برنستون ليمان متفائل متشائم

ساخن …. بارد
محمد وداعة
[email][email protected][/email]
برنستون ليمان .. متفائل .. متشأئم
لا أجدنى أختلف مع السيد برنستون ليمان المبعوث الخاص للرئيس الامريكى أوباما ، فيما ذهب اليه من تحليلات ونتائج وصلت به الى وصف حال مشاعره تجاه مايحدث أويتوقع حدوثه فى السودان بانها خليط من التفاؤل… والتشاؤم، بعقلية الخبير بالشأن السودانى فى أدق تفاصيله وبعبارات منتقاة بدقة ، شخص السيد ليمان الوضع السودانى وأجمله فى كلمة واحدة وهى (أنعدام الثقة) ، وأن اس المشكلة هى أن السودان يعانى فى أزمة حكم علاجها يتمثل فى حكومة تمثل كل السودانين ، وقال الحكومة ينبغى أن تلوم نفسها لا أن تلوم الادارة الأمريكية ، فالحكومة لم تغير سياستها الداخلية وتظل مستمرة فى حروبها مع معارضيها ورفضها أتباع خطوات معينة للعودة للاقتصاد العالمى ، وأضاف مادامت الحكومة نرفض ذلك فهى لاتؤذى الانفسها ، طالب السيد ليمان الحكومة أن تحسن علاقتها مع شعبها أولا قبل السعى لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ، قائلا ( ليس سرا أن السودان فى أزمة حكم ، وليست معجزة أن الحل هو حكومة تمثل الشعب السودانى تمثيلا حقيقيا)، وفى الوقت الذى وصف فيه قادة حكومة الجنوب بأنهم يتصرفون وكانهم لا يزالون فى الغابة ، نصح السيد/ ليمان المعارضة باتباع الوسائل السلمية للتغيير ، وبتعبير ينم عن حالة من اليأس المكتوم قال ( كيف توفق بين من لايثقون فى بعضهم البعض) وهو بالطبع امر يصيبنا جميعا بالحيرة تجاه مايحدث ،فالمشاكل تزداد وتتسع يوما بعد أخر رغم وجود هذا العدد الكبير من الاتفاقيات ، الوضع بالنسبة لدولة الجنوب مختلف ، صحيح أن المشاكل العالقة تتطلب قدرا من الثقة لتجاوزها ولكن هذه المشاكل لايمكن أن تكون حجر عثرة فى طريق اقامة علاقات طبيعية بين البلدين، السودان وجنوب السودان ليسا أستثناءا فى النزاعات الدولية ، المشاكل والنزاع بين بين الاتحاد السوفيتى واليابان حول جزر (كوريل) لم يمنع الدولتين حق أقامة علاقات جيدة ذات امتدادات اقتصادية ،كذلك الوضع بين الهند وباكستان والخلاف حول (كشمير) ، العلاقات مع الجارة اثيوبيا ممتازة فى ظل وجود خلاف و نزاع حول الفشقة و مناطق حدودية اخرى، العلاقة بين السودان ومصر فوق مستوى الطبيعية برغم وجود احتلال مصرى لمثلث حلايب شلاتين ابورماد ، فى هذه الاجواء من أنعدام الثقة ليس ممكنآ اقامة علاقات حسن جوارو تعاون بين السودان وجنوب السودان ، لذلك لا بد من المضى قدما فى أجراءات بناء و تعزيز الثقة بين الطرفين وذلك بالمضى قدما فى تنفيذ اى بند يتم الاتفاق فيه دون ربطه ببند أخر ، فليس خفيا أن حكومة السودان تربط السماح بنقل بترول الجنوب باجراء ترتيبات امنية تشمل فك الارتباط بين دولة الجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة ، وبافتراض ان حكومة الجنوب نفضت يدها من هاتين الفرقتين ، ما هى الخطوة التالية ؟ ، ماذا سيكون مصير المواطنين السودانين المجندين فيهما ، وأين يذهبون ؟ ما هو مصير الاسلحة و المهمات التى بطرفهم ؟ هل ستقوم الحكومة بمحاربتهم باعتبارهم متمردين ؟ ام ستوافق على توفيق أوضاعهم و على اى اساس ؟ وأسئلة كثيرة ترتبط بمصير الفرقتين لايمكن أن تكون الاجابة عليها فك الارتباط و كفى ! هل ستكون هنالك ترتيبات سياسية انتقالية مصاحبة ، بالنسبة لحكومة الجنوب هل ستفترض استمرار حالة عدم الثقة و تفكر فى بناء خط لنقل البترول عبر اى دولة اخرى ؟ ام ستعتمد الاستمرار فى شراكة اقتصادية و تجارية مع حكومة السودان ؟ بعد عامين قضاهما السيد ليمان متنقلا بين جوبا و الخرطوم وواشنطن و اديس ابابا، متوسطآ حينآ و ضاغطآ فى احيان اخرى ، وفى نهاية مهمته حمل الاطراف السودانية مسؤلية ما يجرى من تعثر للحل بفضل انعدام الرؤية والثبات على نفس السياسات التى اثبتت عدم جدواها ،وفاعليتها فى ايجاد حلول للمشاكل بين البلدين ، من سيخلف السيد ليمان فى مهمته لا ينتظر ان يختلف عن سلفه فى رؤيته لاوضاع السودان و جنوب السودان و المشاكل الداخلية لكلا البلدين ، ومدى تداخل و تشابك هذه المشكلات والاوضاع فى الدولتين ، قال السيد ليمان وهو يغادر منصبه : قادة حكومة الجنوب يتصرفون وكأنهم لا يزالون فى الغابة ، و قادة حكومة السودان لا يأذون الا انفسهم ! وعلى الجميع الا يلوموا الا انفسهم ،