“ما زال الليل طفلاً يحبو”!!

عثمان ميرغني

البروفيسور إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية، في مواجهته للأستاذ أحمد البلال الطيب في برنامج (في الواجهة) بتلفزيون السودان مساء السبت أمس الأول.. نطق بعبارة مفتاحية مهمة للغاية.. لو انتبه إليها لاكتشف (السر!!).. سر الأزمة التي تحكم خناقها على البلاد.
غندور معلقاً على توقعات الصحفيين لـ(مفاجأة الرئيس البشير).. قال (البعض يريد حرق المراحل)!!.. ويقصد أن الوقت لم يحن لـ(تغيير) جذري أو راديكالي.. وأنه (ما زال الليل طفلاً يحبو)..!! على رأي العبارة المشهورة في ميكرفونات ليالي الخرطوم الساهرة أيام زمان.
بالتأكيد هذه العبارة هي مربط الفرس.. حكاية (المراحل!!) هذه.. الإنقاذ صارت أشبه بعجوز تساقطت عنها زهور العمر وهي تتخطى الستين ومع ذلك تظن أن (المراحل!!) لا تزال في جيبها..
لو حدَّق البروف غندور بلا حجاب أو هوى السلطة في المشهد السياسي الراهن لأدرك أن (المراحل كلها احترقت!!) ولم يبق شيء.. وأن أي اندفاع نحو (التغيير) الآن نزعة النجاة Survival في روحه أقرب من روح الإصلاح.. ربع قرن من الاحتكار المطلق للسلطة لا يمكن بعده الحديث عن (مراحل!!).. الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نفسه لم يمنحه الله مثل هذه الفسحة من الحكم.. في عشر سنوات فقط غيَّر حال الدنيا وألهمها الطريق المستقيم الذي لا يزال يرسم حياة البشر..
البروف غندور مسح كل التوقعات وأكد أن (لا) مفاجأة.. وقال إن المنتظر القادم هو مجرد بيان يحدد ملامح سياسات جديدة.. ولو تأمل غندور في حجم أثير التفاعل الشعبي لوجد صورة مشبعة بالحماس لأي (مفاجأة).. لكن ليس في خاطر الشعب أبداً أن تكون هذه (المفاجأة) مجرد إعلان سياسات أو تهويمات جديدة.. الشعب شبع من مثل هذه الإعلانات.. وما ينتظره الآن (قرارات!!).. وليس أي قرارات.. قرارات سافرة كالشمس تغير كامل مسار القطار.. انتهى زمن القصائد والبلاغة والشطارة.. وحان وقت الحقيقة..
أي أمر غير هذا سيكون (المفاجأة) بالنسبة للحكومة أن لا أحد معني به..
إحباط مرير اعترى الشارع السوداني بعد تصريحات البروف غندور.. فهو بذل جهداً كبيراً ليقول للشعب السوداني (نحن يانا نحن.. لا غيرتنا الظروف ولا هزتنا محنة).. اعتداد بالماضي مهما احتمل من أثقال وأخطاء جسيمة.. مزقت الوطن وحولته إلى كتل نارية متشظية..
تشوُّق الشعب لـ(مفاجأة) يعني أنه غير راض ولا مقتنع بكل الحاضر.. وأن لا شيء يلهمه الصبر الآن أكثر من انتظار (مفاجأة) تنتشله من بئر اليأس..حالة انعكاس مباشر لمدى ما ينتظره الشعب من (تغيير).. فإن أضاعت الحكومة هذه الفرصة.. فلا أظن أنها ستلحق بالقطار.. سيتحقق فيها قول الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح (فاتكم القطار..!!)
على كل حال.. حسب الأخبار.. السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير سيكشف الليلة في مؤتمره الصحفي عن (القرارات) أو (السياسات) التي ظل ينتظرها الجميع.. وكلنا ننتظر..!!
[email][email protected][/email] اليوم التالي

تعليق واحد

  1. (تنتشله من بئر اليأس)الذي ادخله في بير الياس ينتشله منها سبحان الله يا عصمان احسن تقول ارحل يا كضاب

  2. والله يا عثمان مرغني تحليلاتك زي مرقة ماجي طلعت مسيخة وبعيدة عن الواقع والله بعد دا الا تبقي محلل دم وما بظن ذللك الا تقراء مخبترات وهاك يا تحليل .

  3. والله بعد ماإنكشف مفاجأة خطاب الريس تلقاك مكسوف من مقالك ده !!! كان تسكت وتعمل بالمثل المصري (ياخبر الليلة بفلوس بكرة ببلاش )!!

  4. أعتقد أن السيد الرئيس لن تثبت جديته أبدا بعد خطاب الأمس الكارثة إلا إذا توقف الفاتح جبرة عن بث كسرته المعهودة والتي تم تجاهلها تماماً وهي أكبر دليل على أن المؤتمر الوطني يثير الغبار لطمس قضايا المواطن التي تهمه والمواطن يريد ترويع الفساد وتفزيعه لا بل قطع دابره ………….. أخبار خط هيثرو ووووووو شنووووووووووو وبعدها نبدأ الوثبة الكبرى نحو المستقبل يا أخا الطناش .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..