوا فربما تكون الأخيرة!!!
صديق النعمة الطيب
[email protected]