أخبار السودان

رد قوي من الأستاذ فيصل محمد صالح على ضياء الدين بلال

حوار مع الأخ ضياء الدين بلال

عفوا أخي وصديقي ضياء الدين بلال
لم أقبل مقالك هذا أو أتقبله، ولا قبلت أن يأتي منك، لأن عشمي فيك كبير
نحن لسنا في مباراة كرة قدم..ولا منافسة في الخطابة في جمعية أدبية. ولسنا في خضم خلاف سياسي بين أحزاب وجماعات فكرية وسياسية في مجتمع ديمقراطي، نحن نخوض صراعا شرسا ضد نظام قمعي فاسد، ويقيننا أنه يجر البلاد كل يوم نحو الهاوية، ولا سبيل سوى مقاومته عبر الوسائل السلمية التي خبرها شعبنا وجربها. نحن من نخاف على بلادنا من أن تنجرف لحال ليبيا واليمن وسوريا، نحن من نملك هذا الخوف ونتجنب هذا المصير، لهذا لم نخرج نحمل سلاحا ولا قنابل ولا مدافع، بل خرجنا نحمل هتافاتنا وصدورنا العارية، فماذا كان رد فعل النظام…؟
لا يغرنك حديث السيد رئيس الوزراء معتز موسى عن أن هذا الحراك رد فعل طبيعي ومحترم من أناس لديها مطالب مشروعة، فما قاله السيد معتز يدينه ولا يشهد له. هو رئيس الوزراء، فماذا كان رد حكومته وأجهزتها على هذا التحرك المحترم للمطالب المشروعة..؟. إن حكومته تعتقل القيادات السياسية والنقابية وتزج بها في السجون، تمنع حق التعبير السلمي وتعتقل المتظاهرين السلميين تفرق جمعهم بالغاز المسيل للدموع وتضربهم بالخراطيش والعصي وتقتلهم بالرصاص والتعذيب في الشوارع والسجون . إما أن رئيس الوزراء لا يملك السيطرة على حكومته وأجهزتها، وهنا عليه أن يدفع فاتورة ضعفه وليس المتظاهرين السلميين، وإما أنه كاذب ومنافق، يطرح كلامه هذا للزينة في المنابر، ويوافق على ما تفعله الأجهزة.
هذا المقال، يا صديقي ضياء، يصلح ليناسب الأوضاع في بريطانيا أو فرنسا أو أي دولة ديمقراطية، حيث أنه ينسجم مع آليات حل الخلافات السياسية بالوسائل السلمية. لكن عندما أقرأه مع الواقع السياسي السوداني أحس بأنك قادم من المريخ. نحن نعيش في ظل نظام قمعي يقيد الحريات العامة ويمنع الناس من ممارسة حقوقها، بما في ذلك الصحيفة التي ترأس تحريرها ، فيمنعها أن تتعامل مع الأحداث والأخبار بمهنية، فتنشر أخباره ونشاطاته ووجهة نظره، ولا تنشر ما يجري أمام أعينها من أحداث…. أليس هذا ما يحدث.
يا عزيزي ضياء، كيف يمكن أن تساوي بين الجاني والضحية، بين القاتل والمقتول، بين من يخرج وسلاحه الهتاف ومن يخرج وسلاحه العصى والخراطيش والرصاص الحي، بين من يطالب بحقوقه الإنسانية وبين من يقمعها.
نظام يعذب المعتقلين والمعتقلات في السجون، وأرجو أن تسجل زيارة لمنزل زميلك الدكتور خالد التجاني وتستمع لشهادة ابنته التي سبق اعتقالها، نظام يموت فيه المعتقلون بأبشع وسائل التعذيب عبر التاريخ، ثم تطالبنا بان لا نستخدم ضده خطاب الكراهية…..؟
يا سيدي لا يمكنك أن تكون مع الخير إن لم تكره الشر، لا يمكن أن تكون مع القيم الإنسانية إن لم تكره من ينتهكها، لا يمكنك إن تكون متعاطفا مع الضحية إن لم تكره فعل القتل والتعذيب ومن يمارسه.
ليس مطلوبا منك أن تتخذ موقفا سياسيا محددا، فهذا خيارك الشخصي، لكن المطلوب هو موقف أخلاقي وإنساني مما يجري.
توقفت اليوم كثيرا عند لقطة فيديو لطلبة وطالبات أساس يتظاهرون في شمبات، وهم يحملون صورة الشهيد الأستاذ أحمد الخير ويهتفون في حرقة “سامحنا يا استاذ”..بكيت كثيرا، ولا أخجل من قول ذلك، بكيت لأني لا أستطيع مثلهم أن أطلب السماح، ولا أظنك تستطيع، لأن علينا أن نفعل أكثر من طلب السماح، أن نتخذ موقفا، فلا ضمائرنا ولا إنسانيتنا ولاالتاريخ ولا الخالق عز وجل سيقبل من أن نكون بلا موقف إزاء جريمة بهذه البشاعة.
يقول مارتن لوثر كينق إن آخر مكان في الجحيم محجوز لمن يقفون على الحياد عند المعارك الاخلاقية العظيمة، ونحن الآن في خضم معركة أخلاقية عظيمة، ولا أجزم بتاتا أنني أملك بوصلة الأخلاق لأحدد أين يقف الناس، لكني وبعزم وبصيرة البشر غير المكتملة أعرف أنني لا أقف على الحياد، فليس هذا طبعي ولا طبيعتي.
فيصل محمد صالح
فيسبوك

تعليق واحد

  1. قلم حر و صادق و انساني استاذ فيصل
    ما كتبه صديقك ضياء انه التملق و لعق الاحذية انه خيانة للمهنة و تزييف للواقع و خوار و جبن و هوان يصعب وصفه

    سلمت استاذ فيصل سلمت

  2. “ليس مطلوبا منك أن تتخذ موقفا سياسيا محددا، فهذا خيارك الشخصي، لكن المطلوب هو موقف أخلاقي وإنساني مما يجري” يا سلااااااام يا استاذ

  3. (عفوا أخي وصديقي ضياء الدين بلال

    لم أقبل مقالك هذا أو أتقبله، ولا قبلت أن يأتي منك، لأن عشمي فيك كبير)

    رد قوي يبدأ بمحلسة أقوى

  4. نحن اما عصابة مجرمة ولمة صعاليق وماسحي احذية ومهووسين لا مفر من المواجهة الاستاذ فيصل واجه حسب مجال تخصصه تبقى رجال الشرطة والجيش الشرفاء والثورة مستمرة ولا عودة للوراء مهما كانت التضحيات . المجد لكل الشرفاء الاحرار ابناء وبنات شعبنا وهم يبذلون الغالي والنفيس فداء للسودان ويقدمون الشهيد تلو الشهيد مهرا للكرامة والحرية والانعتاق

  5. لله درك من سوداني أصيل صاحب رأي حر وقلم شجاع.. ولا نامت أعين الجبناء والمرتزقة والشياطين الساكتين عن الحق

  6. كنت أرى يافيصل الا ترد على العميل الالغاااازى ( ضوالبيت ود بلال) الذى تخرطم بعد الذهاب للخرطوم مرتحلا من قريته وتسمى بضياء الدين …فشخص استنكر ان يكون ضوء لاهله وبيته وجمل شيل ….ليتعرس لعصابات المتامر الواطى في وظيفة امنجى تحت غطاء صحفى ( اضان الصحفيين الاحرار المهنيين الحقيقيين طرشه) وتسمى بضياء الدين كعادة ودأب كيزان السجم والرماااد واتخاذهم للدين الاسلامى مطيه ليخدعوا بها عوام أهلنا الطيبين ….وماهم باهل للدين

    أمثال ضوالبيت والهنيدى ومن شاكلهم مصيرهم قريبا وقريبا جدا الصفع على الأوجه السودااااء باذن الله

  7. مقال جيد !
    ولكن مشكلته الوحيدة فيصل محمد صالح بخاطب ضياء الدين بلال وكأن الأخير واقف على الحياد ؟؟!!
    في الوقت الذي تجد فيه بلال منحاز من أخمص قدميه إلى مفرق رأسه وعن آخره لسلطة القمع والفساد..
    فأمثال هؤلاء إذا رغبت في معرفة نفاقهم وخداعهم..أنظر إلى أحوالهم ومواقفهم من النظام الباطش عند كل ضائقة يبين لك الأمر كما ولدتهم أمهاتهم عراة من كل فضيلة .
    فلا تنخدع ببعض مما يقولون فهم يعلمون أن هذا النظام هو الضامن الوحيد لنجوميتهم المزيفة ولظهورهم الممل على شاشات التلفاز ورأسة الصحف .
    ابوبكر حسن خليفة

  8. الاخ والصديق الفاضل فيصل محمد صالح يا خى والله حرام تقول ل زول تافه ومنحط زى ده اخى وصديقى فالخوه لاتشبه امثال هذا الابليسى الزنديق الذى يقتات من فتات عصابة الاجرام الكيزانيه والصداقه هى بحر الخوه والموده التى لاتوجد بين الكيزان ابدا فهم دائرة عنكبوتية تلفها احزمة الشياطين والزنادقه حيث لايوجد لهم وصف فى اى مثل او قيم كل موبقات الفساد والشر تسد كاغبوم على وجوههم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..