شاعران من وادى النيل !!؟..الحلقة ” 3 “

شاعران من وادى النيل
الطيب السراج وعباس محمود العقاد
تأليف بروف/ حدديد الطيب السراج
إستعراض د.فائز إبراهيم سوميت
عضو منتدى السراج الأدبى ? ابى روف أمدرمان
الحلقة ” 3 ”
فى الحلقة ” 2 ” :
لقد صار النابغتان السراج والعقاد , رمزا يحتذى فى البحث والدرس والتحصيل فى كل فروع العلوم والآداب والتاريخ والآداب , واللغات عامة , والعربية خاصة وأصبحا مفخرة لشعبى وادى النيل , بمواقفهما الوطنية ضد المستعمرين , وتفوقهما البائن شعرا ونثرا , وتأكيدا لحب العرب ولسانهم وتراثهم .
فى هذه الحلقة :
الشعر من نفس الرحمن مقتبس
والشاعر الفذ بين الناس رحمن
بروف حديد يسرد لنا ما خطه يراعه عن العقاد فى هذه الجزئية :
لقد كان العقاد الشاعر , يرى أن الشعر نفثة من نفثات الروح الإلهية .. نفثة تفتح للشاعر مغاليق النفس البشرية .. لكى يحولها إلى أناشيد فياضة بالأحاسيس والمشاعر .. أناشيد يلتقاها عنه الناس , وكأنما فصلت من نفوسهم , فلنسمعه يقول فى قصيدة له :
الشعر من نفس الرحمن مقتبس
والشاعر الفذ بين الناس رحمن
والشعر ألسنة تفضى الحياة بها
إلى الحياة بما يطويه كتمان
لولا القريض لكانت وهى فاتنة
خرساء , ليس لها بالقول تبيان
ما دام فى الكون ركن للحياة يرى
ففى صحائفه للشعر ديوان
ويمضى د/حديد معددا مزايا شعر العقاد :
هذا وللشاعر ” عباس العقاد ” قصائد تفيض باللوعة لحظوظ الشعراء من أبناء الشعب , الذين لم يكن يسندهم جاه ولاثراء .. إذ كانوا يتضورون جوعا , ولامشفق ولا مغيث .. وهو يمد اللوعة لأبناء الشعب كله الذين كان يفرض عليهم العناء والكدح , ليتمتع ” القصر ” وحواشيه والإقطاعيون .. بأسباب الترف والنعيم .. مما جعله يغضب لنفسه ولشعبه .. فى قوله :
لاتحسبوا أمة يعلوأعاظمها
إذا الفقير طلاب القوت أعياه
أيرزح القوت فى أرض بطالبه
ويبلغ المجد فيها من توخاه
دفنتم المال آكاما , فهل نبتت
فى باطن الأرض , أو زادت خباياه
ويمضى بروف /حديد :
ونترك العقاد حينا , وهو متجه نحو الشباب , يستنهض همته للثورة على الطغاة :
شباب مصر , وما دعوت سوى الألى
يحيا بهم أمل البلاد ويورق
أيعيش فى لهو الرفاهة من له
من كل صعلوك إله مطلق
لكم الغد , المنشود فإعتصموا به
فإذا إستقر لكم أساس فارتقوا
ويعود بنا بروف/حديد ثانية إلى الطيب السراج الشاعر , وهو يقول فى قصيدة طويلة بعنوان ” العز والمسالم ” :
هو العز حفته القنا والصوارم
فلا يطمعن فيه الهيوب المسالم
فيا قوم هلا تعجبون لقصدكم
إليه , ولم تنقف عليه الجماجم
فلا عز حتى تنهل البيض والقنا
وتعثر بالهام المذاكى الصلادم
ويجرى على البطحاء أشقر مزبد
خضارة دوى موجه المتلاطم
فللشاعر السودانى ? الطيب السراج – شعر وصفى جميل , ينم عن ثراء لغوى بائن , وخيال واسع , فلنستمع إلى هذه الأبيات من قصيدة رائعة له يقول فيها :
ما أشبه الأقلام عند صريرها
بالسيف يكدم بيضة البقباق
والنفس بالمسك المدوف بعنبر
فى الطرس أو حور من الأحداق
وكأننى فى حين أتلو مهرقى
أسقى رحيقا سلسلا من ساق
رشا كأن وشاحه فى صعدة
والدعص معقود له بنطاق
ثم يسدر بنا بروف/حديد السراج عن علاقة الشاعر الطيب السراج بمصر وأهلها , فيقول : انها علاقة وثيقة , عاش زمنا بين علمائها وأدبائها وشعرائها : عبد الله أمين , إبراهيم مصطفى , الشيخ الدجوى , وغيرهم , كما إنتسب إلى المجمع اللغوى , وعمل فيه من خلال لجنة ” إحياء الكتب القديمة ” .. وله مع كثير من أعضائه صولات وجولات .. وإحتفت به ورجالها , وكتبت عنه صحافتها , بل إن صحيفة : ” منبر الشرق ” , قد نشرت له قصيدة رائعة , يمدح فيها مصر ويعدد مآثرها وأفضالها على بلاد العروبة والإسلام يقول الشاعر ” السراج ” فى قصيدته التى مطلعها :
مهد المعارف فى القديم وحالا
مصر العزيز ومهدها استقبالا
فى القادم نواصل بقية القصيدة

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..