مقالات وآراء

راهنية الثورة السودانية والمناهضين لاهدافها وفوضى الافكار

عبدالحافظ سعد الطيب

 

اتفقنا او اختلفنا (إذا كانت الثورة هي التمرد الشعبي على السلطة المستبدة، فإن القوى المضادة وليس كما يقال تشويشا الثورة المضادة كما جرى تحديدها وممارستها، هي التمرد (الذي يُدعم بفئات شعبية، أو عبر انقلاب عسكري) على سلطة شعبية) هناك فعلياً ثورة من قبل الشعب السوداني ضد فئات مسيطرة. الشعب انفجر وثار من أجل التغيير وإسقاط الفئة المسيطرة، بينما الطبيعي ستعمل الفئة  المسيطرة على الالتفاف على الثورة لانه اتضح لها أن سلطتها عاجزة عن سحقها،
لهذا نجدها تمارس تكتيكات مختلفة للحفاظ على سلطتها.
منها العنف المستطير ومنها جذب سلطويين جدد للنداء بانتخابات او هبوط ناعم .
يجب الانتباه إلى الطبقي وليس إلى السياسي (السلطة) فقط، وأن السلطة هي واجهة سلطة الطبقة، وأن هذه الفئات  يمكن أن تناور في تبديل شكل السلطة من أجل الحفاظ على سيطرتها.
والعمل على “تنفيس وتقزيم الثورة” عبر لولوات كتيره ظاهرة أمامنا”
عبر تحرّيك الجيش،  وحكاية الجيش الوطني وكلام  أنحاز  وداعم لمطالب الشعب، لإبعاد الرئيس وحاشيته، والظهور بمظهر المحقق لأهداف الثورة، الشيء الذي قاد لتحكمه في صياغة المرحلة الانتقالية وفق مايهوا والتي كان يجب أن، تنقلنا الي أرض ديمقراطية ولكن ماحدث العكس إعادة تدوير
التجربة خير دليل
بعد الانقلاب وقبله تمت إعادة إنتاج السلطة الطبقية ذاتها في شكل جديد، اعتمد على استقطاب بعض أحزاب المعارضة والحركات المسلحة للتأكيد على أن نظاما جديدا يتشكل
خلونا نكون واضحين جدا

إن قوى مثل الإخوان المسلمين والحركات التي تتبع لهم وتنظيمهم  والليبراليين هي قوى مضادة للثورة لكنها تريد ركوبها من أجل تحقيق مصالحها على حساب الثورة، إنها قوى تعمل على تحسين مواقع الشرائح الرأسمالية الجديدة التي تعبّر عنها من خلال استيلائها على السلطة، أو مشاركتها فيها وما ساعد على كل  ذلك التمدد والتعطيل لانتصار الثورة هو غياب “التعبير السياسي” للطبقات الشعبية، وللعمال والفلاحين الفقراء والمفقرين والمهمشين تاريخيا الذين ينتجون الخيرات المادية
خصوصا الذين كان دورهم يتحدد في توضيح الأهداف والمطالب، ورسم السياسات، وتحديد التكتيك الذي يوصل إلى إسقاط الطبقة المسيطرة والاستيلاء على السلطة
عمل وتحرك اللبرالية والسلطوين الجدد والإخوان المسلمين الذين سيطروا على الاقتصاد
لا يمكن أن نسميه ثورة مضادة، بل هو فعل “طبيعي” من قبل الطبقة المسيطرة للحفاظ على سلطتها لايمكن باي حال دفاع الفئات المسيطرة عن سلطتها نسمية ثورة مضادة على الذين يتحدثون عن الثورة السودانية يمكنها ان تدرج في التغير والدرج في الإصلاح  عليهم في البدء الإجابة على هذا السؤال
لماذا في الاصل تثور وثارت الشعوب السودانية المنتجة للخيرات المادية وهي مُفقرة ؟ .
اذا الثورة السودانية ممثلة في لجان مقاومتها اكبر تحالف شعبي تاريخي والاحزاب التي لها مصلحة في انتصار الثورة لم توصل قوي ثورية الي سلطة الثورة تمثل مصالح الطبقات التي انتفضت إلى موقع السلطة، لايمكن أن يتم التغير الجذري
وأن القوى التي تصل إلى السلطة هي من الطينة ذاتها للنظم التي ثارت عليها الشعوب السودانية وهنا لازم نعرف القوي المضادة اذا انتصرت قزمت الثورة ولكنها لم تنهزم ماهي مطامح الفئات الشعبية المنتجة للخيرات المادية هل نضعها أمامنا اي أمام أهداف الثورة؟ .
عند انسداد الافق على الشعوب تصبح الثورة تمرد الشعوب هي الأداة الوحيدة الأساسية   لتحقيق التغيير الجذري، وهي ممكنة، بل يمكن أن نقول بايمان مطلق هي حتمية».
المناهضين للثورة حتى لو لم ولن يعلنوا تحالف ظاهر ينزعوا إلى الخيار الإصلاحي، وينزعوا الي التسويات وينزعوا الي الهبوط الناعم الذي نرى نتائجه امامنا من ضعف هذه الأحزاب وضعف تفكيرها وتركيبتها ولجؤها للعنف والمنابذه وعدم فاعليتها وتبعثر قاعدتها الجماهيرية التي كان مصيرها التخلف والرجعية الدينية والجريمة. فالتنظيم اقصد تنظيم تحالف الجماهير الحادث الان  هو جانب مفصلي لقيادة التغيير وحمل مطامح الفئات الشعبية والتعبير عنها وتحقيقها، ودون التنظيم المتمسك باهداف الثورة ولاأتها وطرد المرتزقة الأجانب من كل الأراضي السودانية
ودمج الحركات المسلحة واحتكار الجيش لأدوات عنف الدولة .

من هي التيارات السياسية التي تفصل الجانب الاقتصادي عن ” الاجتماعي والتاريخي. ولماذا .
رغم وجود علاقة عكسية مطردة بين البنية الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية تؤثر الأولى على الثانية سلبا وايجاباً

والثورة  في حدثها الأول والاساس هي اداة للتغيير الجذري من اجل انشاء مجتمع مختلف متغير من القديم في زمن الثورة لايمكن الحديث عن تغير تدريجي او إصلاحي
لان انفجار الثورة يأتي بعد استحالة اي تغير وانغلاق كامل الحركة السياسية  والاجتماعية السودانية التاريخية المستمرة والتي تعيد تدوير نفسها هي لازالت تنبع من قوانين الصراع والتناقصات الاجتماعية، ولا يمكننا أن نستبعد تاثير الإمبريالية على فرض وجودها وإيجاد أرضية عامة للقضايا الاقتصادية
في زمن الأحداث الكبيرة مثل الثورة السودانية تظهر المواجهات ضد التيارات الكبيرة والايدلوجيات
أصحاب التغير الفوقي الكلى المباشر
أصحاب التغير الفوقي التدريجي
أصحاب التغير التخطيطي المتدرج
أصحاب التغير الجذري
التغيير الجذري في بلادنا في المرحلة النوعية التي يعيشها العالم. ليس ذلك فقط، بل إنها تشكل أيضاً أدوات مواجهة أيديولوجية ضد التيار الليبرالي العدمي المعمم للانقسامات الوهمية الاجتماعية، ومنها مثلاً : الفرز المطلق بين القوى الاجتماعية المتدينة وغير المتدينة، ما يعني استحالة القول بالوحدة الشعبية على أساس وحدة القضايا الملحة المطروحة، كقضية الوجود واستمراره : قضية السلم الاجتماعي من جهة، وقضية التقدم والتغيير الاجتماعي الجذري المرتبط به من جهة أخري.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. مقال ممتاز مع ملاحظة مهمة، إسمها الثورة المضادة Counter-revolutionary، ما القوى المضادة، تروتسكي يقول الثورة سميت ثورة لأنها خروج على القوانين والنظام لإسقاط السلطة السياسية، والثورة المضادة سميت ثورة لأنها كذلك لا تلتزم بالقوانين والنظام لإفشال الثورة والمحافظة على السلطة السياسية، كلاهما ثورة مع إختلاف الأهداف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..