وأنت كما أنت

تمر ذكري الإستقلال هذا العام حزينة كئيبة بعد إندلاع الحرب في(دولة الجنوب) جنوبنا الحبيب والذي كان دوما يختار الوحدة ولكنه في المرة الاخيرة لم يري مستقبلا للدولة الام تحت وطأة البوت والشمولية المتدثرة بثوب الإسلام فإختار الإنفصال عساهـ ينجو بجلده وموارده من قبضة عصابة إستباحت المال العام لحزبها ومنسوبيها حتي صار المواطن العادي لا يفرق بين من يعمل في الحزب أو من يعمل في الدولة حيث أصبح الحزب هو الدولة والدولة هي الرئيس .
ولئن كنا فيما مضي قد حاربنا الطائفية بحسب أنها إحدي مهددات الديمقراطية الحقة ومعوقاتها خصوصا بين منسوبيها فإن الواقع اليوم يكشف لنا عن دكتاتورية الإسلاميين في الحكم وإدارة شأن البلاد بل حتي فيما بينهم داخل الحزب وقطاعاته المختلفة مما أسفر عن خروج الدكتور الترابي ليلحق به إبنه المدلل العاق بعد عقد من الزمان الأستاذ علي عثمان ورفقائه ورصفائه مثل نافع علي نافع وغازي صلاح الدين وغيرهم من قيادات الصف الأول في التيار الاسلامي الذي جاء بالإنقلاب المشؤم. خاصية ضيق الصدر التي تحلي بها النظام تجعلنا نعزر الجنوبيين في إختيارهم للإستقلال ونؤكد علي حقيقة أننا شعب واحد وإن تحدثنا بألف لهجة وأننا شعب واحد وإن إعتنقنا ألف دين وأننا شعب واحد وإن تحزبنا ألف حزب فنحن النيل والنخيل ونحن الدليب والابنوس ونحن الصحراء والغابة ونحن السهل والجبل ونحن التقابة ونحن مسيحيون و مسلمون ولا دينيون ولكننا سودانيون نغيث الملهوب ونفك العاني ونكرم الضيف نحن فزع البكورك وجبيرة المكسور.
تمر ذكري الإستقلال اليوم والنظام يصبح أشدة بطشاً وأكثر إستفزازا وإستخفافا بالاخر بل أكثر حيرة وعجز في حل قضايانا القديمة واللتي نتجت من صنعه . فمشروع الجزيرة أصبح بلقعا خاويا علي عروشه والسكك حديد خرابة لا يرك فيها حتي الطير و سودانير أضحت إسما لكن لا وجود له في عالم الطيران . والخدمة المدنية مترهلة تستشري فيها جميع أصناف الفساد من رشوة ومحسوبية وتسيب وغياب وتأخير ومؤسسسات القطاع العام كلها خاسرة ولا تستطيع تغطية نفقات مصروفاتها. والجيش يحتاج للكثير حتي يصبع في عداد الجيوش الحديثة التي يعتد بها وألامن كل سطوته توجه ضد أبناء جلدته والشرطة تحتاج للتأهيل والتدريب لتكون اكثر كفاءة .
والبلاد أضحت كأنها تعيش في القرون الوسطي عذلة دولية وعزوف داخلي كفاءتها مهاجرة وخريجوها عاطلون وسياسيوها منافقون وكرماءها مضطهدون ونساءها في سوق النخاسة يباعون .وفي الاطراف جنوبا وغربا وشرقا الناس تموت بنيران أبناءها من جنود القوات المسلحة أو الحركات المتمرده أو القبائل المجيشة ولا يوجد فعلا غيورا علي حرمة هذه الدماء وهذه الأرواح وهذا الأموال والثروات لا من النظام وشركاءه في الحكم ولا حتي من المعارضة التقليدية التي تغازله ليتجود عليها من فتات موائده
إننا اليوم نحتاج لثورة أكثر من أي وقت منضي ثورة تعيد لنا حريتنا وكرامتنا ووحدتنا ثورة تجعلنا جميعا شركاء في صنع القرار وصناعة المستقبل ثورة تخرجنا من حالة التشرزم والإستقطاب ثورة تسكت جوع بطوننا كما تسكت أصوات بنادقنا الموجه نحو صدورنا ثورة تغزي عقولنا وتملاء وجداننا وتحي فينا قيمنا السامية التي تزدخر بها موروثاتنا الثقافية ثورة تحررنا من ممجوج الخطاب السياسي وإنكساره أمام الخارج ثورة تضع البلاد في موقها الطليعي المؤثر أفريقيا وعربيا ثورة تخرج إسم البلاد من قائمة الإرهاب وقائمة الدول الأكثر فساد ثورة تقونا نحو الوسطية في السياسة والفكر والإدارة والحكم ثورة تصنع دولة مدنية حديثة ونظام حكم راشد وديمقراطية حقيقية تسود فيها روح القانون والسوية بين الناس في الحقوق والواجبات.
تمر هذه الذكري وفي النفس حاجات مأخوذة علي النظام كما هية لا تزيدها الأيام الا غبنا وتأججا لأن هؤلا القوم كلما تحدثوا كزبوا وكلما قالوا تجاوزا وكلما عاهدوا خانوا وكلما أفصحوا إزدادوا قبحا وبعدا عن قلوبنا . واليوم الرئيس يبشرنا( بأن زمن التمكين إنتهي )ونقول له لم يبقي لك بقية من أنصار لتمكنهم بل حتي أنصارك خرجوا من حزبك جماعات ووحدانا وأنت اليوم جالس علي هذا الكرسي لحكمة يعلمها الله ولكن أصدق القول لم يبقي لك فساد نظامك من صديق يعتد به وكل الذين حولك نعرفهم يزيدون عند الطمع و يقلون عند الفزع فقراء فكر وفقراء موهبة وفقراء همة لا يمتلكون إرادة ولا تجمعهم رؤية فالحق عندهم مهضوم والسائل محروم والضعيف مظلوم وأنت كما أنت مازلت تنتصر علي أخيك بعدوك وغدا ينتصر عليك عدوك بعد ما تغيب عن المشهد أخوك ولا عدو لك أكبر من نفسك ألامارة بالسوء فإن كنت تهتم لإستقلالنا وتعمل علي تحقيق أمالنا فترجل تكن مشكورا.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..