مقالات سياسية

أراه قريباً!!

بلا حدود

هنادي الصديق

لست بزرقاء اليمامة ، أو قارئة كف أو منجمة وكذب المنجمون ولوصدقوا ، كما أن الأمر لا يحتاج إلى عمقاً لتحليله أو الغوص في تفاصيله وصولاً لنتائج تفيد بما يمكن أن يحدث كمحصلات نهائية.

منذ أول يوم لهذا الانقلاب تجسد الخطل في الفكرة في الأساس باعتبار أنه من الصعب أن ينقض عسكري على سلطة مدنية جاءت بعد ثورة مهرها الشباب بدمائهم واسترخصوها من أجل الحرية والسلام والعدالة ، والعالم كله مندهش لتجربتهم واحتفى بها أيما احتفاء ، ومع ذلك يظن قادة الانقلاب أنهم بمجرد ذكرهم بأن ما تم هو تصحيح مسار للثورة، هذا سيقنع المجتمع الدولي والشعب السوداني بأن ما جرى هو كذلك.

رسموا خطتهم على أنهم سيجدون تأييداً دولياً ونسوا أنه في عالم الشفافية والتنوير من الصعب جداً القبول بالانقلاب.. فضرب عليهم الحصار بتعليق الاتحاد الافريقي لعضويتهم وأوقف الاتحاد الاوروبي وأمريكا والنرويج وبريطانيا …(وهلم جرا) الدعم الذي قطعوه لحكومة حمدوك ، وكانت المفاجأة أن دول الخليج التي توقعوا مساندتها أكدت في بيان رباعي (امريكا – المملكة المتحدة – الامارات – السعودية) ان ما حدث قوض السلطة المدنية ، وهكذا أدخلوا البلاد في عزلة دولية بعد أن قدمت تضحيات جسام من أجل العودة الى حضن المجتمع الدولي.

أسرفوا في تقديم الوعود البراقة ومنوا الشعب السوداني بمستقبل زاهر ، وطفقوا يتحدثون عن طفرة الخدمات القادمة ولم يلبثوا حتى أذاقوا الشعب السوداني الأمرين لترتفع اسعار المحروقات والسكر والدقيق واللبن وكل السلع الاخرى ويترنح الجنيه امام العملات الصعبة ويعزف المستثمرين عن الاستثمار في السودان بعدما أصبح النهب في قلب الخرطوم يتم في رابعة النهار.

حتى ماكان بالامكان أن يقوموا به بحكم مهامهم فشلوا فيه ولم تعد البلاد آمنة فما يحدث في دارفور بات لا يتصوره أي خيال فالصراعات القبلية تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة والحكومة تقف مكتوفة الأيدي ويسقط الضحية تلوا الضحية ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ازداد انتشار الجريمة في الخرطوم العاصمة ولم يعد المواطن أمناً في سربه معافى في جسده يملك قوت يومه.

كل المؤشرات تؤكد بأن الظروف باتت مكتملة الاركان لاسقاط النظام فقادة الانقلاب فقدوا كل مقومات بقائهم ولم تعد هناك أدنى ثقة بينهم وبين المواطنين ، الذين التمسوا عدم صدقيتهم في وعودهم الزائفة وفي غليان الاسعار ، وبالتالي ستشهد الايام القادمة ترتيب للصفوف للتعجيل بذهاب الانقلاب صحيح أن آلة البطش لن تتوقف لأن الانقلابيين يخافون المغادرة خوفاً من المساءلة ولكن لا بديل غيرها وأراها قريبة جداً.

الجريدة

 

‫6 تعليقات

  1. كنا نظن خيرا في المؤتمر السوداني ولكن واضح انو في خطي انتهازية اليسار السوداني عاوز يشرك ويحاحي
    حزد انتهازي درجة اولي
    ياقلبي لاتحزن

    1. يا ناس الانقلاب بت الناس دي خليتوها زي الجدادة المكوفتة من يوم ما فكيتوها عكس الهوا من وظيفتها القحتية في الشباب والرضاعة الكانت بتمص فيها دولارات الدعم المنظماتي الماخمج وهسع قاعدة أباطها والنجم يا حسرة حبوبتي عليها…مسكينة هي وصاحبتها بت الجمهوريين الملاحدة يبكن كل ما يجن مارات بقصر الشباب والاطفال

      1. الممعوض هو كل كوز فاسد قاتل مغتصب الرجال والنساء الزناة في نهار رمضان سبابي الدين قتلة الطبيب بالمسمار في الراس والمعلم بخاذوق في الدبر وقتلة اهل دارفور لاتفه الاسباب # عجبت لامر الكوز لماذا لايقتل نفسه من سوء ماعملت يده

      2. رايك شنو فى تجار الدين القتلة والشيوعية والجمهوريين اشرف من اخوان الشيطان والشعب السودانى
        يحترمهم جدا لانهم لم يسرقوا بلادنا ولا شعبنا ولم يقسموا بلادنا فى يقتلوا شبابنا واغتصاب بناتنا فى نهار رمضان الشعب يكره الكيزان والكوزات شريكات القتلة والمغتصبين والثورة مستمرة والردة مستحيلة
        واى كوز ندوسو دوس واى كوزة نديها موزة

    2. يساري يميني وسطى كل ما مهم المهم يغوروا العسكر والجانجويت والجبهجيه الممحونيين وتجار المرتزقه من سلام جوبا في ستين الف داهيه

  2. من حقك أن تحلمي ذي ما عايزه لكن من وجهة نظري ان العوده للوراء أصبحت من المستحيلات على الأقل في الفترة الانتقالية فقد فعل الانقلاب فعله في تمذيق المدنيين وخلط الاوراق بطريقة ذادت من تعقيد المشهد وحتى لو عادت الحرية والتغيير فستكون عودة منقوصة.. الأمل الوحيد لعودة المدنية الحقيقية هي الانتخابات رضينا ام أبينا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..