مقالات وآراء

خروج :- (نجمٌ فلسطينيٌّ يسطعُ من قلبِ المعاناة)

د. عثمان الوجيه
رمضان أبو جزر ، ذلك الطفلُ الفلسطينيّ الذي لم يتجاوز عمره العشر سنوات استطاع أن يملأ الدنيا وشغل الناس ، ويصبح حديث الشاشات والمنصات ، وذلك بفضل مواهبه الاستثنائية التي جعلته نبوغًا فريدًا ، مُحدّثٌ فصيح ، وشاعرٌ مُميّزو، وداعيةٌ بليغٌ ، تلك هي بعضٌ من صفاتِ رمضان ، الذي جعل من تحويل الظلم والطغيان إلى علمٍ وتميّزٍ وإبداعٍ رسالته السامية ، جسّد رمضان هذه الرسالة في خطبه وقصائده وقصصه وفيديوهاته التي ينشرها عبر وسائط التواصل الاجتماعي ، والتي لاقت تفاعلًا هائلاً من قبل الجماهير ، في رحلةٌ استثنائيةٌ لطفلٍ استثنائيّ ، حيث يُشيرُ رمضان إلى أنّه وُلد في خضمّ حرب غزة عام 2014م ، نجا من القصف ، وحمل اسم عمّه الذي استشهد خلال العدوان ، ويروي أنّه ألقى خطبةً في المسجد وعمره عامان ونصف فقط ، كما حفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم ، و”القاعدة النورانية” و”الأربعون النووية”، وله ولعٌ كبيرٌ بقراءة الكتب والقصص ، ووفقًا لتقريرٍ بثته قناة “القدس”، فإنّ إبداعات رمضان أبو جزر جذبت أكثر من ثلاثين ألف متابعٍ على فيسبوك ، ليكون رسالةٌ من قلبِ غزة المُحتلة ، حيث كانت قناة “سواعد الإخاء” تعتزم تكريم الطفل الفلسطيني المُميّز رمضان أبو جزر ، منذ حوالي ستة أشهر في برنامجها “سفراء الحب”، لكنّ الحرب الظالمة على غزة حالت دون سفره وحضوره ، فأرسل للبرنامج “فيديو” مصوّرًا قرب منزلٍ صار خراباًو، فأبكت كلمات رمضان أبو جزر عددًا من الدعاة والشيوخ الذين يستضيفهم البرنامج ، حيث روى سيرته الطفولية الممزوجة بسيرة غزة ، بعفويةٍ ، ولكن بنضج ، ورغم المعاناة والدمار والخراب ، كان الأمل يشعّ من بين شفتيه وعينيه ، وإيمانه بالنصر على الظلم لا يتزحزح قيد أنملة ، لاقتناعه بعدالة القضية الفلسطينية ، حتى وهو طفلٌ صغير فهو عقلٌ ناضجٌ في جسدٍ صغير ، حيث يُثبتُ رمضان أبو جزر أنّ العقل لا يقاسُ بالعمر ، وأنّ الإرادة القوية والعزيمة الصادقة قادرتان على تحويل التحديات إلى فرصٍ للإبداع والتميّز ، إنّ قصة رمضان هي بمثابة شعلةٍ من الأمل تُضيءُ دروبَنا في خضمّ الظلام ، وتُؤكّدُ لنا أنّ المستقبلَ مشرقٌ للأمّة العربية ، وأنّ في أجيالنا القادمة مَن سيُساهمُ في صنعِ الحضارة وبناءِ المستقبل .
ختامًا ، إنّ رمضان أبو جزر هو رمزٌ فلسطينيٌّ يُجسّدُ صمودَ الشعب الفلسطينيّ وإيمانه العميق بقضيته العادلة ، إنّه نجمٌ فلسطينيٌّ يسطعُ من قلبِ المعاناة ، ليُنيرَ دروبَنا ويُلهمنا جميعًا.. ولن أزيد،، والسلام ختام.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..