مقالات سياسية

لماذا ندعوا لليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان ..(1) 

نضال عبدالوهاب
كنت وللذين تابعونا قد كتبت سلسة مقالات عن اليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان وضرورة وجوده ، وقدمت نقداً لتجربة اليسار التقليدي والراديكالي “المُتطرف ” في السُودان ..
سأبدا ومن خلال الفترة المقبلة بإذن الله وقادم ما نكتُب في توضيح لماذا ندعوا لليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان ..
مُقدمة ضرورية:
هنالك للأسف كثير من تغبيش الوعي قد تم لمفهوم اليسار عموماً ، وظل المنتمين للفكر اليساري في موضع إتهام مستمر من قبل القوي اليمينية والتي تمثلها مجموعات الإسلاميين والسلفيين والتكفيرين والأحزاب الطائفية وبعض قوي أحزاب الوسط والخصوم السياسين المختلفين في البرامج والتفكير السياسي عن اليسار التقليدي والقديم والذي ظل ولسنوات طويلة تمثله احزاب الشيوعي السُوداني وبعض الأحزاب الإشتراكية والعروبية من بعث وناصريين وغيرهم مع أختلاف فكرها وبرامجها وقيادتها السياسية .. ولعل بسبب عدم وجود ديمُقراطية مُستقرة ومُستدامة في السُودان ومع سيطرة القوي اليمينية والطائفية والتقليدية مع قلة الوعي والتعليم وإنتشار الجهل والخُرافة والدعاية المُضادة لم تظهر القوي اليسارية كقوي جماهيرية لتحتل موقعها الطبيعي في أوساط الشعب السُوداني مما يسمح لها بالوصول للحُكم عبر الإنتخابات الديمُقراطية أو حتي توسع دائرة نفوذها الجماهيري كقوي لايُستهان بها تعمل علي حركة التغيير وتطور السُودان وتقدمه ..
و لتوضيح لماذا ندعوا ليسار ديمُقراطي جديد في السُودان يستطيع أن يحتل مكانة جماهيرية وشعبية كبري ومرموقة وطبيعية وسط بنات وأبناء الشعب السُوداني ويكون له تأثيره الفاعل داخل البلاد ، ينبغي علينا أولاً توضيح لماذا فشل اليسار القديم ولمدة تفوق السبعين عاماً من التحول لقوة بارزة وذات شعبية في أوساط الشعب السُوداني ..
كنت قد كتبت عن اليسار التقليدي والقديم المتمثل في الحزب الشيوعي السُوداني والاحزاب العروبية كالبعث والناصريين ، وأوضحت أنهم وبغض النظر عن محدوديتهم الجماهيرية والشعبية إلا أن أهم الأسباب التي تدعوا لتجاوزها هو فشلهم في التجديد أو مخاطبة الواقع أو حتي اي محاولة للإصلاح تؤدي لقبولهم وتحولهم لقوي كبري تستطيع أن تسيطر علي الحُكم ديمُقراطياً أو حتي إتساع دائرة نفوذها الشعبي وتأثيرها ..
المتغيرات التي حدثت في العالم منذ نهاية الثمانيات وإنهيار النظام الإشتراكي والإتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية ألقت بظلالها علي كلما هو “شيوعي” ، وذات الأمر مع إختلاف النسبة والتأثير حدث لأحزاب البعث نسبة للتغيير الذي تم في سوريا والعراق بغض النظر عن أنها جميعها أحزاب شمولية الفكر ذات أرضية تصلح للديكتاتوريات ونظام الحزب الواحد مثلها والأحزاب الشيوعية .. لذلك فحتي اليسار الذي تمثله هو يسار شمولي “ديكتاتوري” وليس يسار ديمُقراطي لا يؤمن بالتعدد والأراء المختلفة وتسيطر عليه فكرياً سيادة الطبقة و الطائفة والعِرق والقوميات .. لذلك فهي جميعها أحزاب “مُنغلقة” ولا تحمل طبيعة الديمُقراطية التي تؤمن أول ما تؤمن بالتعدد والإختلاف والمُغايرة والإنفتاح ..
في السُودان ظل الحزب الشيوعي السُوداني هو الممثل الأكثر تأثيراً في نماذج اليسار مقارنة بالعروبيين والبعث والناصريين ، وله تجربة سياسية طويلة ، ولعل وجود المنظومة الإشتراكية والنظام الشيوعي العالمي والأممي كان له الدور الكبير في ظهور تأثير الحزب الشيوعي السوداني ، إضافة لدوره الكبير والبارز له ولكوادره في مقاومة الإستعمار في فترة التحرر الوطني ونيل الإستقلال ، ثم بعد ذلك دوره ونضالاته مع بقية القوي السياسية في مقاومة الديكتاتوريات العسكرية المختلفة ، علي الرُغم من دعمه هو نفسه لها في مايو والتي أصبحت سبباً في إنقسام الحزب نفسه ، ثم مالبس أن إتخذ الحزب ذات الوسيلة العسكرية والإنقلاب وبدلاً عن النضال الجماهيري والثوري للإستيلاء علي السُلطة مخالفاً مبادئ العمل الديمُقراطي وما ظل يطرحه هو نفسه في برنامجه ووثائقه الداخلية والعامة .. ثم فشلت حركة الإصلاح الداخلي والتجديد لأصرار الحزب علي المُضي في طريق “الماركسية” ومفهوم “الصراع الطبقي” مما نتج عنه خروج العديد من المؤمنون بالديمُقراطية والتجديد والإصلاح من بين صفوفه ..
هنالك قضيتان مركزيتيان ظلت سمة لولوج العديد من كادر العضوية للحزب الشيوعي السوداني كمُحفز جاذب لهم وأنتماءهم له ، وهما قضيتي العدالة الإجتماعية والديمُقراطية .. فمعظم الباحثين عن العدالة الإجتماعية وتحقيق الديمقراطية في السودان أنتموا له إما مباشرة وأصبحوا أعضاء فاعلين أو تعاطفوا معه وأيدوا برنامجه السياسي وتحالفوا معه خاصة في حركة الطلبة والعمال والمزارعين وبعض المهنيين وصغار الموظفين والمثقفين والنساء والشباب ، فدعوات التحرر والديمقراطية والعدالة الأجتماعية تظل جاذبة لكل المؤمنين بالتغيير والتقدم في السُودان ..
ولكن هل نجح الحزب الشيوعي السوداني في دعوته للعدالة الإجتماعية في السودان بمفهومه الماركسي وحصرها في مسألة الصراع الطبقي؟؟ ، وهل نجح في مسألة الديمُقراطية ، وهل الدعوة والعمل من أجل العدالة الإجتماعية والديمقراطية في السودان لا تأتي إلا من داخل اليسار القديم ؟؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في قادم ما نكتب عن دعوتنا لليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان ..
يتواصل ..

‫7 تعليقات

  1. راديكالي معناها جذري ما معناها متطرف، أمشي أمشي أقرا كتير قبال ما تجي تمرضنا بكتاباتك البيض دي، ههههههه

    1. مافي مرض ومرضي إلا الجبناء امثالك واشباهك .. لامن تبقي “راجل “وتكتب بأسمك الحقيقي تعال عبر عن حقدك و انشر جهللك وعندها بنرد عليك بما يستحق .. اركزوا بس فالتغيير جاي جاي ..

  2. حزب ميت ومنظومة أيديولوجية فاشلة لفظها التاريخ
    لامكان لليسار بعقليته العنصرية الإقصائية الرافضة لي الاخر
    انتم منظمة عنصرية بوليسية اقصائية وقد لفظكم كل اسوياء البشر من راسماليين ودينيين
    لامكان لكم لقد لفظكم التاريخ
    وكل مشاكل السودان من تدبير حزبكم الفاشل الذي لاتملاء عضويته حافلة وهو وراء ال 500 نفر الذين يخرجون في مليونيات وهمية
    فاتكم القطار يايسار الفشل والكراهية والعنصرية والجهل والإقصاء والتحجر
    اليسار منظومة متحجرة تخالف الفطرة السوية للبشر

    1. اهو انت يا اخ محمد عمر ” إن كان الاسم صحيحا” مثال للناس الكتبنا عشانهم لانهم واضح مأثرين عليهم قوي اليمين والسلفية والطائفية القاموا علي عداوة اليسار بدرجات واسباب مختلفة .. مع ملاحظة اننا بنكتب عن يسار مختلف وجديد وديمقراطي .. موجودين ناسه وماشي يحتل موقعه الطبيعي بين السودانين كقوة مؤثرة وفاعلة ..

  3. “هنالك يسار مستهبل” الراحل محمد ايراهيم نقد له الرحمة.
    هل توجد ضرورة اجتماعية ل”اليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان”؟
    هل “جديد” بمعنى “حديث” مقابل”تقليدى” “قديم” “بالى”

  4. لا يوجد حزب شيوعي (بهذا الاسم) و الايدلوجيا في العالم الآن الا في السودان ، حتى في افريقيا قارتنا الفقيرة ، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي و سقوط حائط برلين اللعين ، سقطت الشيوعية في وادي سحيق ، الا عندنا ، نحنا مختلفين عن العالم حتى في دي !!
    اما البعث الذي لم نعرف لهم ديمقراطية فالحال في سوريا و العراق يغنيان عن السؤال .
    اما الناصرية فلا توجد حتى في مصر نفسها ، ولا يوجد حزب او تيار ناصري في اركان الدول العربية الاربع الا في سودانا التعيس هذا !!!
    عرفتوا لي شنو نحن ما قادرين نطلع من (خورنا) الغريق دة ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..