مقالات وآراء
ما عدنا نقرأ لكم أيها الصحفيون المتوهمون

إبراهيم مصطفى ما عدنا نقرأ لكم أيها الصحفيون الحالمون المنتفخة نفوسهم تيها وكبرا وتوهما وغرورا ،ولسنا بحاجة إلى قراءة مقالاتكم وأحرفكم ولا سماعكم ومشاهدتكم فلتذهب صحفكم وقنواتكم إلى مذبلة التاريخ و الجحيم ،الآن مختلف تماما ،إننا نقرأ ونستمع ونشاهد مباشرة ما يخطه ويقوله ويكتبه الشعب بكل طوائفه وأعماره بأحرف من نور أمام القيادة العامة للجيش وفي الطرق والجسور و الحواري ، في بيت المال… وجبرة…. والبراري وفي كل فج عميق ، وهم يسطرون التاريخ ويبهرون العالم لا يمسهم نصب ولا تعب ولا لغوب ،ففي خضم هذه الملحمة البطولية التاريخية والتلاحم الشعبي العظيم ، ما عاد يستهوينا مدادكم ونحن نرى مداد الشهداء الأحمر يتدفق مدرارا ويكتب التاريخ بالعزة والشموخ اقتدارا ، أطووا صحفكم وجففوا أقلاكم وأغلقوا قنواتكم وأغربوا عن وجهنا فما عادت أعيينا قادرة على قراءة صحفكم ومشاهدة قنواتكم فالزمن قد تغير وتبدل ، فها نحن نرتاد عصر التكنلوجيا الرقمية وبموجبها أصبح الهاتف الجوال وصوره أصدق إنباء منكم ومن كتاباتكم وتدليسكم وضلالاتكم ، فلم يعد هناك مقص رقيب حاجب ولا مزاج متسلط يشوه أو يلون الحقائق، وأضحينا نقرأ ونشاهد الحدث حال وقوعه فكل حامل جوال أصبح صحفيا نزيها يرفدنا بالأخبار ليلا ونهارا ، صبحا ومساء، بل وعلى مدار الساعة ، وما عدنا نسمع تنظيراتكم و تحليلاتكم الجوفاء وأنتم تدعون أن من يقود هذا الحراك هم قلة لا تتعدى اثنين في المئة من سواد الشعب ، وتهرفون بأن جلهم من الشيوعيين والبعثيين والمتمردين و(شذاذ الآفاق) ، وما عدنا نطيق مشاهدتكم وأنتم تطلون علينا عبر الشاشات بوجوه كالحة منتفخة الأوداج ترهقها قترة ، لملموا (بقجكم وبقجوا) فما عاد الوطن يسعكم ولا الزمن يسايركم ولا أعين تقرأ لكم ولا أذان تسمع ترهاتكم ، أفيقوا من سكرتكم فقد ثملتم بما فيه الكفاية ، ثلاثة عقود من الزمان وأنتم تطبلون وتزمرون ، ثلاثة عقود ومن هم في قمة السلطة على جثثنا يرقصون، أفيقوا فقد ولى المساء الواله المحزون في جوف الضباب ، وها هم الثوار يهيئون زينتهم ويعدون مفتخر الثياب ، فاليوم نكون كما نود، واليوم تجف المدامع وتزول الكروب .صحفي بوكالة الأنباء الكورية يونهاب |