*كلمة السر التي أحرقت البلاد لعقود*

أحمد محمود كانم
“العبد” “slave” ، كلمة أُطلقت في عهد الظلمات على أؤلئك البشر الضعفاء الذين يقعون في قبضة البشر الأقل ضعفاً، لتعني إنسان مملوك لإنسان آخر، يبيعه ويشْتَريه ويستخدمه في جميع أغراضه الخدمية والتجارية والترفيهية وحتى الجنسية… في صورة تجسد أبشع وأفظع الطبائع البشريّة على الإطلاق.
وليس بالضرورة أن يتصف الشخص بأكثر من كونه ضعيفاً لا حيلة له أمام القوة المفرطة المستخدمة لإرغامه على اختيار أحد الأمرين الأمرّين، إما الصمود والمقاومة حتى الموت أو التحرر، وإما الاذعان والانصياع والخضوع للآخر، ومن ثم الامتثال لجميع أوامره، والرضا والاستسلام للواقع الذي يفرضه، فيصير بذلك مملوكاً للذي لا يختلف عنه في شيء سوى امتلاك أدوات القهر وخبث الطبع.
* وقد تمددت هذه الظاهرة لتكتسب الشرعية القانونية بظهور حملة الأديان في أجزاء متفرقة من الكرة الأرضية.
وهنا يحضرني سؤال ظلّ يسرح ويتجول في ذهني لفترة طويلة دون أن اعثر له على جواب يشفي غليلي، وهو ” لماذا لم تحرم الأديان السماوية وغير السماوية جريمةَ الرقٍّ بصورة قاطعة، وتضع لمرتكبيها عقوبات وأحكام واضحة كما فعلت ذلك بشأن السرقة والزنا والخمر وقتل النفس؟”
وتعتبر إتفاقية “البقط” التي أبرمها والي الخليفة الإسلامي بمصر، ” عبدالله بن أبي السرح” وملك المقرة “كالديرات” في عام651 ميلادي، أول وثيقة لشرعنة اصطياد بني البشر في السودان.
وبحسبما ذكر ابن عبدالحكم أحد المؤرخين الأوائل” فقد تضمنت المعاهدة عدة فقرات، لكن أظلمها وأحلكها وأبشعها كانت الفقرة التي تنص على “وجوب دفع دولة النوبة “السودان” 360 عبدًا سنويًا إلى والى الدولة الإسلامية المكلف لولاية مصر، على أن يكون هؤلاء العبيد صحيحي الأبدان ليسوا من العجائز أو الأطفال، ويكونوا خليطًا من الذكور والإناث، يضاف عليهم 40 عبدًا توزع على وجهاء مصر”.
والغريب في الأمر أنها استمرت لنحو سبعمائة سنة، لذا تعتبر من أطول المعاهدات في التاريخ البشري.
“تخيل بس.. 700عام ×400 بني آدم سوداني!”
مع العلم ان تلك الفترة لم يستثنى فيها أحد، ولم تكن حملات الاصطياد تقع على قبيلة معينة دون غيرها، بل كانت تتم عبر رجالات الإدارات الأهلية من مختلف بقاع جغرافية دولة النوبة الممتدة من أسوان شمالا وحتى النيل الأزرق جنوبا.
ولم تسلم قبيلة سودانية من ذلك، طيلة فترة السبعمائة عام المخزية… لتتلوها حملات الأوروبيين والأمريكان.
لكن حينما جاءت حملة محمد على باشا التركية، في 1821 قرر الاستعانة ببعض “الهمباتة” للاسترشاد بهم، والاستقواء بهم في عمليات صيد البشر، مقابل إعفاءهم من الاستعباد وحشو جيوبهم وكروشهم ببعض الدراهم والدنانير،
فتوهموا بأنهم غير معنيين بتلك الحملات لعلو نسبهم العرقي ، لدرجة ان استمرأوا عمليات الاصطياد، واقتنوا لأنفسهم بعضاً من إخوانهم، إلى أن جاءت الحكومة الإنجليزية ومنعت وحاربت تداول بيع بني البشر في مستعمراتها التي من بينها السودان.
كل تلك التراكمات ترتب عليها إنتاج صورة مشوهة لهوية قطاع واسع من المجتمع السوداني، وذلك يعود إلى أن الإنسان السوداني نفسه يسعي لتكريس العبودية في ذاته بممارسة الوهم الاستعلائي ضد بني جلدته، حتى وصل به الأمر أن وضع معايير معينة للسيادة والعبودية، أبرزها درجة سواد البشرة، وحدة الأنف وملمس الشعر، واللغة وغيرها… وكل يدعي الأصالة والنقاء وينعت من سواه ب”العب”، وهي كلمة السر التي أشعلت الحروب في السودان ومزق تماسكه ومجتمعاته منذ قبل استقلاله وحتى لحظة كتابة هذه السطور.
فهلّا أدرك هؤلاء المرضى المتعنصرون بأن العالم اجمع ينظر إلى الإنسان السوداني على أنه سوداني فقط، ولا شيء يميزه عن غيره من السودانيين إلا الأوهام المرضية التي تعشعش على عقول البعض منهم، يعلم ذلك كل من عاش ولو ليوم واحد خارج السودان.
وبالتالي، فإن إطلاق كلمة العبد على الغير، يعني بالضرورة أن مطلقها يعاني صراعاً نفسياً خطيراً يدفعه نحو نعت غيره بما يخشاه هو أن يوصف به.
ثاني في دولة الحرية و السلام و العدالة القادمة
السودانيين مهما اختلفت اعراقهم و اديانهم ستتم معاملتهم كمواطنين سودانيين متساويين في الحقوق و الواجبات مافي حاجة ثاني اسمها عبد و حر و سيد و بطيخ
حرية سلام عدالة
مدنية خيار الشعب
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل
ثم فى اواخر ذكر ما جرى عبر من ظنوا انهم اقحاح احفاد بنى يعرب الى ديار العربان فصفحتهم الحقيقة المرة …
ولم يتبقى امام بعض السوادنة الى ارث المكابرة لاثم واحتقار الذات والنكران المرضى الذى يورث العقد والتوشهات النفسية الدفينة حتى اذا حط بينهم باشرى-من بنى جلدتهم مستهبلا- بعقال انكبوا على وجوهم خائرين صاغرين راكعين من الذلة ….
يا طويل العمر طال عمرك !!
والله صدقاً هذه هي أس مشكلتنا الهروب من واقعنا و هويتنا الحقيقية كما قال المرحوم د. جون قرنق لماذا لا نكون سودانيون فقط
ياخ انت انسان رائع جدا وفخرا لكل السودانيات والسودانيين
ال 30 سنه التي كان السودان وقتها واقعا تحت سطوة وسيطرة
الاستعمار الكيزاني البغيض كانت هي الاسود والاكلح في تاريخ
بلادنا اذ قام الكيزان بترسيخ مفاهيم العبوديه والجهويه والعنصريه
ليسهل لهم حكم البلاد .
الان وقد تحرر الانسان السوداني من قيود الكيزان وبات الجميع يؤمن
بأننا كلنا سودانيات وسودانيين وكلنا لآدم وآدم من تراب وعلت مفاهيم
وفلسفة المواطنه عند الجميع فاستبشر خيرا استاذنا الفاضل .
انت قلت (وهنا يحضرني سؤال ظلّ يسرح ويتجول في ذهني لفترة طويلة دون أن اعثر له على جواب)
فالجواب موجود يا اخي فالاسلام لم يحرم الخمر مرة واحده فقال تعالى (ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى) قبل ان يحرمه مطلقا… لان الناس في ذلك العهد كانوا حديثي عهد بالاسلام وخوفا من الفتنة ولم تستقر الاسلام في قلوبهم من بعد، لذا الاسلام والتحريم بالتدريج… حتى العبودية كانت سائدة قبل الاسلام لذا كان القران واضحا في تحريم العبودية ولكن بالتدريج …. فما معنى فك رقبة أو تحرير رقبة والعتق فكان من يطلق العبد حرا او يعتق خادمه له اجر فمعني ذلك ان القران كان يحث في تجفيف المنافذ التي تاتي منها العبودية ولم يحرمها بالمنطق لان العبودية تاخذ اشكالا عدة في سخرية الانسان لاخيه الانسان والعبودية شكل نسبي … فكانت العبد او الخادم في السابق يعمل ويخدم سيده ببطنه فقط اي من اجل الاكل فقط وتطورت العبودية واصبحت بالاجرة… فحتى الآن كلنا عبيد لوظائفنا حتى ولو كنت دكتورا فانت تخدم المريض والمريض يدفع لك وهو ايضا عبد تحت رحمة الدكتور لاخذ الدواء المناسب وهكذا… فلا تاخذ العبودية بعقدة اللون فقط ، حتى هنالك خواجات عبيد الان… لذا ترك الاسلام امر العبودية دون تحريمها قطعيا ولكن يؤجر من تركها ….فالعبودية بمعناها الاعم لا يمكن للبشرية الاستغناء عنها في كل زمان ومكان
دا كان ظن الاخوة الجنوبيين زمان قبل الانفصال…ان المشكلة هى الاحتقار والاستعلاء الشمالي…وبعد الانفصال استمر التناحر والقتل والنهب والسلب ..بين ابناء العمومة ..ولا يزال الحظر الدولي للسلاح على جنوب السودان ساريا….ولايزال السلام مهددا..وقبل الجنوب ..الصومال..وبعده العراق ..تناحر وقتل بين القبائل العربية..والكردية والسنة والشيعة..معنى الكلام..ان امريكا عاشت فترة الرق والقوانين العنصرية وتجاوزتها ..بمراراتها..وكذلك الحال في جنوب افريقيا..لان الحل في اجازة القوانين …وفرض الامن..والنظام…ذهب المخلوع ولا تزال دارفور تنزف
لم يذهب المخلوع و ما زالت حكومته كما هي تجهض التغيير
انتو مرضى تحتاجون لعلاج نفسي.. فترة الرقيق كان لها ظروفها التاريخية وانتهت فاستبدلناها بموظف وعامل ولاعب كرة وغيرها بما يتناسب مع ظروفنا الحالية وربما حالنا الان أسوأ من زمن الرقيق وقد اتيحت لي فرصة ان أشاهد مدى الذلة والمهانه التي يتعرض لها العمال والموظفين وغيرهم للحصول على أجورهم.