الذهب القاتل.. عمليات التنقيب العشوائي عن الذهب أضحت من مسببات الموت لأهالي شرقي البلاد

الخياري ـ محمد عبدالباقي
كثيرون من سكان قرى وأرياف شرق السودان لم تمح من ذاكرتهم بعد صورة المعاناه التي ظلوا يعيشونها طيلة العقود الماضيه جراء التصحر والقحط والعوز و(السُل)، وفواجع الحروب التي دارت رحاها هناك سنين عددا قبل أن تضع أوزارها بموجب اتفاقية سلام الشرق، لكن لا زال الجميع يحتفظون بتلك الصور الفاجعة لحياتهم ويعيدون تدويرها في حكاياتهم وأحاديثهم يومياً، فهل يوقف اكتشاف الذهب هناك تلك الذكريات الأليمة، أم يُعيد إنتاجها بشكل أكثر نعومة.
أحدث التعدين الأهلي في مناطق شرق السودان الكثير من المفارقات التي جعلت الحياه هنالك تسير في دروب غير معتادة، ولم ير إنسان المنطقه نظيراً لها من ذي قبل، فوجد نفسه أمام واقع جديد، ومن تلك المُفارقات أن الناس هنالك لم يتفقوا بعد على شيء سوى جمع المال والحلم بالرفاهية فحتى اتجاه القِبله التي يصلون نحوها ما زال محل خلاف، بعضهم يُصلي شرقاً وآخرون شمالاً.
وداعاً للفقر
أصبحت المقارنة بين حال الناس قبل عامين حيثُ كان الفقر هو السمة الغالبة واليوم مستحيلة، حيثُ صار الكثيرون أثرياء وأصحاب مدخرات بلغت في الحالات مليارات الجُنيهات بعد أن كان رصيدهم صفراً كبيراً، ومن هؤلاء (أحمد عثمان) الذي اعتبر العمل في التعدين أكثر أهمية من الاغتراب في دول الخليج، وقال لـ(اليوم التالي): مناطق التعدين أصبحت “كويت” السودان، وأضاف: “بدايتي كانت بالولاية الشمالية”، وكشف أن أول حصاده كان بحصوله على نصف كيلوجرام من الذهب الخالص بواسطة أجهزة التنقيب التي استخدمها، وزاد: عندما ظهر الذهب في ولاية القضارف أتيت ضمن كثيرين، والحمد لله وفقت كثيراً، وجنيت مبالغ كبيرة، ما كنت أحلم بالحصول عليها لو مارست أي نشاط تجاري آخر. أحمد لم يكن وحده الذي قطع دابر الفقر بالذهب، فأصبح من أثرياء البلد بل هناك كثيرون غيره حازوا على هذا اللقب، وحصلوا على المليارات.
وختم أحمد عثمان بالقول: في البداية كان التنقيب بدائياً وكان سعر الذهب متدنيا، حيث كان الكيلوجرام يُباع بمبلغ 85 جنيهاً فقط، وباستخدام الأجهزه قمت بحفر أكثر من بئر، وخلال ستة أشهر تحصلت على حوالي مليار ومائتي جنيه ولا زالت آباره تنتج حتى اليوم على حد قوله.
الانتقال من الفقر إلى الثراء
تبدأ الخطوة الأولى للتنقيب عن المعدن النفيس بالحفر عبر إجراء تجارب يطلقون عليها (التنسيب) وتهدف إلى معرفة كمية الذهب في الحجارة، الحجارة، أما عملية كسر الحجر فتُسمى بالـ(ردخ)، إلى جانب التعبئة والعتالة مروراً بمساعدة صاحب طاحونة الحجر، حتى يبلغوا مرحلة غسيل الحجر وهي آخر مراحل العمل، بعدها يظهر المستثمر أو صاحب البئر ويستلم الذهب وبعد بيعه يمنح العمال مجتمعين النصف وهو يأخذ هو النصف الآخر.
كثيرون ممن قابلتهم كشفوا عن أن مناطق التعدين تُمارس فيها ما أسموها (عنصرية) بمباركة رسمية، لان حق التعدين لا يُسمح به إلاّ لأهل البلد الأصليين، ولا يجوز لأي شخص من خارج المنطقة أن يُنقب فيها، فإما أن يظل عاملاً، أو يعقد شراكة مع أحد أعيان المنطقة مقابل 50% من الإنتاج، مع احتفاظ (سيد البلد) بحق فض الشراكة في أي وقت يشاء.
مستقبل التعدين الأهلي
رغم قسوة الطبيعة التي يعملون فيها، إلاّ أن التفاؤل لا زال يملأهم ويسيطر عليهم بحسب السيد أحمد عثمان، الذي يرى أن نشاط التعدين في الشرق سوف يزدهر وينمو أكثر مما هو عليه الآن، وأن المواطن سوف يكتفي ذاتياً في غضون بضع سنوات مقبلة.
اليوم التالي
التعدين هو من نصيب الأجيال القادمة كما تفعل الدول المتقدمة ولازم يكون بالتساوي للبشر الموجدون والأجيال القادمة عكس الزراعة
لو كان عنوان البوست الفقر القاتل سبب التعدين العشوانى المميت لكان ابلغ
“وخلال ستة أشهر تحصلت على حوالي مليار ومائتي جنيه ولا زالت آباره تنتج حتى اليوم”
لو كان دا تصريحك ابقي راجل و انتظر الجاييك وهم بيجوك لحد عندك بس ما تقلق وادفع
أين نصيب حكومة بني كوز في هذه الثروة
أين الضرائب والجبايات
أين رسوم البلدية والنفايات وصحة البيئة
رسوم حفر انفاق بدون علم الحكومة
ووووووووو
ووووووووو
وخُم وصُر
والله العنوان في وادي والموضوع في وادي آخر.