من يهمهم الأمر يا ترى؟!

نمريات
من يهمهم الأمر يا ترى؟!
إخلاص نمر
٭ أوضح الدكتور محمد هاشم الحكيم أن ظاهرة التسول تعود لعدة دوافع وأسباب من بينها قيام الاسرة بايجار طفلها إلى (حوت) مقابل مبلغ معين يومياً نظير عملهم في التسول رغم ما يجدونه من هذا الحوت من ضرب ولعن وتعذيب إذا لم يكمل المتسول (المال) المفروض عليه جمعه في اليوم الواحد.
٭ عنف مدروس تجاه الطفل الذي يبلغ بأسرته هذا المبلغ من دفعه نحو الأذى برضاها ما يعني ان هنالك أسباباً (خفية) دفعت الأسرة لهذا المسلك فالأسرة وبالغريزة الفطرية تجنح نحو استقرار أطفالها في قلب التسلسل العائلي واحاطتهم بالدفء والمحبة ونادراً جداً بل قد يشذ عن قاعدة الحياة العامة من يرمي بطفله الى التهلكة، والتهلكة هنا هو الشارع الذي يسعى لنشرهم فيه من أسماه د.الحكيم بـ (الحوت).
٭ الحوت هنا هو من يجب تعقب خطواته ومحاكمته تحت طائلة القانون بتهمة (العنف ضد الأسرة والطفل ولا شك فإن (الحوت) خبير في شؤون الاسرة وتاريخها المعيشي ودوافعها للاتجاه نحوه بأكثر من خطوة لنيل حفنة جنيهات يتحكم فيها الحوت نفسه بعد اشباع (رعيته) تعذيباً ولعناً!.
٭ مهما بلغ بوزارة الضمان الاجتماعي من (ذكاء) فانها الآن فشلت تماماً في تعقب التسول الذي بدأ يزداد في كل يوم ما يعني (تفريخاً) بالمئات في الشوارع المختلفة تحت (حكم) حوت يعرف كيف يهرب (اتباعه) من حصار والآن يتضح تماما أن (التسول سوداني مية بالمية) ما يهزم تصريحات الضمان الاجتماعي بأن عدداً كبيراً (غالبية عظمى) من دول مجاورة.
٭ تلقائياً جاءت النقاط على الحروف في مفردات التسول فالأسرة لم تجد (خياراً) غير تأجير طفلها في بلد يسعى مجلس الطفولة فيه الى رفع العنف عن الطفل لكنه يفشل بجدارة وبسبب سياسات اقتصادية بائسة لم ينجُ منها حتى الطفل الذي أصدر والي الخرطوم قراره بعدم تقديم (مجانية العلاج) له. ففي غياب التطلع نحو ايجابية الأفعال ظهر الحوت وتكفل بكل ما يلزم ليبقى المجلس والضمان الاجتماعي وما يدور في فلكهما مكتوف الايدي برأس مدفونة في الرمل وعين لم تراقب (الحوت) جيداً فالتنصل عن (ضمانات) حالية ومستقبلية حماية لأطفال تلك الاسر من الوصول ليد (الحوت) هي مسؤولية الدولة بكاملها مع نشر الوعي ولفت النظر بخطورة هذا (الحوت)..
٭ ماذا فعلت الوزارة لتخفيف حدة الفقر لا شيء سوى جنيهات هنا وأخرى هناك مقابل (حوت) بل (غول) اسمه السوق السوداني الذي يبلع الجنيهات سريعاً كما يبلع (الحوت) مال المتسولين ومال الاسرة (المنتظرة) التي يتحكم في صرفها ودخلها وزيادة او نقصان فقرها الحوت نفسه!!
٭ كم تجمعاً تديره (الحيتان) الآن في الشوارع الرئيسية والفرعية واشارات المرور.. يا.. من يهمه الأمر؟!.
٭ همسة:
هناك على قارعة الطريق..
جلست.. تجمع حبات حصى قديم..
وفتات خبز جاف..
بحثت عن الماء.. لم تجده
فبللته بدموعها..
الصحافة