الفلس الحزبي

بالفلس الحزبي لا أعنى فلس الأحزاب الفكرى والفلسفى والقيادي مع أهمية كل ذلك الفلس ولكن أقصد الفلس الواحد اليعانى منو كل الشعب السوداني، فليس الزمن الأعجب فى التاريخ، والأغرب فى الحياة، الذى نعيشه هنا فى السودان هو زمن نقاش فلس فكرى أو فلس برامجى فهذا بحد ذاته- فلس فى النقاش،فالفلس “عدم القروش”يضرب الوطن وربوعه بأطنابه وأطنانه ويسيطر على كل أنواع الفلس سيطرة كاملة وشاملة ويتربع على عرشها.
والفلس الحزبي فى رأيي هو الدافع الأول والوسط والأخير لبعض الأحزاب “المعارضة” الداعية لخوض ما يسمى بالإنتخابات مع المؤتمر الوطني بفكرة محاربة فلسها بالدخول فى البنك المسمى “الحكومة” الذى لا ينضب معينه وكيف به ينضب ويموله السودان كله شعبا وارضا ومواردا دون إنقطاع ولو لحظة واحدة منذ أن جاءت هذه الحكومة الى لحظة كتابة الكلام ده، وقديما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو كان الفقر رجلا لقتلته والفقر هنا فى حالتنا هو الحكومة السودانية، والأحزاب التى دعت للمشاركة فى الإنتخابات بطريقة أو أخرى، تريد قتل فقرها أي فلسها وفلس قادتها بالمشاركة فى الحكومة والدوران فى فلكها المالي والنعيمي المنقطع النظير الذى لا بداية ولا نهاية لدورانه إذا دار بهم وأصبحوا فيه من مرتبات ونثريات وحوافز ومؤمريات ومكافئات وحاجات تانية كتيييرة خاصة “ببيوتهم” وأولادهم تنسيهم أيام معارضتهم و”تندمهم” على أيام معارضتهم والوقوف فى الصف الوطني المناوئ للنظام، ولا سيما أن من بين قادة المعارضة السودانية رجال “معمرين” شاخوا وشاخت بهم الدنيا ربنا يزيد أعمارهم يريدون أن يكون باقى عمرهم ثمن على عسل وهذا من حقهم وهم أحرار فيما يتخذون من قرارات….لكن بالله عليكم ما تغشونا فى وضح النهار بأنكم تريدون بالمشاركة فى الإنتخابات إسقاط النظام من الداخل وخلخلة بنيته وتقطيع صولجان سلطته من الداخل وأنتم لا تريدون بخطواتكم هذه كما هو مكشوف للجميع إلا مكافحة فلسكم بالمشاركة فى ضيعة المؤتمر الوطنى “الحكومة” والإسترزاق منها فى الوقت الذى تنشغل فيه الحكومة كلاما لا فعلا بمكافحة القطط السمان السابقة،سبحان الله أنتم تريدون أن تكونوا قطط سمان جديدة و “معارضة” للقديمة. فنحن فى السودان كأن قيامتنا قامت كل واحد من قادة المعارضة يقول يا نفسي يا نفسي ويبحث عن حلول لمشاكله الشخصية ولكن “بتغليفها” جيدا وبإحكام شديد ببطاقة المشاكل العامة وإلا لن تحل مشاكله بسوى ذلك.