رسالة شكر وتقدير من شمال دارفور للدكتور الوزير احمد بابكر نهار

( 1 )
يحيرني الي حد الدهشة هذا الوزير الانسان هذا الوزير الصادق في فعله وقوله مع غيره ونفسه الدكتور احمد بابكر نهار وزير الطرق والجسور رجل غني عن التعريف وشهرته ومعرفته ليس لاهل دارفور فحسب بل السودان كله يعرف من هو احمد بابكر نهار قطب حزب الامة والقيادي فيها ورئيس الامة الفيدرالي . ومنذ دخوله في كابينة القيادة الوزارية في عهد حكومة الانقاذ والاستوزار فيها وتنقله بين عدة وزارات لم نسمع ولم نقرأء لهذا الرجل تصريح يعكر صفو الناس بل تصريحاته واحاديثه كلها محترمة ومقبولة ومتزنة ولا يقول الا الحق ولا يخشي في ذلك لومة لائم . وهذه كلمات حق في هذا الرجل يجب ان تقال .
( 2 )
اتذكر جيداً وما اشبه الليلة بالبارحة في وفاة ابن الدكتور / احمد بابكر الذي قتل علي يد الاخوة الجنوبيين في احدي شوارع الخرطوم وعاني بمستشفي ساهرون حتي لفظ انفاسه ووقتها كانت الاجواء في الخرطوم معكرة والامن فيها غير مستتب وكانت شبه فوضي خارجة عن سيطرة الحكومة . كنا في المقابر لحظات التشييع وكنا في منزل الدكتور احمد بابكر لتقبل التعازي والرجل كان صابراً وحكيماً في حل هذه المشكلة ولولاه لحدث ما لا يحمد عقباه في الرد علي قتلة ابنه ولكنه عالج الامر بالحكمة واذكر يومها قال للناس اصبروا وهو يصبر نفسه ( موت ولد ولا خراب بلد ) هذه الحكمة عالجت الكثير من الغضب والثورة التي كادت ان تندلع وهذه الحكمة وفي الاصل مثل دارفوري اكبرت من همة الدكتور احمد وادمع اعين كل الحضور . الذين شكروه ووقفوا معه في مواساته في فلذة كبده وفقده الجلل فالدكتور احمد بابكر نهار رجل مواقف صعبة والمثل والحكمة عندنا في دارفور يقول ( الرجال دناقر ولا كبر عناقر ) بضم الكاف والباء .
( 3 )
ومن المواقف المشهودة للدكتور احمد بابكر نهار وزير الطرق والنقل والجسور في منبر ” الصحافة ” الدوري اقسم الوزير علي المصحف امام جمع الحضور بتقديم استقالته من وزارة الطرق في حال عدم تنفيذ طريق الانقاذ الغربي منتصف العام المقبل واعتبر عدم ضخ الدفعيات المستحقة للشركات العاملة في الطرق اسهم في تاخير وتوقف العمل في القطاعات بنسبة تتراوح ما بين (65 الي 70%) بينما التأخير الناجم عن الدواعي الامنية بين ( 10 الي 15 % ) وقال نهار في ذات التصريح واقسم علي المصحف انه سيقدم استقالته من الوزارة في حال عدم تنفيذ طريق الانقاذ الغربي وهدد بكشف كل الحقائق حول الطريق وتمليكها للاعلام والشعب وقال بعبارات قوية ( ما حنخليها مستورة لانه ليس هناك ما نخفيه ونحن سنخليها مكشوفة وليس مستورة ) مثل هذه العبارات والمواقف يعلي من قدر وشأن الدكتور نهار العالي اصلاً وهو بالجد ابن اصول ولا يحتاج للاستوزار مقابل الكذب والتضليل الذي يمارسه الساسة الاخرين في بلادنا فهو يقول الحق ولا يخشي في ذلك لومة لائم ولا يخشي الاقالة والا الاستقالة .
( 4 )
كبري وحيد كانت بمدينة الفاشر ولا يعتبر كبري بل عبارة عن جسر او سد يربط بين شرق المدينة وغربها ولا يتعدي طوله بضع امتار قلائل انهار هذا الجسر في بدية خريف العام المنصرم وتعطلت حركة الناس طيلة فترة الخريف لعبورهم من غرب الفاشر الي شرقها وكانوا يتركون سياراتهم في طرف الوادي ليعبروا راجلين الي الطرف الاخر . تبريرات الحكومة بالولاية كانت غير منطقية ان الجسر لا يمكن اعادة بناءه في ظل الخريف والخريف مضي وسيأتي الخريف القادم ولم يتبقي سوي شهرين والحكومة بالولاية تبلع الاموال المرصودة للتنمية ولم تلتفت لشان الجسر بالفاشر بل اتجهت الحكومة في نهجها الدرامي لاستقبال رئيس الجمهورية بطلاء المؤسسات بالجير الرخيص اللامع حتي يقنع الوالي كبر رئيس الجمهورية بأنه قد شيد مباني ومؤسسات جديدة بالولاية والدش اتكسر في يد الوالي كبر والرئيس الغي زيارته . وصبر الناس وعانوا كثيراً دون جدوي . تدخل الاجانب في امر الجسر وبادروا عبر اليوناميد بتشييد جسر جديد بمواصفات عالية الجودة الا ان الوالي كبر رفض ذلك وطلب منهم المال لبناء الكبري عبر شركاته الخاصة وبعثة اليوناميد رفضت ذلك وقالوا انهم ينفذون مشروعات ولا يدفعون اموال نقداً . والحال ما زال نفس الحال ولم تحرك حكومة الولاية ساكناً لحل هذه المشكلة والازمة الكبيرة التي المت باهل الفاشر .
( 5 )
واخيراً جاء الانسان الذي يحس بالانسانية والذي يبادر دائماً بحل مشاكل الناس الدكتور احمد بابكر نهار وزير الطرق والجسور وتبرع لولاية شمال دارفور ببناء وتشييد جسر الفاشر بالاضافة لعدد ( 20 ) كيلو متر اسفلت ” زلط ” داخل شوارع مدينة الفاشر وسارع الوالي كبر بالاتصال بوزارة الطرق بعدم الاعلان في الوقت الحالي حتي لا تظهر فساده وفي الاصل ان المركز قد دفع عبر وزارة المالية اموال طائلة لتشييد الكبري وذهبت تلك الاموال للطويشة لبناء قصر الوالي هناك ولكن الخير في احمد بابكر الذي انقذ الوالي وانقذ مواطن الفاشر بتبرعه لانشاء الجسر وقد بدء العمل فيها منذ اسبوع . برافو عليك يا سعادة الوزير احمد بابكر نهار وزير الطرق والجسور يشرفني اصالة عن نفسي ككاتب صحفي وبأسم كل مواطني ولاية شمال دارفور بكل مدنها واريافها وضواحيها ومدينة الفاشر فاشر السلطان علي دينار ان نتقدم الي سيادتكم بخاصل الشكر والتقدير وعظيم الثناء والعرفان بكل ما تحملها هذه الكلمات والعبارات من معاني علي مبادرتكم الثرة واهتمامك بقضايا الوطن بوجه عام وقضايا وطنك الصغير شمال دارفور والفاشر بصورة اخص . فقد بدأ العمل بالفعل في جسر الفاشر واثلج صدور جميع المواطنيين وكل من عرف وسمع بتبرعك لبناء الجسر بالاضافة الي ( 20 ) كيلو متير مسفلت وهذا سيسجله لك التاريخ ولن ينسي اهل الفاشر وشمال دارفور هذا الجميل وهذه المبادرة الانسانية الطيبة وسنكتب من اعلي الجسر الي اسفلها ( جسر الانسان الدكتور نهار ) وسنسمي الطرق بأسمك وليس بأسماء الذين غيروا حتي تاريخ السلطان علي دينار وكتبوا علي قصره ومسجده شيدت بواسطة عثمان كبر . مباني اثرية منذ اكثر من مائة سنة كتب فيها اسمه وهو لم يفعل شي سوي الطلاء بالجير الرخيص . فيجب عليكم جميعاً يا اهل الفاشر السلطان ويا اهل ومواطني شمال دارفور الوقوف صفاً واحداً مع الدكتور احمد بابكر نهار . فله منا كل الشكر والعرفان والتقدير . شكراً جزيلاً دكتور نهار ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .

ابراهيم بقال سراج
[email][email protected][/email]