شبكة الصادق المهدي

شبكة الصادق المهدي

عبد الحفيظ مريود

* قبل بضعة أعوام عقد المجلس الوطني ندوة مسائية عن السلام ، الوحدة والانفصال .. وكان السيد أنجلو بيدا السياسي الإستوائي المعروف ، متحدثا رئيسا .. لكن الدكتورة مريم الصادق المهدي اعترضت ? في مداخلتها ? على السيد أنجلو بيدا ، متمنية بانفعال زائد قليلا ، لو أنها لم تسمع بأنجلو بيدا جيدا .. أو لو أنها فهمته خطأ.

* أنجلو بيدا .. تحسس ذاكرته .. دفاعاته ، وربما مسدسه (الزيادة مقصودة لزوم التحلية) .

* فالدكتورة اعترضت أن يمدح أنجلو بيدا نظام مايو في جزئية متعلقة بالتداخلات بين الشمال والجنوب والانفتاح السياسي الذي وفره الرئيس الأسبق جعفر نميري ، عقب توقيعه اتفاقية أديس أبابا . اعترضت الدكتورة لأن نميري صادر الديمقراطية ، الحريات ، حل الأحزاب ، حل الإدارة الأهلية ولا يمكن أن تكون سنوات حكمه من أخصب فترات السوادن الحديث ، في علاقات الشمال والجنوب .

* حين جاء دور السيد أنجلو بيدا في الرد على التعقيبات قال قولته الرهيبة “يابتي : سيطان “شيطان” ذاتو لو عمل حاجة كويس “قول عمل حاجة كويس” في طلب لطيف الى الدكتورة بضرورة الفصل المنهجي . مذكرا إياها الى أن مسألة الأحزاب ، هي هم شمالي مترف ، لا يعرفه إنسان الجنوب. قال لها إن حزب الأمة شخصيا لديه امتداد وراء حدود 1956 م، وأن الاتحادي لم يفكر قط في فتح مكاتب هناك ، أو استقطاب أحد .. وعليك أن تعرفي ? موجها الحديث إليها ? أن الجبهة الإسلامية القومية ، هي الحزب الشمالي الوحيد الذي دخل الجنوب ، وكانت له حركة هناك ، وقيادات جنوبية ، ويمتلك رؤية وتصورا لإنسان الجنوب …

* سقت الحكاية بمناسبة مقال للسيد الإمام الصادق المهدي ، حكيم الأمة ، نشرته صحافة أمس تحت عنوان “القضية ليست الوحدة أو الانفصال بل السلام أو الحرب”.

أشار سيدنا الإمام الى أن هناك عوامل في بنية اتفاقية السلام تجعل الانفصال جاذبا وعدائيا . منها إعطاء الجنوب 50% من بتروله ، وتقسيم البلاد على أساس ديني في برتوكول مشاكوس الإطاري ، مشيرا إلى أنه كان يمكن تجنب ذلك ضمن معادلة الدولة المدنية والحرية الدينية ، ثم علاقة السودان بالولايات المتحدة التي اتخذت طابعا وديا نحو الجنوب ، عدائيا نحو الشمال ، ولا أدري إن كانت العلاقة هذه مع الولايات المتحدة (ضمن بنية اتفاقية السلام).

* كال الإمام ، حكيم الأمة ، للإنقلابيين الإنقاذيين كيلهم المعلوم دون زيادة أو نقصان وأعطى الانتخابات حقها من المكيال ، وذكرنا “بأيام عافية الوطن” وهي أيام حكمه . قبل أن يطرح برنامجه الذي هو “تكوين منابر الحوكمة البديلة لتعمل بمرجعية قومية ” وتكوين منابر لسلام دارفور ، للحريات ، لـ….. حتى أوصلها ثمانية منابر .. وغير ذلك من كلام سيدنا الإمام (الكبار .. كبار) الذي لا يفهمه أمثالنا …

* قلت :- لم يكن السيد أنجلو بيدا محقا فقط ، بل كان محقا ومنصفا على الرغم من تضامني النفسي والروحي مع انفعالات الدكتورة مريم الصادق ، فقد بدا واضحا أن السيد الإمام، وحزب الأمة (ماتبقى منه على الأقل) ليس له علاقة بالجنوب ولا بالمجريات ، ويمكن وصفه ببساطة بأنه (طاشي شبكة). ثمة 6 أشهر متبقية للاستفتاء وسيدنا الإمام يدعو الى (حوكمة بديلة وثمانية منابر) وقد انسلخت السنوات الخمس ونصف السنة منذ صارت الاتفاقية جزءا من ميراث الحكم ، وموجهاته أصل من أصول الدستور الانتقالي، ويقول الإمام إن قسمة الثروة لم تكن عادلة بتروليا على الأقل . هل وقعت الاتفاقية أطراف أخرى غير الحركة الشعبية ؟

* السيد الإمام ، حكيم الأمة أيام حكمه الراشد كانت الحركة الشعبية تقاتله ليس هو شخصيا ولكن الجيش الذي رفع إليه مذكرته الشهيرة ، يشكو الجوع ، الحفاء ، العرى ، قلة الذخيرة وانكشاف الظهر . ومع ذلك لا وقع الإمام إتفاقا عادلا مع الجنوب ، لا أعطى الجيش ما يدحر به الحركة الشعبية عن أطراف أعالي النيل ، قريبا من “دائرة الجبلين” الجغرافية ، بالمناسبة .

* الذي يقرأ حوارات آدم موسى مادبو ، عبد الرسول النور ، بكري عديل في الجرائد ، سيعرف أن السيد الإمام حكيم الأمة لا يحتاج (حوكمة بديلة) ولا منابر ثمانية يحتاج شيئا آخر.

لأن الضوء الذي لا يضيء “البيت” قطعا ، لا تصل طلائع أشعته الى الجيران والحي ، والشارع والمدينة ، وأهلنا في دارفور والجنوب.

* سيدي الإمام .. لتترك (أيام عافية الوطني) أنر بيتك . وخذ بنصيحة ابن الرزيقات الشرس ، عبدالله علي مسار :- “الجفلن خلهن ، اقرع الواقفات”.

صحيف الحقيقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..