سقوط التيار الديني في مصر

سقوط التيار الديني في مصر
خالد بابكر ابوعاقلة
[email][email protected][/email]
في اوساط الجمهور المصري والرأ ي العام واعضاء الحملات الانتخابية لكل المرشحين الخمسة الاوائل عمت الصدمة بعد ظهور النتائج الاولية واستبطنت تلك الصدمة التي كان ظاهرها الواضح تراجع مركز المرشح عمرو موسى ورفيقه الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح بعد تواجههما في مناظرة رعتها بعض الفضائيات وحثت عليها , استبطنت صدمة اكبر منها في اوساط حملة المرشح الاخواني الدكتور محمد مرسي التي توقعت ان يفوز فوزا ساحقا من الجولة الاولى وبفارق تصويتي كبير الا ان النتيجة اثبتت ان عدد الاصوات التي احرزها كانت صعيفة جدا بالنسبة لكمية الاموال التي صرفت في كل الاقاليم والنجوع والكفور ولضخامة الدعاية التي استعملت فيها كالعادة كل امكانيات الدين التاريخية والمادية من مساجد ومعاهد واموال الزكاة التي يرسلها اثرياء الخليج واستغلال فقر الفقراء لحفنة سكر وقطرات زيت ومد دقيق بل قالوا من لن يعطي صوته لمرسي فلن يدخل الجنة , ولم يدعوا شيئا في الدين قطعي الدلالة او مختلفا عليه فقهيا او حديثا ضعيفا كان او قويا الا واستعملوه لدفع مرشحهم للرئاسة , وجاءت النتيجة تقريبا متساوية مع الفريق احمد شفيق المستقل رغم قدراتهم التنظيمية وعملهم من خلال حزب يعمل في الساحة المصرية منذ عهد الملك فاروق واثبتت النتيجة ان شعبيتهم ليست بذات خطر وان وجودهم الاحتماعي اقل من المتصور وانهم فقط استفادوا من ضعف التنظيمات الثورية التي ظهرت مع الثورة الجديدة واستفادوا من ضعف التمويل للاحزاب المنافسة لهم بينما لا يشكون هم من قلة ذات اليد , فهم يعملون مثلما عمل اخوانهم في السودان , فيتسللون الى البنوك باسم الاسلام والمرابحة ومحاربة الربا ويعملون في الاستثمارات ومعهم السلفبون من انصار حازم ابواسماعيل باموال تضخها لهم التنظيمات الوهابية في دول الخليج ويحتاطون بعضوية كبيرة مدربة لتحل في الدولة وتمتصها وتخربها وتقصي عنها من يهدد فكرها العبثي المصالحي الذي ليس هو باسلام وليس هو بعلمانية وانما عبث وبدوات وتكتيك مرحلي اقتصادي وربط للدولة باشخاص لهم نزواتهم المادية وليس بالاسلام كموجهات مثالية تتلتزم بمصلحة الجميع في الوطن الواحد , ومن تجربة السودان التي لم تنته بعد يبدو ان اكبر خطر على الدولة الاسلامية هم المسلمون انفسهم ولذلك تفتتهم الدولة وتقصيهم وتضعف احزابهم وتطارد مفكريهم وكتابهم وتحارب من يطالبون بحقهم في الحرية والثروة والحكم حتى وان كان النظام فدراليا مباحا للجميع مما يدل على انهم وضعوا الاسلام تماما في مواجهة العصر وفي مواجهة الديمقراطية وفي مواجهة حقوق الانسان .
وصف الدكتور محمد ابو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي المؤشرات الاولية للانتخابات بالفاجعة لان الاختيار في جولة الاعادة سيكون بين ما وصفه بنظام فاشي يمثله الفريق احمد شفيق واخر ديكتاتوري يمثله الدكتور محمد مرسي , ولو اسقطوا تجربة الاسلاميين في السودان لوصفوا التيار الاخواني في مصر بالشمولية والطموح الذي لا يتلفت من اجل الاستحواذ بالسلطة ايا ما كان الطريق اليها ديمقراطيا ام انقلابيا واحلال كوادرهم في الدولة محل المواطنين الاخرين المشاركين لهم في الوطن فاتحين الطريق بذلك للفساد واقفال طرق الاصلاح والتغيير السلمي للسلطة ثم التنصل شيئا فشيئا من الشعارات الاسلامية لانها تتناقض مع الشمولية والرغبة في التمسك بالسلطة وتدعو الى التعفف عن الفساد والطلم والتخريب , ولا يعد الدكتور محمد مرسي وحزبه ? حزب الحرية والعدالة خطرا على الثورة المصرية وانما خطرا اكيدا على الحياة السياسية وعلى المجتمع وعلى مستقبل مصر المدني لانهم وبدلالة تجربتهم لا يملكون مشروعا نهضويا مفصلا ولا شريعة لكل مناحي الحياة او بعضها قادرة على تنظيم مجتمع تعداده بالملايين كما يدعون بل هو زيف لا يعلمون مدى صحته واجتهادات يقبلون منه القديم البالي ويرفضون منه الجديد الحديث ومع ثروات النفط في الخليج التي ساعدت على بقاء المجتمعات القديمة على حالها وزادت من تأثير طوائفها وسلطاتها على بقية العالم العربي ازداد زيف ادعاءات الاخوان وتضخم في مجرى عملهم السياسي والانتخابي كجماعة تؤمن بقداسة المرشد الذي يعطي ويمنع ولا تلقي بالا للافكار او التحديث او المواءمة مع التطورات وتبدلات المجتمعات الحديثة , وبحكم ثقافتهم وتركيبهم العاطفي والذهني لم يجدوا مكانا مناسبا ليستقوا منه الشعارات والادعاءات في دعاويهم السياسية وممحكاتهم الجدلية غير الاسلام كدين وتاريخ , ومثلما ان الشريعة الاسلامية مازالت شعارا براقا وثقيلا على الحاكمين في السودان ويقفون منها موقفا غامضا مترددا , فكذلك هي ايضا في مصر حيث تقف التيارات الدينية متوجسة من تطبيق الشريعة الاسلامية , وهذا الموقف المتردد ادركه السلفيون من اتباع حزب النور الذين امتنعوا عن دعم الدكتور محمد مرسي في الانتخابات حينما لم يجدوا اجابة شافية من حزب الحرية والعدالة في قضية تطبيق الشريعة , كما انهم يشكون ايضا من نقضهم لتعهداتهم ووعودهم وان الحزب بايدي اقلية منهم تحل وتربط في دائرة ضيقة .
يعني ياابوعاقلة ان الاسلامين في مصر منافقون ولايحكمون بالشريعة وان برنامجهم الانتخابي برضو غير مقنع وغير واضح
اعتقد ان الديمقراطية الحقة هي اداة حكم لكل الناس عرب سواء كان زرقة او افرنجا
على اى حال التحليل منطقى ومفيد اتمنى ان يقراءه الاخوة المصريين حتى يسقط السيد مرسى سقوط فظيع انشاء الله