أخبار السودان

الطامعون في جلد الدب قبل صرعه!

محمد عبدالله برقاوي ..

عند سقوط نظام مايو مدفوعاً بسواعد ثورة ابريل 1985 و إبان غيبة الرئيس نميري في رحلة أمريكا.. كان معظم قادة الجبهة القومية الإسلامية التي كانت تبدو كتلة واحدة داخل السجون قبل قيام الإنتفاضة بفترة وجيزة إثر إكتشاف الرجل لمؤامراتهم الخادعة له .

فخرج أولئك النفر بقيادة الراحل الدكتور حسن الترابي من محابسهم ليركبوا قطار الثورة زاعمين باعتبارهم مناضلين يحق لهم ما لصانعيها في غيابهم من إقتسام اللحم وافتراش فروة الدب الصريع!

ولعل من عايشوا تلك الحقبة من الزمان الثوري يذكرون هيجة الشيخ في ميدان جامعةالخرطوم الشرقي حينها وهو يلوح لجموع مؤيديه ومهدداً غيرهم صارخا ورافعا قبضته حتى تعرى إبطه .. بأن لا أحد يستطيع إقصاء الإسلاميين عن ركب الثورة!

ولعله كان وقتها يستند الى درجة جاهزية الإسلاميين التي خرجوا بها من نظام مايو وهم مدججين بالسلاح و متخمين باكتناز المال في خزائن المصارف الإسلامية التي أنشأؤها ومنتشيين بتسلل كوادرهم الشبابية الى كل مرافق الحكم العسكرية والشرطية واختراقهم لصفوف النقابات وخلافه من أساليب تمكينهم الخبيث الذي إدخروه لبلوغ أهدافهم الماسونية بالإنقضاض على الديمقراطية هشة العظم التي تظاهروا بمسايرة مرحلتها في ظاهرمشاركتهم المتقطعة بما يثيرونه من إحباطات في الشارع بالتخويف من ضعف منافسيهم من الأحزاب الحاكمة والمعارضة الذي سيجعل العقيدة في مهب ريح زحف الحركة الشعبية على الشمال وتحديدا العاصمة القومية !

الان الصورة مقاربة لذلك المشهد لكنها مهشمة في إطار المد الإسلامي المشتت بخلافات المصالح وليس باختلاف الأفكار ..فالكيانات التي تساقطت عن مسبحة الإنقاذ بعد أن إنقطع حبل الحركة الإسلامية الجامع لها عقب المفاصلة لتنقسم الى وطني حاكم وشعبي مغاضب ولانقول معارض بمعنى الكلمة وتوالي تساقطها بعدإنتهاء مؤتمرها الذي خرج عنه مفصولاً الدكتورغازي صلاح الدين وانسلاخ الكثيرين ممن كانوا يعتبرون مفكرين في صفوف الإسلاميين أكثرمنهم سياسيين أمثال الأساتذة الطيب زين العابدين وحسن مكي وخالد التيجاني وغيرهم .
فهاهي مخاوف بعضهم باتت تترى وهي ترى شجرالثورة الشعبية يتقدم حثيث الخُطى أوسقوط حائط النظام قدأزف تلقائياً بحكم تشققه زمانياً و رفضه مكانياً وتأثير تشوهاته الإقتصادية التي لن يصمد حيالها كثيراً قياساً الى عدم توفر الخطط البديلة لتجاربه الفاشلة في التحريك العكسي لعجلة الإنتاج في ظل سياسة التحرير التي جعلت عصابة الإنقاذ تلجأ لجيوب المواطنيين المعدمة كلما استعصى عليها تطبيق سياسة ترشيد انفاقها ..إضافة الى إنفلاتات أجنحة الدولار التي ستعجل بسقوطها إذا ما مست مصالح جيشها ومليشياتها وأمنها وكوادرها من الدستورين والمفسدين ولوبشعرة !

في هذه الظروف التي ينبغي أن تتضافر فيها السواعد لإسقاط دب النظام ..نجدأن السيدأسامة توفيق القيادي بحركة الإصلاح الآن يحذرمن أن استبعادالإسلاميين من منظومة النظام الذي سيخلف الإنقاذ التي تنبأ بقرب زوالها ..لن تكون له عواقب محمودة .. وهي ذات الإنتهازية لتى تحدثوا بها من قبل ..ولكن الفرق طبعا أن ذلك الحديث كان عقب نجاح ثورة أبريل ..أما حساباتهم في مرحلة الهجمة على دب النظام وبهذه العجلة و التلهف هي خاطئة و سابقة لآوان الكلام عن مغنم اللحم والجلد
..مالم يكونوا أداة فاعلة في تحريك ثورة الشارع وتحقيقها بالأفعال و ليس فقط بالأقوال ..هذا إن كانوا صادقين فعلا في عدائهم للإنقاذ وراغبين في إنقشاع غمة حكمها الذي ساهموا في صناعته و تثبيت أقدامه ..رغم أن الشارع ينظر اليهم بعين المساواة دون تمييز بغض الطرف عن كل تصريحاتهم التي تغرد خارج سرب الحكومة ولكن بذات سيمفونية الحركةالإسلامية التي تتوحد جوقتها في العزف بكل الالات أهدافها المعروفة و التي أفقدت كل كياناتها المختلفة ظاهريا ثقة الشارع السوداني في صدقية خلافاتها وأكسبتها المزيد من كراهيته دون التفريق بين أحمدها وحاج أحمدها !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ليس من بين السودانيين من صدَّق تمثيلية المفاصلة بين البشير والكيزان. أما هذه الحقيقة أو أن الكيزان ليس لهم أي دور في ثورة أبريل . كلتاهما حقيقتين دامغتين ، فعند المفاصلة التي كانت قبل أكثر من عشر سنوات لم يستطع الكيزان تحرك الشارع قيد أنملة ، إذن ليست لديهم القدرة على التحكُّم في الشراع السوداني ّ وبالتالي ليس لم يكن لهم أي دور في الثورتين السابقتين ( أكتوبر ، أبريل) إما هذا أو المفاصلة مسرحية سيئة الإخراج .
    أنا شخصياً لا أعرف الكثير عن أكتوبر لكني عشت أبريل بكل تفاصيلها ، ليس لهم دور ، بل نجحوا في أمر واحد وهو استمالة سوار الذهب ؟ أما الجزولي فلم يكن منهم ولا صلة له بهم ، والدليل على ذلك عدم صولهم على أي دائرة جغرافية في انتخابات أبريل ولولا ابتكار وتنشيط دوائر الخرجيين لتم استبعادهم تماماً من العملية الديمقراطية في السودان لأن السودانيين يعرفونهم جيداً . ولذا جاء انقلابهم 1989 لتحقيق غاية واحدة وهي الانتقام من الشعب السوداني الذي لفظهم أكثر من مرة .
    هم قد حققوا اختراقات في بعض الأحزاب باستمالة بعض رجالاتها لصفهم ، ولكنهم لم ولن يُحدِثوا أي تأثير على مبادئ وقيم ومثل أي من الأحزاب السياسية ، لأن الأحزاب ليست هي أشخاص فلان وفلان فحزب الأمة ليس هو أبناء الصادق المهدي أ الصادق نفسه أو أي من أعمامه ، وكذلك الاتحادي الديمقراطي لا يتم اختزاله في آل الميرغني ، وقس على ذلك بقية الأحزاب .

  2. ي جماعة انتو مش بعد الثورة ح تكون فى حكومة انتقالية تجهز الوضع لحكومة ديمقراطية
    والحكومة الديمقراطية تفرضها صناديق الاقتراع
    يعنى ياغازى الشفقة تطير كان حزبك انت وبقية احزاب الكيزان عندكم مساحة فى قلوب الشعب سينتخبكم …
    وللا دى ماياها الديمقراطية ياخوانا …افتونا

  3. ليس من بين السودانيين من صدَّق تمثيلية المفاصلة بين البشير والكيزان. أما هذه الحقيقة أو أن الكيزان ليس لهم أي دور في ثورة أبريل . كلتاهما حقيقتين دامغتين ، فعند المفاصلة التي كانت قبل أكثر من عشر سنوات لم يستطع الكيزان تحرك الشارع قيد أنملة ، إذن ليست لديهم القدرة على التحكُّم في الشراع السوداني ّ وبالتالي ليس لم يكن لهم أي دور في الثورتين السابقتين ( أكتوبر ، أبريل) إما هذا أو المفاصلة مسرحية سيئة الإخراج .
    أنا شخصياً لا أعرف الكثير عن أكتوبر لكني عشت أبريل بكل تفاصيلها ، ليس لهم دور ، بل نجحوا في أمر واحد وهو استمالة سوار الذهب ؟ أما الجزولي فلم يكن منهم ولا صلة له بهم ، والدليل على ذلك عدم صولهم على أي دائرة جغرافية في انتخابات أبريل ولولا ابتكار وتنشيط دوائر الخرجيين لتم استبعادهم تماماً من العملية الديمقراطية في السودان لأن السودانيين يعرفونهم جيداً . ولذا جاء انقلابهم 1989 لتحقيق غاية واحدة وهي الانتقام من الشعب السوداني الذي لفظهم أكثر من مرة .
    هم قد حققوا اختراقات في بعض الأحزاب باستمالة بعض رجالاتها لصفهم ، ولكنهم لم ولن يُحدِثوا أي تأثير على مبادئ وقيم ومثل أي من الأحزاب السياسية ، لأن الأحزاب ليست هي أشخاص فلان وفلان فحزب الأمة ليس هو أبناء الصادق المهدي أ الصادق نفسه أو أي من أعمامه ، وكذلك الاتحادي الديمقراطي لا يتم اختزاله في آل الميرغني ، وقس على ذلك بقية الأحزاب .

  4. ي جماعة انتو مش بعد الثورة ح تكون فى حكومة انتقالية تجهز الوضع لحكومة ديمقراطية
    والحكومة الديمقراطية تفرضها صناديق الاقتراع
    يعنى ياغازى الشفقة تطير كان حزبك انت وبقية احزاب الكيزان عندكم مساحة فى قلوب الشعب سينتخبكم …
    وللا دى ماياها الديمقراطية ياخوانا …افتونا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..