مرسى..يعتلى الكرسى..صيف مصر الرئاسي الملتهب!!

مرسى..يعتلى الكرسى..صيف مصر الرئاسي الملتهب!!

عبد الغفار المهدى
[email][email protected][/email]

مساء أمس وحتى ساعات الفجر الأولى والى هذه اللحظة تعيش مصر (مخاض)،جنين (حبلها) الثورى والذى طال انتظار ميلاده..وشاءت الأقدار،وجرت مشئية من بيدهم الأمر فى اخراج النهائى بين قطبين متشابهين متنافرين ،خياران كلاهما مر على الثورة ،خصوصا بعد أن تنكر لها أهل الميزان فى كثير من الأحيان بعد أن تربعوا على عرش البرلمان وحصدوا الغنائم الثورية بالجملة والقطاعى ،وخالفوا بعض الوعود والعهود بفقه (الضرورات تبيح ….)،وفى خضم انشغالهم بالمكاسب والمغانم والتخطيط لأمر التمكين،فقدوا كثير من الدعائم ..
فكان لابد أن تكون جولة الاعادة بهذه الروح الوثابة والمتحفظة فى نفس الوقت خصوصا بعد أحكام المحكمة الدستورية التى أعقبت أحكام محاكمة القرن وسيقت جولة الاعادة بساعات محدودة،وانتبه الأخوان فجأة وتنبهوا لمجريات الأمور التى صبت كلها لفرملة نفوذهم والذى أظهر تسرعهم للتمكين..
لهذا لم يكن مستغربا أن تبذل جماعة الأخوان المسلمين هذا الجهد قبل جولة الاعادة لتسويق وتلميع مرشحها والعمل على التقليل من شأن الفريق شفيق العائد من النظام السابق والذى وجد دعما كبيرا من الشريحة التى أرتبطت مصالحها بالنظام السابق والفئة الصامتة أو من يسمون بحزب الكنبة ومجوعات أبناء مبارك وكثير من قطاعات الشعب المصرى خصوصا تلك الفئات التى توقفت مصالحها بعد الثورة،وفوق ذلك الأقباط الذين دعموا شفيق بوضوح وفضلوه على الأخوان لتوجسهم منهم وهذا لايحتاج لدليل خصوصا وأن الأخوان ومسانديهم من جماعات الاسلام السياسى ينادون بتطبيق الشريعة الاسلامية ،هذا بخلاف بعض القوى الثورية التى رأت فى شفيق ما لم تراه فى جماعة الأخوان خصوصا بعد تخليهم عن الثوار فى أكثر من موقف،،بالاضافة الى سعيهم الحثيث على السيطرة على لجنة صياغة الدستور..
هذا غير ما يظنه الأخوان ولم يصرحوا به بصورة مباشرة من أن المجلس العسكرى يضمر لهم شرا خصوصا بعد أن دعوا لتسيس الشرطة وما ينون فعله بعد مرحلة التمكين للسيطرة على المؤسسة العسكرية المصرية وما أصدره وزير العدل من قرارات تخول للشرطة العسكرية ضبط المدنيين .
لكل ما سبق وكثير من المعطيات الأخرى فى المشهد المصرى وتلاحق الأحداث جاءت جولة الاعادة بهذه السخونة والتشويق الذى جعل الكل يتثمر وينتقل بين الفضائيات للمتابعة للموقف والتحليلات ..الى أن أطل مرشح الأخوان محمد مرسى فى الرابعة فجرا عبر شاشات التلفزة ليعقد مؤتمرا صحفيا ألقى فيه خطابا أقل ما يوصف به أنه وطنيا وعاطفيا والهدف الأكبر منه هو اعلان نفسه فائزا بالانتخابات الرئاسية حسب مؤشرات معظم اللجان التى حظى بها..
وهذا يعتبر اعلانا صريحا من جانب جماعة الأخوان أن أى مفاجات فى هذا السباق سواء كانت نزيهة أو خلافه لن تكن محل قبول من جانب الجماعة وأنصارها الذين ذهبوا للاحتفال باكرا فى ميدان التحرير ويبدو أنهم كانوا متأهبين ومستعدين لهذا الحدث والذى من خلاله عادوا الى الميدان فرحين أو ربما ثائرين اذا لم تأتى الرياح بما تشتهى أنفسهم وأنصارهم..
كان على المرشح محمد مرسى انتظار اعلان النتيجة من قبل اللجنة والذى سبقه بهذا الخطاب الرئاسى والذى ان صح ما حمله من وعود وفاز حقا سيكون الرجل الخارق الذى أزال هفوات جماعة الأخوان المسلمين عبر العصور..وجعل منها نموذجا يحتذى به بدلا من طريقتها فى التعاطى مع العمل السياسى والتى أفقدتها الكثير…
وأى كانت النتيجة يكفى أن مصر عاشت هذه اللحظات من الترقب والتشوق فى عرسها الديمقراطى الأول مهما قيل عنه أو ما مربه من عثرات ومطبات كادت تفقده توازنه..
وحفظ الله مصر لأهلها وشعبها وأمتها

تعليق واحد

  1. خازوق ركب فى اولاد بامبا التمكين الئيم حا يطلع روحهم ذى ما خلى السودانيين يبكوا ويشربوا ما يروا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..