عودة الملاريا..!

وزير الصحة الاتحادي يعترف بأن تراجع دعم مشروعات مكافحة الملاريا خلال الفترة الماضية زاد ارتفاع معدل الإصابة، الوزير يقول إنّ وزارته تسلّمت مُؤخّراً أكثر من 30 مليون دولار من الصندوق العالمي لمكافحة الملاريا والإيدز والدرن، حسبما نقلت صحيفة “الجريدة”، عودة مرض الملاريا وقبل الخوض في أرقام وتقارير باتت واضحة في كل بيت، فبعد ما تراجعت الإصابة بمرض الملاريا وتلاشت تلك الأيام المريرة التي هَلكت ولايات السودان، عادت الملاريا إلى ذات الأيام.
شهر سبتمبر الماضي، كشف تقرير نصف سنوي صادر من وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن إصابة أكثر من 63 ألف شخصٍ بالملاريا خلال نصف العام 2015م، في التقرير إقرارٌ بزيادة مُعدّل الإصابة بالملاريا عن العام السابق 2014م. مجلس الوزراء ناقش تقارير الملاريا، واعتبر أنّ المرض لا يزال المُشكلة الصحية الأولى بالبلاد، وتقديرات منظمة الصحة العالمية أشارت في وقتٍ سابقٍ الى انّه ليس بعيدا إلى أنّ 75% من سُكان السودان مُعرّضون للإصابة بالملاريا، ارتفعت معدلات الإصابة بالملاريا خلال الفترة الأخيرة بشكل لافت، ويبدو أنّ ذلك العهد الذي سادت فيه الملاريا ودخلت كل البيوت ولا يكاد يخلو بيتٌ من مريض بالملاريا، تلك الأيام يبدو أنّها قريبة من العودة، 75% من السكان مُعرّضون للإصابة بالملاريا، هذه نسبة قابلة للزيادة إذا ما استمر الوضع في استكانته هذه، ثُمّ علينا أن نطرح السؤال المُهم، خاصةً بعد إقرار وزير الصحة أنّ تراجع دعم مشروعات المُكافحة أدّى إلى ارتفاع الإصابة بالملاريا، لماذا عادت الملاريا؟ بل كيف يتوقف دعم مشروعات مُكافحتها؟
السودان تَذَيّل قوائم العالم في انتشار الأمراض، ايدز، سرطان، سوء تغذية، ثم عودة الملاريا الفتّاكة، ماذا تنتظر الصحة أكثر من ذلك، يبدو أنّ حديث وزير الصحة أمام البرلمان في وقت سابق رغم قساوته إلاّ أنّه الواقع، حيث قالها واضحة إنه لا يملك عصا موسى لتغيير الواقع الصحي بالبلاد، نعود مُجدّداً للحديث عن الميزانية “اللا شيء” التي تَضعها الدولة لقطاع الصحة.. الصحة ليست ضمن حسابات الدولة، ولن يَتَغيّر الواقع فلن تحل ميزانية الأمن والدفاع مثلاً مكان الصحة والتعليم، وإن كان الصرف على الصحة والتعليم يقي الدول شُرور الحرب وفقدان الأمن. الصحة والتعليم هما مرآة تقدم الشعوب، إذا صحت فإنّ الشعوب في الطريق الصحيح وإن أصبحت في آخر قائمة الاهتمامات فالحال كما هو، القطاع الصحي في السودان لم يتبقَ له من التردي شئ، ورغم الانهيار المشهود في هذا القطاع والذي يعكس أكثر الصور بُؤساً، هناك من يتحدث عن بناء مفاعل نووي بعد أربع سنوات، تخيّلوا، مفاعل نووي في بلاد 75% من سكانها مُهدّدٌ بالملاريا.
التيار