مقالات وآراء

حال التعليم،، المعلمين،، التلاميذ.. لا يسر

 

 

خارج السياق
مديحة عبدالله
التعليم هو مؤشر تقدم أي مجتمع، ليس هناك حاجة لنقول أين نحن كسودانيين في وضع التعليم، فالحال واضح يعايشه الكل، فأضلاع العملية التعليمية تشهد تدهورًا مريعًا، من وضع المعلمين والمعلمات الذين يواجهون قهر السلطة وتنكرها لما التزمت من ترقية أوضاعهم المادية وحقوقهم المعاشية، إلى البيئة الدراسية السيئة فالمدراس الحكومية حتى تلك التي تقع في مناطق يقال عليها حضرية لا توفر فصولها ولا المرافق الصحية بيئة آمنة للتعليم، عدا القلة من المدارس التي تجد الرعاية المجتمعية وليس الحكومية، أما الكتاب المدرسي فحدث ولا حرج خاصة في المرحلة المتوسطة التي تم الرجوع إليها دون أن تفكر سلطة الانقلاب لحظة في مطلوبات ذلك من فصول ومعلمين ومعلمات وكتاب، ويعتمد الكثير من الأساتذة على التليفونات لإنزال نسخ من المناهج الدراسية ليتسنى لهم توصيل المادة للطلبة والطالبات دون أن يتوفر كتاب في يد التلاميذ والتلميذات، ولنا أن نتخيل الوضع بالنسبة لمواد تتطلب الشرح والتمرين مثل الرياضيات على سبيل المثال.
إنه وضع مؤلم، هذا على مستوى من هم في وضع (أفضل) ممن يجدون فرصة (للدراسة على سوء الأوضاع) مقارنة بالمحرومين أصلًا من حق التعليم ولو في ظل شجرة، والذين يبلغ عددهم قرابة (3) مليون من أطفالنا، منهم من يهيمون على وجهوهم يجوبون الأسواق بحثًا عن عمل غض النظر عن نوعه وعائده، ومنهم من يبحث عن لقمة وظل آمن يقيه شر الموت أثناء نزاعات لا يعرف أسبابها ومن يقف خلفها.
أمة لا تقف وقفة مراجعة لوضع التعليم والمعلمين والتلاميذ والتلميذات، لن تعرف لها مخرجًا من أزماتها المتلاحقة، وأحد أسباب ذلك غياب القضايا الأكثر أهمية في حياتنا من الجدل الممل السائد حول هياكل الحكم، في كم كبير من المبادرات والمواثيق نكاد لا نلمس فرقًا بينها إلا في ديباجة الاسماء، بينما الوضع على أرض الواقع يقول قوله المختلف ويدفع ذلك الأسر والمعلمين إلى مواجهة الوضع بما هو متاح من حلول مرهقة تجعل من التعليم عبئًا لا يطاق، وتجعل من قاعات الدرس أماكن طاردة وباحات المدارس مواقع مجدبة عوضًا عن أماكن رحيبة جاذبة محفزة لتلقي العلم في بيئة إنسانية.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..