مقالات سياسية

الحوار مع العسكر 

يوسف السندي
 
تعتزم الالية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الايقاد اطلاق حوار حول الازمة السودانية في الايام القادمة.
اذا كان مدخل حوار الالية الثلاثية هو جمع العسكر الانقلابي مع المدنيين في طاولة واحدة، فهذا مدخل خاطيء، يصور الطرفين وكأنهم في ذات المستوى من الجرم في تعقيد المشهد السياسي.
بينما الحقيقة الواضحة للعيان، ان تعقيد الوضع الراهن جاء نتيجة لانقلاب ٢٥ أكتوبر، ولا يمكن مساواة الانقلابيين من العسكر وشركاءهم من المدنيين مع التيار المدني الديمقراطي المطرود بالانقلاب من السلطة او الموجود خارجها في الشوارع.
هناك إجراءات أولية اذا لم تفلح الالية الثلاثية في تحقيقها اولا، فان الحوار سيكون حوار غير مجدي ولن تحظى نتائجه باي فرصة في النجاح.
اول هذه المطلوبات، إنهاء الانقلاب، عبر تنحي قادة المجلس العسكري، وثانيها اعلان ان السلطة الانتقالية التي سيخرج عنها الحوار هي سلطة تكنوقراطية لا مكان فيها للاحزاب السياسية.
من شأن هذه الترتيبات ان تعيد المشهد السياسي إلى ما قبل الانقلاب، وتبعث الطمانينة في الشارع، وتجعل الجميع يقبل على الحوار بروح متجردة سواء كانوا أحزاب سياسية او عسكر او شباب ثوار .
المجلس العسكري لا يهدف عبر هذا الحوار إلى إعادة السلطة المدنية للمدنيين، فهو ان اراد ذلك لا يحتاج إلى حوار، كل الذي عليه ان يتنحى، وانما هدفه الرئيسي هو فك عزلته الدولية واكتساب شرعية دولية لانقلابه، والاستمرار في حكم السودان بالقهر والبطش.
ولذلك اي طاولة حوار تساوي بين الانقلابيين والثوار هي خدمة مجانية لهؤلاء الانقلابيين، ولا يجب أن يقع حزب سياسي راشد في فخ كهذا.
قد يقول قائل بأن رفض الحوار من قبل الثوار قد يفقدهم المجتمع الدولي، والرد عليه بأن المجتمع الدولي اذا اتجه نحو محاصرة الثوار ودعم الانقلاب، فهو ليس جديرا برعاية حوار ولا يجب أن ينتظر الثوار منه خيرا.
إن كان المجتمع الدولي يدعم الشعوب الحرة وحقها في الحياة المدنية الديمقراطية ويرفض الانقلابات العسكرية، فان هذه هي مطالب الشعب السوداني، فليقفوا معها، أو فليتركوا الشعب في مواجهة الانقلاب، فهذا الشعب قادر على هزيمته واسقاطه إلى مزبلة التاريخ.

‫4 تعليقات

  1. انت لا تستطيع ان تقرر هذا رأي الشعب وهذا ليس رأي الشعب الا عن طريق الانتخابات
    ما تقوله من كلام هو موقف احزاب اليسار .. صحيح ان صوتهم في تلسوشال ميديا عال.. ولكن هل يمثلون الشعب السوداني
    لقد ظل الشيوعيون ببلوك نبطريقة تستهدف اغتيال الشخصية ولكن هذاا لا يعني يا سندي ان تنحني لهذه الدرجة بحيث يستطيعوا ان ينالوا منك كل ما يريدون

  2. نحن اصلا لا نرى الصعوبة في هذيمة الانقلاب لكن الصعوبة الحقيقية هي فيما بعد السقوط.. المراهقين السياسيين ديل لا يستطيعوا إدارة بقالة للمواد الغذائية خليك من دولة بحجم السودان.

  3. الدولة يديرها اهل السودان والشعب السوداني..الاحزاب خارج السلطة التنفيذية ..النقة والجعجعة والفارغة في شنو..احزاب ماف ماف ما في.. حكومة مستقلين ..مليون مرة لجان المقاومة رددت هذا الكلام..العسكر للثكنات ..الاحزاب للانتخابات…ورجغة العسكر الفارغة احسن الناس ما تجاريهم فيها..يتم تسليم رياسة السيادي لشخصية مدنية مستقلة ..البرهان خارج القصر ..انتهت مدته حسب الاتفاق ..والباقي هين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..