الشيخ الياقوت والصوفية والكيزان

? لا يستطيع أى سودانى أمين يعرف وطنه جيدا، أن ينكر هناك قدر من العنصريه والتهميش أو الإهمال.
? ظل ممارسا فى مجتمعنا السودانى على مستويات متفاوتة بناء على نظرات جهوية واثنيه.
? بل يحدث ذلك حتى داخل الإثنية الواحدة المشتركة، حيث تجد مجموعة تعانى من تلك العنصرية ومن النظرية الإستعلائية ومن ذلك التهميش والإهمال.
? بل إن الإبن الكبير ظل دائما وحتى داخل المجتمعات الحضرية، يدفع الثمن الغالى داخل الأسرة الواحدة.
? وغالبا ما يقطع دراسته لمساعدة الأب أو هو لا يحظى من البداية بقدر معقول من التعليم.
? لان الإنسان السودانى ظل يتحمل الكثير من الأعباء بدلا عن الحكومات المختلفه على قدر من “التفاوت”.
? بل إن المغترب السودانى على عكس جميع مغتربى العالم فى الدول المتقدمه والمتخلفة.
? ظل يساهم فى حل مشاكله الأسريه رغم ذلك لا ترحمه الحكومات المختلفة عن الضرائب خاصة فى ظل هذا نظام الإسلاموى الرأسمالي الجشع.
? وللاسف نحن لا نعرف طريق القانون وحتى لو إتجهنا اليه فلن نجد العدل والإنصاف.
? فحينما قررت الحكومة “المصرية” على ايام “حسنى مبارك” ورغم أنه نظام “ديكتاتورى” فرض “ضرائب” على المغتربين المصريين.
? رفعت قضايا للمحكمة الدستورية أبطلت فورا تحصيل تلك الضرائب.
? لأن الضرائب عادة إيرادات يتم تحصيلها من مواطن يقيم فى بلده.
? فتذهب لخزينة الدولة دعما للميزانية العامة مقابل تمتعه بخدمات، مثل المصارف والأمن والصحة والتعليم والسلع التموينية المدعومة.
? يعنى هى بالنهاية تعود للمواطن، لا أن “تجبى” منه مثلا لكى تصرف على “مليشيات” تقتل المواطن وتحمى النظام من السقوط، حتى لو كان يستحق ذلك السقوط عن طريق صناديق الإنتخابات أو عن طريق ثورة.
? الشاهد فى الأمر لم يكن مستغربا الذى حدث لطلاب دارفور فى جامعة بحت الرضاء وغيرها من جامعات ومواقع.
? بنفس القدر لم يكن مستغربا العمل الذى قام به الشيخ الياقوت تجاه أولئك الطلاب.
? لأنه شيخ صوفى والصوفية يقولون “الما عندو محبه ما عندو الحبه” أو “العندو محبة ما خلى الحبه”.
? هذه سانحة طيبة ألفت اليها أنظار جيل اليوم والجيل الذى سبقه بقليل.
? أن أخلاقيات السودانيين رغم بعض الهنات والسلبيات كانت هكذا دائما وابدا.
? كرم وشجاعة وتكافل وتراحم دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو الجهة أو الدين لأن الثقافة السودانيه الدينيه السائدة كانت صوفية متسامحة والصوفى الحقيقي منشغل بنفسه على عكس المهووس . تجده منشغل بالآخر.
? ولقد زرت وأقمت فى العديد من دول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، لم أجد بلدا حينما يختلف إبن البد مع أجنبى يقول له أخيه “عيب منك فهذا غريب”!
? فماذا الذى حدث فى السودان أخيرا وخاصة خلال الثلاثة عقود الأخيرة؟
? الذى حدث هو ظهور “قوى” حتى لو كان عن طريق الخداع أو المتاجرة بالدين لجماعة “الإخوان المسلمين”.
? التى يتبع منهجها النظام الحالى مهما أنكروا ذلك وإلى جانبهم “الوهابية”.
? فهاتين المجموعتين تضعفان الشعور “الوطنى” وتعملان على “تحجير” المشاعر و”تبليد” الحس.
? فالأخ المسلم “الملتزم” عند “المجموعتين” أولى وأقرب من أى أخ فى الوطن مسلما أو غير مسلم.
? ثم أن منهج المجموعتين يدعو “للبخل”، فإنت يمكن أن تجمع مال الدنيا والآخره، وما عليك غير أن تخرج منه “الزكاة” المعروفة، ربع العشر أو نصف العشر أو خلاف ذلك.
? مع أن أى واحد من “الطاتفتين” حينما يلجأ لبلد مث السويد أوكندا، يستقطع له من أجر المواطن السويدى أو الكندى، لكى يعيش على الأقل فى مستوى جيد فى الحد الأدنى، وهو ينام ويتناسل ويتكاثر دون أن يعمل.
? فى السودان ولقد شهدنا سنوات من ذلك الزمان الذى اصبحنا نتمنمى العودة اليه بخيره وشره.
? كانت غالبية الأسر السودانيه “متصوفة” ومن المدهش حقا أن “المتصوفة” لا يعرفون البغض والكراهية لكن نفوسهم ما كانت تميل لهذين المنهجين “الإخوانى” و”الوهابى”.
? حتى خرج الترابى سامحه الله فى تقلباته المختلفه مخادعا هذا الشعب الطيب فى دعوته التى نشرت على عدد من الصحف ومن بينها اليسارية “الأيام” بعد إنتفاضة أبريل 1985.
? أفادهم أنهم كانوا فى المعتقل قبيل إندلاعها رغم تعاونهم مع النظام وتحالفهم معه لفترة طويلة من الزمن وأدوا قسم الولاء كأعضاء للإتحاد الإشتراكى “الكافر”!
? الشهد فى الأمر خرج “الترابى” بنداء فى شكل إعلان موجها حديثه لجميع المسلمين فى السودان وفى مقدمتهم هذه المرة “المتصوفة”.
? تحت عنوان كل من قال لا اله الا الله محمد رسول الله ويا أهل القبلة والطرق والملل.
? تعالوا إلى كلمة سواء مع أن الشيخ وتلاميذه يكرهون “التصوف” وشيوخه ويمقتونهم يقولون عنهم أسوأ الكلام.
? فاجأني مدير مكتب الخطوط البحرية السودانيه فى دبى خلال عدة سنوات مضت.
? وقد كان وكيلهم هناك الخطوط البحرية القطريه حينما أخبرته بأن الشيخ عبد الرحيم البرعى قادم يوم الغد إلى دبى، برد ادهشنى.
? قائلا فى صلافة وجلافة تشبه جلافة الأعراب الذين فرضت عليهم “الشريعة” قبل 1500 سنة.
? “بلا برعى بلا كلام فارغ هؤلاء هم الذين اضاعوا الدين”؟
? فصدق القول على أهلنا الطيبيين “المتصوفة” الذين أنخدعوا فيهم وبائعوهم على المنشط والمكره.
? وحق فيهم القول ” من خدعنا بالدين انخدعنا له”.
? فهؤلاء “الكيزان” الذين يحملون مثل هذا الرأى عن التصوف نافقوا وكذبوا مثلا حينما انتقل الشيخ البراعى رحمه الله إلى مثواه.
? شاهدناهم قادة وكوادرا فى مقدمة الصفوف بل بينهم من حمل التراب والطين.
? فاين هى الخطوط البحرية السودانيه الآن التى اضاعوها بفسادهم كما اضاعوا أختها الخطوط الجوية السودانية؟.
? بل اين هى القيم والأخلاق السودانية، التى لن تعود بسهولة حتى إذا عادت تلك المؤسسات كما كانت فى السابق؟
? الحقيقية التى يجب يعرفها الجميع خاصة الشباب أن هذه ألفئة الضالة لم يكن لها حجم كبير بين جماهير الشعب السودانى.
? والذين دعموهم وساندوهم هم جماهير الصوفيه الذين خدعوا بنداء “الشيخ” الذى ارهق السودان.
? وفى نهاية المطاف أظهروا حقدهم على الصوفية بتبني ودعم أدعياء التصوف.
? الذين يسيئون لأوليك النفر الذين أخذوا من النبع الصافى بمظاهر لا علاقة لها بالتصوف والزهد.
? ومن عجب فإننا نختلف مع أحدهم وهو المدعو “الشيخ الأمين” ونرجو الهدايه لمن يتبعونه.
? لكننا تستغرب كيف يمنع مواطن من دخول وطنه والتصرف الصحيح هو أن يدخل واذا كان مخطئا يعاقبه القانون.
? ثم زادوا الطين بلة الآن حيث منعوا طلاب دارفور من دخول الخرطوم وهى العاصمة القومية ،حتى فتح لهم الشيخ الياقوت داره.
? للأسف فى ظل هذا النظام المجرم الإرهابى انتشر إرهاب اشد بدعم وتائيد ورضاء من النظام نفسه ثم بعد كل ذلك يلهثون خلف رفع العقوبات.
? نحن نؤكد للمرة المليون أن الشعب السودانى لن يستفيد من رفع العقوبات.
? وان رفعها يجب أن يكون له مقابل مهم يتمثل فى تقدم حقيقى فى مجال حقوق الإنسان وفى إتاحة الحريات.
? وفى توجه حقيقى نحو الديمقراطيه والفصل بين الحزب ? المؤتمر الوطنى – ومؤسسات الدولة.
? وأن تجد الكوادر السودانيه من مختلف التوجهات حظها فى الوظائف العمومية والسيادية والدبلوماسية.
? وان يتم التأكد بطرق وسبل مقنعة والأهم من ذلك كله أن يتعاون النظام مع “المحكمة الجنائية الدولية”.
? وان يمثل المطلوبين أمامها حتى لا يهدر حق الشهداء وهم فوق الجميع.

تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كل السودانيين كنا متسامحين اجتماعيا رغم القبليات والعنصريات المزاحية فهذا أدروب وهذا دنقلاوي رغم أن الدنقلة ما جنس ويا حلبي وحتى يا عب ولوكان شايقيا أو جعليا أسود وتحكى النكات في الشايقية والجعلية والدنلقلة والأدروبات والنوبة والجنوبيين وتضحك الكل بلا زعل من فئة على أخرى ذلك لأن الجميع يعلم بأن مثل هذه (الاستفزازات) العنصرية غير جادة وأنها لا تُضيِّع الحقوق المستحقة للفرد ولا تحول بينه وبين حفه العام مثله مثل غيره من المواطنين فالكل يتعلم على نفقة واشراف الدولة حتى الجامعة وتحجز له الوظيفة بحسب التخصص والتميز الأكاديمي سواء في القطاع العام أو الخاص لأن الخاص لا يقل حرصاً في تبني الكفاءات لتجويد مخرجاته ومنتوجه فالتنافس كان دائما على الجودة فلا يوجد احتكار وخم ولم ولا سرطنة ولا رداءة ووساخة ومن لم يكن منتوجه جيدا فلا مكان له في السوق أو الوظيفة العامة وهكذا كان التنافس الشريف في كل شي فأحببنا الوطن بهذه المواصفات منذ صغرنا كيف لا ووتربيتنا وتغذيتنا وتعليمنا وعلاجنا مجانا بل والزاما والتزاما من الدولة والنتيجة الطبيعية أن كل من يصل مرحلة الخدمة العامة يصير هو الرقيب على استمرارية خدمات الدولة للجيل الذي تحته ليخلفه في الخدمة وهكذا كانت الوطنية وحب الوطن واقعا نعيشه وليس شعارات يلقنونها ول أدري أي فكر وعقيدة حغلت هؤلاء الأوباش بتنكرون لكل هذا مع أن هذا هو الذي أتى بهم ولو كان الأمر كالذي عشناه معهم منذ 28 سنة لما كان لهم شأن ولكانوا كلهم من سقط المتاع ولما تعلم على الحاج في منواشي ولا الحاج ساطور ولا حسبو ولا اللمبي ولا بكري ولا بشة والنافع كان لسه راعي في البطانة وكلهم بالترابي لم يكونوا وارثين ليتعلموا على النفقة الخاصة وما كانوا غير ما وجدوا عليه حالهم الذي لا يميزهم عن غيرهم ! فسبحان الله كيف جاءوا متفقين على حرمان الشعب السوداني كله من هذا الميراث الذي أهلهم ومكنهم هل حسد للأحزاب الطائفية التي تداولت الحكم وحقد عليها؟ طيب ما ذنب الشعب؟ ألأنه كان يفوزها؟ طيب لما تمكنوا لماذا لم يمكنوا تلك القيم المتمثلة في واجبات الدولة وديمقراطية المشاركة فيها؟ هذا طبعا لايحدث ممن لا يحب الخير للناس أو تحبيب الوطن للمواطن بتلك المواصفات لأنها ستأتي بغيره وهنا مربط الفرس – وهذا تفسير معنى قولنا دائما فيهم يأنهم من حثالة المجتمع الجيعانين الشرفانين الحاقدين على اثريائه وحكامه وهذه الكنكشة في السلطة والقسوة في معاملة المعارضة وهذه القبلية والعنصرية والجهوية التي ابتدعوها في مواعين الدولة إلا أعراض لداء التمكين الذي تمكن منهم بعد أن كان دافع انقلابهم هو مجرد انتزاع لدورهم في الحكم أسوة بالأحزب الطائفية فانحرفن بهم بطونهم وشهواتهم ولن يكتفوا حتى يتم كنسهم كنسا ويرمى بهم في مزبلة التاريخ!

  2. كل السودانيين كنا متسامحين اجتماعيا رغم القبليات والعنصريات المزاحية فهذا أدروب وهذا دنقلاوي رغم أن الدنقلة ما جنس ويا حلبي وحتى يا عب ولوكان شايقيا أو جعليا أسود وتحكى النكات في الشايقية والجعلية والدنلقلة والأدروبات والنوبة والجنوبيين وتضحك الكل بلا زعل من فئة على أخرى ذلك لأن الجميع يعلم بأن مثل هذه (الاستفزازات) العنصرية غير جادة وأنها لا تُضيِّع الحقوق المستحقة للفرد ولا تحول بينه وبين حفه العام مثله مثل غيره من المواطنين فالكل يتعلم على نفقة واشراف الدولة حتى الجامعة وتحجز له الوظيفة بحسب التخصص والتميز الأكاديمي سواء في القطاع العام أو الخاص لأن الخاص لا يقل حرصاً في تبني الكفاءات لتجويد مخرجاته ومنتوجه فالتنافس كان دائما على الجودة فلا يوجد احتكار وخم ولم ولا سرطنة ولا رداءة ووساخة ومن لم يكن منتوجه جيدا فلا مكان له في السوق أو الوظيفة العامة وهكذا كان التنافس الشريف في كل شي فأحببنا الوطن بهذه المواصفات منذ صغرنا كيف لا ووتربيتنا وتغذيتنا وتعليمنا وعلاجنا مجانا بل والزاما والتزاما من الدولة والنتيجة الطبيعية أن كل من يصل مرحلة الخدمة العامة يصير هو الرقيب على استمرارية خدمات الدولة للجيل الذي تحته ليخلفه في الخدمة وهكذا كانت الوطنية وحب الوطن واقعا نعيشه وليس شعارات يلقنونها ول أدري أي فكر وعقيدة حغلت هؤلاء الأوباش بتنكرون لكل هذا مع أن هذا هو الذي أتى بهم ولو كان الأمر كالذي عشناه معهم منذ 28 سنة لما كان لهم شأن ولكانوا كلهم من سقط المتاع ولما تعلم على الحاج في منواشي ولا الحاج ساطور ولا حسبو ولا اللمبي ولا بكري ولا بشة والنافع كان لسه راعي في البطانة وكلهم بالترابي لم يكونوا وارثين ليتعلموا على النفقة الخاصة وما كانوا غير ما وجدوا عليه حالهم الذي لا يميزهم عن غيرهم ! فسبحان الله كيف جاءوا متفقين على حرمان الشعب السوداني كله من هذا الميراث الذي أهلهم ومكنهم هل حسد للأحزاب الطائفية التي تداولت الحكم وحقد عليها؟ طيب ما ذنب الشعب؟ ألأنه كان يفوزها؟ طيب لما تمكنوا لماذا لم يمكنوا تلك القيم المتمثلة في واجبات الدولة وديمقراطية المشاركة فيها؟ هذا طبعا لايحدث ممن لا يحب الخير للناس أو تحبيب الوطن للمواطن بتلك المواصفات لأنها ستأتي بغيره وهنا مربط الفرس – وهذا تفسير معنى قولنا دائما فيهم يأنهم من حثالة المجتمع الجيعانين الشرفانين الحاقدين على اثريائه وحكامه وهذه الكنكشة في السلطة والقسوة في معاملة المعارضة وهذه القبلية والعنصرية والجهوية التي ابتدعوها في مواعين الدولة إلا أعراض لداء التمكين الذي تمكن منهم بعد أن كان دافع انقلابهم هو مجرد انتزاع لدورهم في الحكم أسوة بالأحزب الطائفية فانحرفن بهم بطونهم وشهواتهم ولن يكتفوا حتى يتم كنسهم كنسا ويرمى بهم في مزبلة التاريخ!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..