إلا بيت الزعيم

? نحزن كثيراً لحالنا وما آل إليه عندما نتذكر أولئك القادة الرجال.
? نشعر بأننا نعيش وسط أمة وشعب غير ذلك الذي انجب أولئك النبلاء.
? لا يمكنك أن تصدق أن صانع استقلال السودان الزعيم الكبير إسماعيل الإزهري ( رحمه الله رحمة واسعة) بدأ في تشييد منزله العامر بسلفية من رجل المال بشير النفيدي وقتذاك لينتهي بنا الحال إلى زمرة من اللصوص وعديمي الضمير في كافة مناحي حياتنا.
? كثيراً ما اتعجب من هذا التحول الهائل الذي حدث لنا.
? يتساءل المرء: معقولة نحن نفس الأمة التي انجبت الأزهري ورفاقه!
? هل هي ذات الأحزاب التي قادها هذا الزعيم المحترم والمحجوب ورفاقهما من نرى قادتها الآن يقتاتون من فتات السلطة الحاكمة!
? شعرت بغصة وألم لا يضاهي حين قرأت خبر الأمس بأن منزل زعيم الأمة معروض للبيع.
? وهو ما نفته أسرة الزعيم الراحل طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه.
? بكل تأكيد لا يمكن أن تفكر أسرة الزعيم الأزهري في بيع منزله.
? لا يتوقع عاقل أن يترك ورثته كل شيء في هذه الحياة ويتمسك أي منهم فقط بهذا الإرث الكبير ساعياً لتخريبه وتدميره ببيع منزل أول رئيس سوداني وباني مجد الأمة الذي أضاعه فيما بعد الأوغاد.
? لكنني أكثر استغراباً من دعوات تحويل منزل الزعيم الأزهري إلى متحف.
? فهب أن شعب السودان خرج عن بكرة أبيه صباح الغد ( طبعاً هذه أضغاث أحلام) ودفع المليارات لتوفير المساكن الراقية لأسرة الزعيم وتم تحويل المنزل إلى متحف، فمن الذي يضمن لنا ولأسرته الا يتم بيع هذا المتحف قبل أن يجف حبر الورق الذي يصير بموجبه متحفاً!
? اختلف مع هذه الفكرة تماماً في هذا الوقت بالذات.
? فقد بيعت الكثير من معالم البلد.
? بل بيع جزء كبير وعزيز من هذا البلد دون أن يحرك ذلك ساكناً فينا.
? ومن لم يحركهم بيع جنوب البلد بإنسانه وطبيعته وثرواته وتاريخه، لن يفعلوا شيئاً إن تم بيع المتحف المفترض للزعيم الأزهري.
? سنكتفي بتدبيج المقالات ونشر الشتائم والسباب في حق من فعلوا ذلك وينتهي كل شيء.
? فأتركوا لنا منزل الزعيم الأزهري في حاله بالله عليكم وكفانا بيعاً وهواناً.
كلام في الصميم وكفــى.