قوي وأمين..؟؟!!

* زمان؛ ونحن تلاميذ مدارس بحلفا- أيام نميري- كانت مواد الإغاثة الخاصّة بنا تصلنا بدقة الساعة السويسرية..
* لا مسؤول مايوي (يزوِّغها!!) السوق، ولا جهة عليا مسؤولة عن التعليم (تخمش خمشة!!) منها، ولا أساتذتنا (يجنِّبون!!) بعضاً منها لأنفسهم..
* نقف في طابور الصباح ليأتي إلينا المدير والمدرسون محمّلين بما يخص مدرستنا من سمن ولبن وتونة وساردين ثم تُقسَّم علينا بالتساوي..
* فقد كانت الضمائر (حيّة!!) والجيوب (نظيفة!!) والرقابة- رغم عدم الحوجة لها- (محكمة!!)..
* وكذلك كان الأمر خلال العهود السياسية كافة؛ من لدن حكومة الأزهري (الديمقراطية) الأولى وإلى حكومة جعفر نميري (العسكريّة)..
* لم يسجل التاريخ حالةً واحدةً (بالغلط) لتوجّس من تلقاء الدول الداعمة- في المجالات الإنسانية- من إمكان حدوث (دغمسة!!) في الذي تجود به على بلادنا..
* ولكن الآن- وفي ظل زمان (القوي الأمين!!)- أضحى مألوفاً جداً أن نسمع عن مثل الذي نسمعه هذه الأيام عن (صندوق إعمار الشرق)..
* وصار أكثر من (عادي) أن نقرأ عن تخوّف من جانب الدولة المانحة من الوفاء بما وعدت به- كما يحدث عقب اتفاقيات السلام الآن- على خلفية تجارب لا تدعو إلى (الإطمئنان!!)..
* وبات من غير المثير للدهشة أن (تجهر) دوائر غربية بشكوك إزاء (صدقية!!) بعض جهاتنا الداخلية الموكول لها مهمة تلقّي وتوزيع المنح والمعونات والتبرعات..
* فقد كان (فوق الشبهات!!) كل من الأزهري ووزرائه، وعبود ورجاله، ونميري وطاقمه، والمهدي ورموز حكوماته..
* لم يتهامس الناس- أبداً- عن واحد من هؤلاء (أثرى على حساب الشعب!!)، أو (اغتنى من بعد فقر!!)، أو (امتلك السرايات والشركات والفارهات!!)..
* بل إن ما يتحدث به الناس عن هؤلاء أن منهم من مات وبيته لم يكتمل مثل عبود، أو مات وهو مديون مثل الأزهري، أو مات وهو (من غير بيت خالص!!) مثل النميري..
* وما يُقال عن الرؤساء هؤلاء ينسحب- كذلك- على وزرائهم ورجالاتهم ومتنفذيهم وكل من هو محسوب عليهم من أصحاب المناصب الحساسة..
* والصادق المهدي- رغم كل الذي يقال فيه- سجل له التاريخ بأحرف من (وطنية!!) رفضه للدار الحكومية، وللفارهة الحكومية، ولكوتات الوقود الحكومية، ولتعويضات آل المهدي (القانونية!!)..
* وأستاذنا إدريس حسن- كشاهد على العصر- حكى لكاتب هذه السطور كيف أن وزير مالية النظام الحزبي الثاني، الشريف حسين الهندي، فرض على كل وزير سيارة واحدة ماركة (هنتر!!) مراعاة لظروف البلاد الاقتصادية رغم أن جنيهنا كان يساوي ثلاثة ونيفاً من الدولارات آنذاك..
* والعهود ذات الصدقية والأمانة والنزاهة هذه كلها لم تكن تُرفع فيها شعارات (القوي الأمين!!) ولا (ما لدنيا قد علمنا!!) ولا (هي لله، لا للسلطة ولا للجاه!!)..
* ولعل أبناء جيلي كانوا محظوظين أن لم يكن ما يصل إليهم من غذاءات يمر عبر مسؤولين يعلقون وراء كراسيهم الوثيرة لوحات مكتوب عليها (إن خير من استأجرت القوي الأمين) مع افراغ الآية هذه من معناها..
* وأحد الساخرين من أبناء جيلي هؤلاء يحمد الله دوماً على الذي كان يصلنا ذاك ويقول ضاحكاً- على خلفية زمان (البوش!!) هذا-: (ده اللي شايلنا لحد دلوقت!!!!!).

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ببركة هذة الجمعة المباركة ندعوك اللهم أن تتنتقم من كل لصوص و مجرمى الإنقاذ ممن أكلوا أموال الشعب و مقدراته التى كان يجب صرفها على غذاء الشعب و صحته و تعليمه اللهم إبتليهم و أهلهم باللهم و المرض و سوء العاقبة فى الدارين.

  2. لا تنسى يا أستاذ عووضة أننا نعيش في عهد الخلفاء الراشدين عمر وعلى عثمان ونافع وكرتي والمتعافي والبقية لا رضي الله عنهم ولا رحمهم ولا غفر لهم لأنهم لم يتركوا جنيها أو قرشا أو مليما إلا وسرقوه ، أكلوا الأخضر واليابس والتراب والحجر والزلط ثم لم يلبثوا أن صاحوا ….لا لدنيا قد عملنا

  3. تعليق بسيط جدا على مقالك يااستاذ :
    افحصو اقررات الذمة بكل امانة وانبشو وراء مابعد ورق اقرار الذمة حتى لانكون سسذج الزمان
    وشششششششششششششششششششششششششششششششششكرا

  4. نميري ماكان نزيهه ولاوزراءه كما اسلفت
    فقد كان لزوجته بثينه حسابات في الخارج ونميري عندما استقر به المقام بمصر
    اشتري قصرا هناك وإعتاش من 85 حتي عودته في التسعينيات هل سألت نفسك من اين كان يعتاش ومن اين اشتري قصره؟
    الذي اضطر لبيعه عندما نفذ ما دخره من مال الشعب في بنوك الخارج …

  5. ابنة محمد نور الدين (اول وزير صحة سودانى بعد الاستقلال) وزوجة حسن محجوب مصطفى (وزير الحكومة المحلية وقطب حزب الامة ) , توفى زوجها وترك منزلا بحى الصافية وبما انه متزوج من اثنتين لم يستطع الحصول على قطعة الارض المجاورة لمنزله لبناء دار لكل زوجة . قبل سنة ونصف وصلها اخطار من المحكمة باخلاء المنزل الوحيد فاصيبت بصدمة وتدهورت صحتها وهى الان تصارع للبقاء على قيد الحياة فى احد مستشفيات الخرطوم الخاصة!!!!
    لا الحكومة ولا حزب الامة ولا هيئة شئون الانصار .. انهم يدفعون ضريبة النزاهة والشرف والامانة وكثيرون غيرهم .

  6. زرع أباءنا فأكلنا …. المصيبة مصيبة جيل .. ذات اللذين كانت تصلهم المعونات الغذائية بسلاسة وشفافية فشلوا فى توصيلها لأبنائهم كاملة غير منقوصة وصار الشعار المرفوع نفسى نفسى ..

  7. ما مشكلة انك تهبر ليك هبرةوما فيها حاجة تامن مستقبل الاولاد ولا تدبر موضوع عرس البت الكبرت لكن المشكلة انك تقول هذا الدين وهي في طاعة الله لان الله طيب لايحب الا الطيب هل يعم هؤلاء انه لاصدقة ولازكاة في المال الغلول والغلول هو ماغل من الغنايم يعني هبرة زي بتاعت الايام دي

  8. الزول النضيف ما بتلقاه يلعلع ويكورك بحلقومه الكبير انها لله او القوى الامين او مالدنيا قد عملنا وهلم جرا!!!!!
    الانقاذ لا حافظوا على الدين ولا على السودان وبقوا ملطشة لليسوى والمايسوى لكن الشهادة لله انهم اشداء امام اهلهم وشعبهم ولا يشق لهم غبار!!!!!!
    لان السلطة والثروة عندهم اهم من السودان واهله وينبطحوا للاقوى منهم مثل اولاد بمبة والحبش اما اسرائيل وامريكا فلا يستطيعوا عمل شىء ضدهم خوفا على سقوط حكمهم!!!!!!

  9. سنانهم مبارد تفوت في الجليد
    مافيش سخن بارد بياكلوا الحديد
    لله درك يا عمي احمد فؤاد نجم ! لله درك ! كتلتهم تب !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..