تحول الروايات الأدبية إلى أفلام.. جدلية النجاح والفشل.. مبادرة سينما كتاب

الخرطوم ـ درية منير
تباينت انطباعات الكتاب والنقاد بشأن تحويل الروايات الأدبية إلى أفلام سينمائية، فبعضهم يرى أن ذلك يشوه ويقلل من قيمة النص، وآخرون يرونه خدمة جليلة للعمل الأدبي وإبرازاً للكاتب، وبدأت تلك الظاهرة في خمسينات القرن الماضي، وشهد الكثير من الأفلام نجاحاً لافتاً، خاصة تلك المقتبسة من روايات نجيب محفوظ، وطه حسين، وإحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي وغيرهم.
وفي العام 1976م أنتجت دولة الكويت الفيلم المقتبس من رواية الأديب الراحل الطيب صالح (عرس الزين) والذي شارك فيها بالبطولة علي مهدي وفايزة عمسيب، وكان أول عمل روائي سوداني تم تحويله إلى فيلم وتواصل النهج وقُدم بعده (بركة الشيخ) للكاتب مصطفى إبراهيم، ويتطلع بعض المنتجين لتقديم الرواية الأشهر (موسم الهجرة إلى الشمال) كفيلم لأجل آفاق أرحب في تحويل الروايات والكتب إلى أفلام مشاهدة.
تباين الآراء
في السياق يقول ناظم كمال الدين مدير مبادرة (سينما كتاب) هو مشروع ثقافي تعليمي، يقوم بعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية المقتبسة من كتب، في خلق نوع من المعرفة المقتبسة بصريا، وهو ما يفتح مجالا جديدا للحوار والمناقشة، عبر هذه الأفلام ذات القيمة المعرفية الواسعة، وأشار إلى أنهم استندوا في رؤيتهم على فيلم تاجوج المقتبسة من فكرة روائية و حاليا يقومون مشروع إنتاج موسم الهجرة إلى الشمال، ورد ناظم على أفضلية القراءة أو المشاهدة قائلا: كل من هؤلاء يميل متعصبا إلى وجهة نظره وشخصيته أحدهم يفضل القراءة وآخر يفضل مشاهدة فيلم، أما بالنسبة له كرأي شخصي فأنا أميل إلى فكرة أن يكون الإنسان منفتحا في طرق اكتساب المعرفة دون تعصب، وعموما الأشخاص وضعوا الأمر في قالب مقيد إما مع أو ضد ونحن بدورنا نسعى إلى رسم منطقة حدودية مرضية للجميع توصل فكرة الكتاب دون خلل، وأفاد ناظم أنهم ليسوا منتجي أفلام ولكن هناك مشروعا قيد العمل وهو تحويل الكتب السودانية إلى سيناريوهات أفلام رغم أن هناك تضارب آراء بين الاثنين، أهل الشأن من محبي الأفلام يرون أن الفكرة مقدسة فيما يرى عشاق القراءة أن الفيلم مهما بلغت ضخامة إنتاجه لا يوصل معنى الكتاب، ويرى ناظم أن الفيلم والكتاب هما وسيلة نقل المعارف رغم أن لكل واحد أدواته وأسلوبه الخاص في الإيصال.
عوالم إبداعية مختلفة
من جهته يقول الروائي الأستاذ نبيل غالي، إن فكرة تحويل الكتب والروايات ليست بالجديدة في عالم السينما، وأشار إلى أن الرواية يمكن أن تتحول لفيلم إذا كان كاتب السيناريو متمكنا ولا يقتصر الأمر على الرواية فقط بل أي عمل إبداعي حتى القصيدة، إضافة إلى أن الإنتاج لا يمشي كما يقال (وقع الحافر على الحافر) في الرواية نفسها بالنص لذا لا بد من وضع إضافات لها كما هو الحال في روايات نجيب محفوظ عندما سئل عن تطابق الروايات رد بعدم ضرورة التطابق لأنه فن قائم بذاته، وأضاف : باختصار إن العمل المحول يعتمد على فكرة الرواية، ومضى الأستاذ نبيل يقول إن المشاهدة البصرية لها أثر كبير كما أنها ترسخ في الذاكرة بصورة أسرع من القراءة لأنها تعتمد على العين والذاكرة معا، وأوضح أن تجسيد بطل الرواية في الفيلم ربما تكون هناك فوارق بينه وبين بطل الرواية كما حدث في فيلم عرس الزين الذي جسد دوره الفنان علي مهدي وخرج فيه بصورة نظيفة ومعافى وسليما، بالنسبة لي الزين في الرواية عبيط وبه نوع من التخلف.
فكرة عالمية
عربياً يعد إحسان عبد القدوس صاحب (49) رواية تم تحويلها إلى أفلام، وخمس روايات تحولت إلى مسرحيات، وتسع أصبحت مسلسلات إذاعية، وعشرة إلى مسلسلات تلفزيونية إضافة إلى سلسلة (هاري بوتر)، إضافة إلى فيلم (ذا جاد فازر) وهو أحد أشهر وأعظم الأفلام الأمريكية في تاريخها، فهو الفيلم المحفوظ في السجلات الوطنية للأفلام الأمريكية، وتدور قصته حول عصابات المافيا والجرائم التي يرتكبونها وتعاملهم مع بعضهم، وكذلك رواية (رجل حكيم) للكاتب نيكولاس بيلاجي، والرواية مبنية على حكاية حقيقية، وقد ساعد كاتبها مخرج الفيلم مارتن سكورسيزي في كتابة السيناريو
اليوم التالي