العمارة للإيجار بالكامل !!!

عبدالمنعم علي التوم علي

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

العمارة للإيجار بالكامل الدكان للإيجار المبني للإيجار الشقة للإيجار الوسطاء يمتنعون هذه اللافتات صارت منظرا مألوفا للمارة حتي في أعرق الشوارع و أرقي الإحياء السكنية وفي قلب الخرطوم النابض في ( (Down town هذا المنظر يدل علي الكساد في سوق العقار و الإنهيار الإقتصادي الكامل وعزوف رأس المال ألأجنبي و المحلي في الدخول في عمليات إستثمارية بالبلاد وبالمقارنة مع الدول ذات الإستثمارات الناجحة و المتقدمة نجد السكن هو مشكلة المشاكل الكبري ومن الصعوبة بمكان أن تجد غرفة خالية من السكن دون أي إعلانات او ((Propaganda تروج للإيجار و ذلك لتدفق رجال الأعمال والتجار و المستثمرين والسياحة و العمالة الي تلك الدول !! ولن تجد فندقا واحدا فارغا كما يحدث عندنا .
لقد تضرر أصحاب الأملاك كثيرا وفقد الإقتصاد السوداني مبلغأ معتبرا من العملات الصعبة بإنسحاب بعثة الأمم المتحدة التي كانت تعمل في السودان و قوامها تقريبا عشرة ألف موظف جميعهم كانت مرتباتهم بالعملة الصعبة ينفق معظمها في السكن و السيوبر ماركت و السوق المركزي و في الخضر و الفواكه حتي ولو تم بيعها في السوق الموازي فهي إيضا إضافة للإقتصاد السوداني قد تساعد كثيرا في إستقرار سعر صرف العملات الذى صار شحيحا وأصبح الحصول عليها صعبا بحق و حقيقة .!!!
كنت أتمني أن يسأل السيد وزير المالية السابق الأستاذ علي محمود وأركان حربه الميامين من مستشارين و خبراء إقتصاد و الذين نصحوة و آذروه من دكاترة و خبراء هذا الزمان و علي رأسهم الخبير و الإقتصادي الكبير الدكتور / حسن أحمد طه والذي شاهدته في التلفزيون في تصريحات داعمة يشيد و يهيب برفع الدعم عن المحروقات الذي لا مفر منه في تحسين الوضع الإقتصادي حسب تصريحاته عبر وسائل الإعلام المختلفة !! و الدكتور الكبير الأستاذ/ صابر محمد الحسن المحافظ الأسبق لبنك السودان و رئيس اللجنة الإقتصادية بالمؤتمر الوطني وجميع قادة العمل الإقتصادى السوداني بعد مرور سبع أشهر تقريبا من رفع الدعم عن المحروقات هل تحسن الوضع الإقتصادي درجة واحدة بعد هذا القرار ؟؟!!!!
السودان الغني الفقير والذي هو من أغني ثلاث دول في العالم يعيش معظم شعبه الصابر في فقرمدقع و ضائقة إقتصادية ألمت بالجميع لقد و هبنا الله جلت قدرته النعم كلها المياه الوفيرة و الأراضي الزراعية الشاسعة المنبسطة المستوية و المعادن و الذهب في باطن الأرض و الثروة الحيوانية الضخمة و الصمغ العربي و الكركدي و السمسم والذرة و الفواكة و الخضر ولحم طير مما تشتهون !!!! وياسبحان الله الأيدي العاملة الفتية وخريجي الجامعات السودانية و العمال المهرة وقوة بشرية هائلة متعطلة عن العمل في وجود هذه النعم !!! إستغفر الله العظيم و أتوب إليه .. و اللهم ردنا إليك ردا جميلا !!!
في تقديري لن ينصلح الحال وسوف يتأزم الموقف أكثر و أكثر لان الدولة لا تبحث عن إشباع حاجيات المواطن الأساسية من مأكل وملبس ومأوي و صحة و تعليم و أمن و الأمن الغذائي هو الأولوية القصوي وهذه أساسيات الحياة الأولي وذهبت للمرحلة الثانية وكرست كل جهدها في الوضع السياسي الترابي قام و الترابي قعد و الصادق إجتمع و غازي طرد و كون حزب وإجتمعنا وأنفضت اللجنة و إنبثقت عنها لجنتان !!! وذلك لا يهم المواطن عبد القوي في شئ !! ففي إستطلاع عام في فرنسا إتضح بأن 65% من الشعب الفرنسي لا يعرف إسم الرئيس و لايعلم شيئا عن إدارة وسياسة الدولة لان كل إحتياجات و أساسيات و مقومات الحياة وبقائة كإنسان متوفرة !!! وفي مقولة مشهورة لمحمد بن راشد( إذا كانت السياسة تعني العربة و الإقتصاد يعني الحصان فالنضع الحصان أمام العربة ليجر الحصان العربة )!!!
مهما عظمت الدولة لن تستطيع أن توفر العمل لكل الشعب فالتجارة و القطاع الخاص وقطاع المستثمرين الأجانب هم الذين بمقدورهم تحريك عجلة الإقتصاد السوداني للإمام وتوفير العمل و العيشة الكريمة لمعظم الشعب فالتجارة هي مهنة الرسول صلي الله عليه و سلم ويعني ذلك بأنها أشرف المهن علي وجه الإطلاق و فيها يكمن السر العظيم وهي العمود الفقري للإقتصاد ولقد سماها العالم العلامة إبن خلدون في كتابه المقدمة (أمهات الصنائع ) فهي التي تحرك العمل الزراعي وهي التي تنشط العمل الصناعي كما قال .فالمتتبع و المتعمق في هذا الموضوع يجد بأن التجارة هي مفتاح الفرج و التاجر حسب تعريف علماء الإقتصاد بأنه إنسان منتج من الطراز الأول فالتجارة و الزراعة و الصناعة كلها أعمال في مرتبة واحدة تصب في مصلحة الإنتاج فلو لم تجد تاجرا يسوق لك منتجاتك الزراعية فلا تقوم قائمة للزراعة و أيضا لو لم تجد تاجرا يسوق لك منتجاتك الصناعية فلن تكون هناك صناعة !!!
فيا قادة العمل الإقتصادي في السودان الغني الفقير إبحثوا عن الحلول للمشكل الإقتصادي في هذا البلد الحبيب في القوانيين و النظم و اللوائح التي تعيق حركة التجارة وتعيق حركة رأس المال المحلي و الأجنبي وفيما يسمي بعائد الصادر المجحف المبكي في حق المصدرين والذين أجبرتهم القوانين و اللوائح في تهريب منتاجاتنا السودانية الي دول الجوار وتصديرها من هناك أبحثوا لماذا يهرب رأس المال من الدورة الإقتصادية للدولة الي دورة إقتصادية خاصة بالأفراد ؟؟!!في تجارة خفية ،تجارة تهريب و تجارة عملة و تجارة أراضي و أتركوهم برءوس أموالهم يعملون في وضح النهار ويستوعبون معهم هؤلاء العطالة من الخريجين و العمال أوقفوا عنهم هذه الجمارك المهولة و الضرائب الباهظة و الجبايات الغير مبررة حتي ننعم و نسترزق معهم بما حباهم الله من نعمة المال(الأرزاق بيد الله ) . أوقفوا مايسمي برسوم الإنتاج !!! هل الإنسان المنتج يحفز أو يغرم ؟؟!!!! ففي فرنسا خفضت الدولة الضرائب علي المصانع حتي تزيد من أرباحها و تفتح خطوط إنتاج إضافية لإستيعاب العطالة من المواطنين الفرنسيين !!
أبحثوا يا قادة العمل الإقتصادي في السودان الحبيب عن أين تذهب عملات المغتربين الصعبة ؟؟؟!!! وكيف يتم إستقطابها و إنتزاعها من تجار العملات الذين يتداولونها لمصلحة التهريب!! أبحثوا عن لماذا هرب رأس المال العامل و توجة لتجارة الأراضي و العمران و اصبحت العمارة مخزن للقيمة و أرتفعت اسعار الأراضي و المنازل ؟؟!!
إعتماد الدولة علي الضرائب و الجبايات و الجمارك التي يتحملها المواطن الغلبان الفلسان لن يقوم إقتصاد الدولة (لانه أصلا هو ماعنده و الله لو عنده كان أعطاكم !!! ( والله لو ترفعوا الدعم عن جالون البنزين ليصبح مائة جنيه لن يحل المشكلة !!! ) حاولوا أن تتصالحوا مع أصحاب الأموال أصحاب رءوس الأموال لان كما هو معلوم رأس المال جبان يهرب من طنين الناموسة ويبدأ في إفساد البشر يرشى كل من يقف في طريقة مستغلا حوجة الموظف للمال !! فتضرر الدولة في المقام الأول و يتضرر المواطن من هذه السياسات القديمة العقيمة التي جربتها الدولة من ربع قرن و لن ولن تجدي شيئا ؟؟!!!.
أبحثوا عن إصلاح الحال الإقتصادي في تنشيط السياحة وتكثيف الإعلام السياحي وعكس صورة السودان السياحية المشرقه و تسليط الضوء علي أهم المناطق السياحية في جميع أجهزة الإلام المسموعة و المرئية و إلغاء الضرائب الفندقية و الإستعاضة عنا بالزكاة فقليل دائم خير من كثير زائل !!!!
عبر الحقب التاريخية المختلفة تعلمنا من التاريخ معظم الحكومات التي ذهبت في خبر كان
و أنطوت صفحاتها كان ذلك بسبب الضرائب و الجبايات الباهظة !! وكل هذه الجبايات و الضرائب يدفعها المواطن وليس أصحاب رءوس الأموال الذين فقط يحملونها لبضائعهم وبما أنهم هم لا يدفعون فأتركوهم يساهمون معنا في دفع عجلة النماء و الإنتاج وتشغيل العمالة بدلا من أن يهربون من أعين ناظرينا ( الحكومة). فتاجر العملة لا تستفيد الدولة منه شيئا و كذلك تاجر التهريب و السمسار و تجار الأراضي و المنازل هم اثري أثريا القوم و لا يقدمون للدولة شيئا يذكر !!!! فكل من لديه رأس مال لن يجازف بالعمل في وضح النهار خوفا من هلاك رأس ماله وحتي لا يصبح حاله كمعظم حال وعامة أهل السودان البسطاء المزمومين و المتأزمين و مدحورين !!!
إذا إوقفت هذا الجبايات لظهررأس المال وصار يعمل في العلن بحرية لعم الخير السودان وظهر رأس المال الأجنبي فلن نجد لافته كتب عليها (عمارة للإيجار ) ولن نجد عاطلا واحدا عن العمل و إمتلأت خزينة الدولة بربع العشر من الزكاة لان الزكاة عبادة مثلها ومثل الصلاة يؤديها المسلم المؤمن دون لوائح أو قوانين من الدولة !!!!

تقديم
عبدالمنعم علي التوم علي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..