958 مليون دولار سيارات ..اا

958 مليون دولار سيارات

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

أريد أن أبدأ بقصة لا أملّ تكرارها: «مشروع زراعي شرق النيل الأزرق اسمه الحرقة أرضه بكر ومسطحة تماماً ومقسم والمزارعون ينتظرون عودة الروح إليه سنين عددا ليمارسوا الزراعة ولا زراعة بغير ماء.. تمت المشورة على أن يزور الوفد الصيني الزائر المشروع ليقول فيه قولاً أو يمدد عوناً.. الوفد الصيني و«المكون المحلي» ذهبوا في أربع سيارات لانكروزر وطاف الوفد الصيني والوفد السوداني على المشروع ووجدوه في غاية الجاهزية وهنا سأل الصينيون المترجم ما المشكلة؟ قيل لهم المشروع تنقصه الطلمبات الساحبة للماء من النيل. «انفجر المترجم ضحكاً بعد إجابة الصينيين» سأل الوفد السوداني المترجم: مم تضحك؟ المترجم: لا شيء لا شيء.. يجب أن تخبرنا بالذي يضحكك.. طلب الأمان من الوفد وأعطوه الأمان، يقول لكم الصينيون ماذا تريدون منا، بيعوا واحدة من هذه السيارات واشتروا بها الطلمبات».

للأمانة اشترت الحكومة الطلمبات لمشروعي الحرقة ونور الدين وهما الآن عال العال ومزروعان سكر كمان، ولكن اشترت الطلمبات بعد عدة سنوات وبعد أن فرّجوا في سفاهتنا الصينيين.. «بالمناسبة السفيه شرعًا هو الذي لا يحسن التصرف في ماله».

وزارة المالية التي تبكي من الرقم في العنوان أعلاه والذي يمثل قيمة العربات المستوردة لسنة 2009م كانت فرِحةً به تمامًا إلى أن وقع الفأس على الرأس وعزّ الدولار.. فرحة به لأن جمارك السيارات 134% هذا رقم قياسي أن تطلب الدولة من المواطن حين يستورد سيارة مرة وثلث قيمتها رسوم جمركية.

وفي لحظة عجلة بعد أن عزّ النقد الأجنبي أصدرت وزارة المالية قرارًا عجولاً تمنع استيراد السيارات المستعملة وليس كل السيارات.. لن أتكهن إذا قلت إن جمارك السيارات المستعملة تخضع للتقييم وتحدد نسبة استعمالها ومن ثم يحدد رسمها الجمركي أما الجديدة فهي معلومة السعر من مصنعها وليس هناك فاقد مليم واحد من جماركها بسبب التقدير الشخصي، لذا منعت المستعملة ولم تمنع الجديدة.

ثم ثانيًا من هو المستورد الأكبر للسيارات؟ أليس هو الحكومة؟ يكون القرار بلا معنى وأرهق العباد وكل يوم نقرأ مناشدة لرئيس الجمهورية ليتدخل ويسمكر القرار شوية وبعدها شكر.

أكون شاكرًا لجهة تمدّني بنصيب الحكومة من السيارات التي بمبلغ 958 مليون دولار.. ثم ثانيًا هل السيارات التي يتم تجميعها في جياد داخلة في هذا المبلغ أم خارجة وهل يسمى التجميع استيرادًا أم صناعة؟ «أسأل كما أشاء أليس اسم عمودي استفهامات؟؟؟».

ونعود للمبلغ، بالله لو صرف ربع هذا المبلغ على الزراعة ماذا كانت تكون النتيجة؟ والشيء بالشيء يُذكر، آخر معلوماتي عن فاتورة استيراد منتجات الألبان 2008م كان 212 مليون دولار.. تخيل بل تحيَّر يا عزيزي القارئ كم في هذا البلد من السفهاء!!! لو أنفقنا الـ «12» مليون دولار البي فوق دي على قطاع الألبان في السودان لشربنا وسقينا جيراننا لبناً سائغاً».

«شاعرنا الكبير سيد أحمد الحاردلو سلِّفني العنوان مرة ثانية».

تعليق واحد

  1. احمد المصطفى . لك التحية قلمك شجاع وفكرك يصدح بما نخفيه فى دواخلنا والله ان هذا البلد اصبح منفرا الى درجة اننى اتسال هل فى هذا البلد من يخاف الله ؟ وبالذات اتسال عن من يحكمنا هل يخافون الله فينا ؟ اصبحت فى حيرة اين الريس عمر البشير الذى كنا نراه يصول ويجول ؟ اتراه خدعنا وسلمنا لطعمة الاوغاد ؟ ام انى غبيا الى درجة ان اظن فيه خيرا ؟ ياعمر البشير هؤلاء شعبك وشفة السكين بدت تجز فى عنقه اوقف الزبح فان لم تسطع فاشحد الشفرة جيدا عسى ولعل ان يكون زبحا رحيما

  2. كلامك يبكى هل ياترى المسؤالين فى بلادى السودان لهم عقل وطايوق مثل بقية خلق الله ام نحن مسؤالينا بناطلين وجلاليب وعمم ساكت
    وياصحفى السودان الماعندهم ميول سياسية الله يعينكم وانتم مثل المعلم البيكون عنده تلميذ بليد وغبى وعايز يجعله متفوق والتلميذ مامنه امل يرجى ومسؤالين بلادى نفس قصة التلميذ البليد رغم انى ظلمت التلميذ لانه التلميذ بلادته مابتخرب بلد او تضيع ناس عكس المسؤال والله يعينكم ياصحفين عارفين بلاوى وماخفيه اعظم وماقطعه الرقيب الصحفى والامن اكثر من البينكتب لنا

  3. وفود من كبار المسعورين عسكريين و مدنيين جابوا دول العالم و اوروبا شرقها و غربها و سماسرة دوليين لشراء " يخت" او يخس كما يسميه الشعب .. ملايين الدولارات وفود و قيمة يخت دمروا له الشارع حتي يصل الي الخرطوم ثم اكتشفوا بعد ان وصل ان هذه الخرطوم ليس بها بحار و لا محيطات فريض "اليخس" في النيل فاغرا فاه ينظر نحو القصر و هو يمد لسانه و يقول " يخس"
    هذه حكومة كل من فيها سفيه يحق الحجر عليه… و قد راينا اواسط التسعينات احد المحافظين المجاهدين يدفع نقدا لسمسار ملايين الدينارات لاستبدال سيارته اللاندكروزر باخري موديل العام الجديد … لا تتحير اذا قلت ان محافظة ذلك الباشا كانت عاجزة عن دفع مرتبات المعلمين في كثير من مجالسها لعدة اشهر! فما حكم ذلك " المجاهد" ؟ الرجم ام القطع من خلاف ام الربط في عمود "ليتفل " عليه الغاشي و الماشي؟ …كلهم كذلك…. " جياد " الذي ذكرته و الذي يقوم بتجميع السيارات بدلا ان يكون فزعة صار وجعة اذ ان سياراته قيمتها اعلي من المستورد بالرغم من الجمارك الباهظة عليه … و لم يقدم اي خدمات تذكر للولاية التي يقوم عليها و حتي الوظائف فيه هي حكر للجماعة، و المستثمرون فيه غالبهم من الجماعات اياها و ارباح المستثمرين بالتاكيد تحول بالعملة الصعبة الي الخارج … و فشل الجماعة في استقطاب اي استثمار ذا مردود ايجابي علي البلد اذ طفش المستثمرون خوفا من " التماسيح" ذوي النسب المئوية و الوضع غير المستقر و السياسات المتضاربة و تداخل السلطات الاتحادية و الولائية… و كما قلت في تعليق سابق لم نر من الاستثمار الاجنبي الا محلات الشاورما و الفطائر….
    " المجاهدين" يحبون الفخامة و الابهة و زينة الحياة الدنيا من فاره السيارات و الاثاث و القصور لذلك يصرفون علي ذلك ببذخ و يتحرجون في دفع مليم واحد لاقالة عثرة مشروع زراعي او دعم انتاج صناعي او عمل مشروعات للحد من البطالة او تقديم خدمات اساسية للمواطن.

  4. الشيئ بالشيئ يذكر … مسؤولين من الخير .. ماذا حل بسندس؟
    منذ ذهاب الشيخ الي الذكر والذاكرين لم نسمع جديدا .. فلعل المانع خيرا..
    سؤال يحيرني يا بتاع الاستفهامات….
    هل الجماعة ديل عملو ليهم عمل في الزراعة .. فصارت كلها ضاربة من دخري الحوبة مشروع الجزيرة ثم مشروع تمزيق فاتورة القمح مرورا بالنهضة الزراعية 1 و2 و3 (مرة نفرة ومرة نهضة ومرة حسرة) وهلمجرا ثم سندس وما ادراك ما سندس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..