اغتيال الاقتصاد السودانى على يد المكوس

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة مكوس هى جمع مكس او ماكس ومصدرها دراهم كانت تؤخذ فى العهد الجاهلى من بائعى السلع او ما يأخذها اعوان السلطان ظلما عند البيع و الشراء ( معجم المعانى الجامع ) ولها ايضا تعريف فى بعض المعاجم وهى عرقبة رجل البعير ومنعه من السير بعيدا 000 أي كمن يتركه يمشى على ثلاث ارجل فهذه الكلمة فى حقيقة الامر هى الإعاقة وهى الشبيهة تماما لكلمة ضرائب و جمارك و رسوم وجباية بجميع مسمياتها او اسم الدلال لما يسمى برفع الدعم .
فى هذا المقال نحاول ان نسلط الضوء عن هذا الخطأ الاستراتيجى التاريخى الذى توارث عبر الأجيال واضعف اقتصاد كل الدول الافريقية و اغتال اقتصاد السودان الدولة الأغنى فى العالم – حقيقة بمواردها الطبيعية بصفة خاصة ومواردها الانتاجية بصفة استثنائية ?فالسؤال الذي يطرح نفسه كيف تغتال المكوس اقتصاد الدولة ؟؟؟!!!
من الناحية العلمية يقول علماء الاقتصاد بان علم الاقتصاد هو علم اجتماع هو علم تبادل المنافع بين الناس وقد خص الله عز و جل الانسان بالعقل واختصه بخاصية الكلام وميزه بخاصية الاجتماع التى تشترك فيها بعض الحيوانات والمخلوقات الى تعيش فى مجموعات وممالك كالنحل و النمل و الافيال و الغزلان والأسماك وذلك ربما يكون لحفظ النوع و التكاثر و التوالد و التناسل وقد جعل رب العزة و الجلال خاصية الحصول علي الطعام بالفطرة الإلهية للحيوانات وترك امر خاصية الاطعام فى البشر وإشباع حاجيات حياتهم المعيشة مسئولية جماعية تضامنية يشترك فيها المجتمع بكلياته فالإنسان إذا اراد ان يشتري خبزا يذهب الى المخابز ويشتري الخبز ولا يفكر اطلاقا بأن الحصول على هذا الخبز ربما يكون فى دورة انتاجه قد مره بعشرات الناس الذين شاركوا فى انتاجيته لذلك جاء تعريف علماء الاقتصاد فى آخر تعريفاته بأن (الانتاج هو أي مجهود يبذله الانسان ذهنى او عضلى يحقق منفعة لإشباع حاجيات الناس فهذا يعنى انتاج) وقد اشترط علماء الاقتصاد الاسلاميين بان لابد ان يكون فى الحلال الطيب .
فالمكوس هي سياسة كانت متبعه كما ذكرنا فى العهد الجاهلى اوقفها الرسول (ص) فى حديث صحيح فى صحيح مسلم عندما تم رجم المرأة الغامدية التى زنت فقال عليه افضل الصلاة و السلام (والله تابت توبة لو تأبها صاحب مكس لغفر له 0) وإذا تعمقت فى قول المصطفى (ص) لوجدت هناك علاقة وطيدة بين الفقر الذي تجلبه المكوس (الجمارك , الضرائب الجبايات المختلفة ) و الزناة. وتعضد الاية الكريمة(29) فى سورة النساء قول المصطفى (ص) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )صدق الله العظيم. فالقتل هنا فى تقديري قتل معنوي وهو قتل حركة دوران رأس المال وهو قتل لتبادل المنافع بين الناس لما يجئ متناسقا فى الفهم فى صدر الاية .
قد تلاحظ ايها القارئ فقر المكتبة الاسلامية في التعاطي لهذه المكوس طيلة الحقب الاسلامية المتعاقبة و فى تقديري ذلك يعزي بأن الرسول (ص) عندما اوقفها امتثلت كل الحقب المتتالية فى الحكم الاسلامى لأمر رسول الله (ص) حتى جاء الحكم العثمانى فأحياء سنة المكوس و الجاهلية مرة آخري فى العام 1871م ومازلنا نعانى و نكابد من هذه الظاهرة و فى تقديري سوف تستمر عشرات السنين القادمة حتى و لو تغير هذا النظام !!!لان المستعمر أستطاع بذكاء خادع ان يبرمج فى المناهج التعليمية عقول الناس بأن هذه المكوس هى اكبر داعم للاقتصاد و تجد ذلك فى تصريحات كبار المسئولين حملة شهادات الدكتوراه فى الاقتصاد ولا يعلمون بأن الشيخ العالم جلال الدين السيوطى قد تناول و جمع بعض الاحاديث فى ذم المكس و قد تغافل كثير من علماء الاسلام الخوض او الحديث عن هذه الظاهرة المدمرة للاقتصاد ربما لأنهم لم يعايشونها فى اذمانهم .فكلما زادت الدولة فى الجمارك او الضرائب ارتفعت قيمة السلع وذلك يعنى تخفيض لسعر العملة الشرائية وإضعاف لقيمة الجنيه وهذه الزيادات تعيق من دورة رأس المال وتخرج الاموال من الدورة الاقتصادية للدولة الى سوق اوسع وأرحب ويظهر الفساد الكلى فى البر و البحر وتتعطل دورة الاقتصاد و تظهر اعداد مهوله من المتعطلين و المحبطين الذين لا يجدون عملا يستر حالهم بسبب المكوس التى اقعدت واغتالت الاقتصاد فيصبحون و قودا للحرب عندما اعيتهم الحيلة
فى تقديري لن يتحسن اقتصاد الدولة بهذه المكوس بمسمياتها المختلفة ولا بهذه الزيادات المفتعلة فالطريق نحو الازدهار الاقتصادي يبدأ برفع الضرائب و الرسوم من السلع المنتجة محليا زراعية كانت او صناعية وتتحمل الدولة مسئولية شرائها من المنتج مباشرة وتسويقها عبر شركات حكومية والقيام ببيعها فى سوق دبى الحر (يعنى ذلك الإهتمام بالصادرات)وإحضار ما نحتاجه من هناك دون جمارك وجعل السودان منطقة حرة لتبادل المنافع بين الناس لنكتفى ذاتيا ونبيع بأرباح منخفضة ما تحتاج له دول الجوار فاعتماد الدولة على تقويم الاقتصاد عن طريق المواطن خطأ استراتيجى قاتل قد تمت تجربته عشرات المرات مسكنا بعدها الريح.!!!!!!
اللهم ألا هل بلغت فأشهد
يقول المثل السوداني البليغ ( الشراب ما أيادي الرجال عطش)
أسال الله ان يردنا إليه ردا جميلا
بقلم / عبدالمنعم على التوم
موظف بنك بالمعاش
4/مارس 2016
[email][email protected][/email]
لو سالنا انفسنا كل هذه الجبايات البدفعها منو؟؟الاجابه هو الفقير البيزيد عليه الفقر اما الاغنيا والتجار وحراميه الاموال العامه لا احد يدفع جبايه او ضريبه وبالتالي يزداد الاغنيا غني والفقرا فقرا..هل تصدقو ان تسجيلات الاراضي التابعه للقضائيه تنتهج نفس النهج..فاذا ورثت عقار تسكن فيه تطالبك المحكمه بدفع رسوم فوق طاقه المواطن العادي وكانه ورث اموال سائله تستحق دفع ضريبه ..فيذهب المسكين ويستدين حتي يدفع للتسجيلات وقد يضطر لبيع البيت الذي يسكنه فيصبح بين ليله وضحاها من سكان العشوائي ويدخل في دائره المعدمين…ماذا نقول لي هيك نظام غير حسبنا الله ونعم الوكيل
يا عبد المنعم
محاولة طمس كل التطور في النظريات الإقتصادية بفبركة أفكار تجعل لها مرجعية دينية لن يفيد السودان .
المكوس كانت تأخذ لصالح أفراد أما الضرائب فإنها تأخذ لصالح الدولة والمجتمع . في زمن الرسول لم يكن هناك إنترنت ولا كمبيوتر فمن أين تريد توفير هذا الخدمات بدون ضرائب دعك من العلاج والتعليم وهلم جرا .