هو وينو الجيش يا عمر

شوقي بدري

عندما هدآت الامور وبعد ما قام النميري باعدام المدنيين والعسكريين في محاكمات صورية . واجه صديقة وابن دفعته في الثانوية والكلية الحربية الظابط المميز مبارك عثمان رحمة . الذي اعتقل في جوبا وارسل مخفورا الي الخرطوم . وعندما تأكد لنميري برائة زميل الدفعة الثالثة في الكلية الحربية ، قال له ,, خلاص ترجع الجيش ,, فقال له مباردك هو الجيش وينو ، وهو فضل فيها جيش ؟؟ ولم يرجع مبارك الي الجيش بالرغم من انه من الظباط المميزين جدا . وصار سفيرا في تشيكوسلوفاكية .

الفريق فابيان اقامالوك كان من الظباط المميزين في الجيش . وهو وبيتر من الدفعة العاشرة التي ضمت اغلب اعضاء محلس قيادة مايو . وهذه هي الدفعة العاشرة والتي ضمت60 طالبا حربيا . وتخرجت في 1958 . والاخ فابيان هو اول جنوبي يصل الي رتبة الفريق بالتسلسل العسكري . وكان يسكن مع اسرته في بانت . سألته عن احد اقربائي الذي كان ملحقا عسكريا . وقال لي بكل صراحة ان ادائه ليس جيدا . ولن يتمكن من ان ينجح في امتحان الاركان . وكما يتخصص الاطباء يجلس الظباط لامتحان الاركان لكي يصيروا عمداءاو فل كولونيل . فالعسكرية علم يتطور بسرعة خيالية.

اذكر ان زميل الدراسة يحيي الزبير كان مميزا في ادبه ورياضيا رائعا . التحق بجامعة الخرطوم ويخرج من كلية العلوم . ولانه كان محبا للجندية منذ ايام الكديت ، فلقد التحق بالجيش ,وتقدم لامتحان الاركان ونجح بامتياز . وهذا شئ غير عادي . وكان مديرا للمؤسسة العسكرية الصناعية .

فالجنود تفرعنوا بعد حوادث حركة هاشم العطا . وبينما مبارك عثمان رحمة في طريقه الي الطائرة كان العساكر يطلقون الرصاص تحت قدميه ويسمعونه الاهانات . ورفض مبارك ان يعود الي الجيش .

وكان الجنود يرفضون تحية الظباط . ويقولون لنميري انحنا الرجعناك . وطالبوه بعلامات حمراء مثل رجال المجلس الاعلي . وعندما ذهب الي ليبيا رافقه بعضهم . واثار هذا استغراب القذافي . وعندما علم بانهم صاروا قوة لايستهان بها . طلب منه القذافي ان يتركهم له في ليبيا وسيتخلص منهم , ولكن النميري كان يتخوف من البقية , وقام بالتخلص منهم فيما بعد . واشهرهم الاحيمر ونوقا وشامبي الذي اعدم في وادي الحمار . وقبل اعدامه اختطف رشاشا وهرب ودهسوه بالشاحنة . ونوقا اكتسب شهرة لانه فاز علي الملاكم خدوري من مدني في مبارة تحدي في 1964. وتلك كانت بداية انهيار الجيش السوداني التي اكملها البشير وزمرته .

قال لي احد الظباط في الامارات ان الظابط الذي يريد ان يجلس لامتحان مدرسة الاركان ويطلب الذهاب الي مصر ترفض القيادة . ويصرون علي الذهاب الي الاردن او السودان . لانه عندما يعود بنجاح يكون مستحقا لذلك النجاح . لان الجيش الاردني والسوداني تميزا بالا نضباط الشديد .
لقد تفوق الجندي الالماني علي الآخرين بسبب الانضباط. وكانوا يعطون الآخرين احساسا بأنهم فوق البشر .وكان الجندي الياباني منذ القرون الوسطي يضرب به المثل في الظبط والربط . وتفوقوا علي الامريكان . والجندي الامريكي لم يعرف عنه الظبط والربط مقارنة بالالمان واليابان .
احد الاخوة الدكاترة كان يسكن في ميز الظباط في الجنوب. وفي الديمقراطية الثانية اجبر الدكاترة للعمل مع الجيش . وبعد الغداء كان يقوم بغسل يديه عندما يخلص من الاكل . فداعبه الظباط وقالوا له يا مدني شوف دفعتك واقيف معاها . ولاحظ ان غسيل الايدي كان يحدث بالاقدمية .
وعندما كون المجلس العسكري لكي يكون جهازا تشريعيا في عهد عبود ، صار القائم مقام وقتها البطل عوض عبد الرحمن صغير رئيسا للبرلمان . وكان الجميع بما فيهم عبود يقفون تحية لرئيس المجلس . الا ان اللواء طلعت فريد كان يرفض القيام ويقول الظبط هو الظبط . رتبة كبيرة مابتقوم لي رتبة صغيرة . وصار اللواء طلعت فريد يدخل بعد الرئيس .

عندما قاد البطل زاهر سرور الساداتي القوات السودانية في فلسطين اثاروا اعجاب اليهود ببسالتهم وانضباطهم . واسر البطل وفي جسمه رصاصتان . رفض ان يعالج قبل علاج كل جنوده في الاول . وبعد ان اطلق سراحه بعد 9 اشهر كانت الرصاصتان في جسمه .

القوات النظامية في السودان كانت مضرب المثل . والبوليس كان في منتهي الانضباط , العم ابارو كان هو وموريس سدرة شقيق الدكتور لويس سدرة او العكس ، علي راس البوليس . وكان الظباط يتراهنون بأن جرس التلفون في منزل ابارو لايضرب ابدا ثلاثة مرات حتي في منتصف الليل . والصيد والسجون كانوا في منتهي الانضباط ، اما ابطال الحريقة لهم التحية فهم من كان يضحي بحياته لانقاذ الآخرين . وحروبهم يومية بالرغم من ضعف امكانياتهم .

واليوم يقول القائم مقام حميدتي بانه من يسيطر علي البلد واذا قال يقبضوا الصادق يقبضوه واذا قال يفكوه يفكوه . وهو الذي عنده البلف يفتحو ولا يقفلوا علي كيفه . انها ليست المحن السودانية انها مسخرة . ولا اعرف كيف يبصق البشير والبقية علي تعليمهم ورتبهم . فهذا يعني ان مادرسوه لا قيمة له . واي متشرد يمكن ان يكون فريقا ومشبرا . ويا لخجلة الجيش الذ ي غنت له الفنانة عشة موسي احمد . يجو عايدين .

لقد اخل النميري بالنظم العسكرية . وادخل الكلية الحربية بعض الرياضيين والمريدين والمحبين . كما قام بارجاع محمد واحمد عبد الحليم ووالدهم جنايني حيدر باشا رئيس الجيش المصري . وكانا ضابطين في الجيش المصري وعملاء للمخابرات المصرية . مع محموعة من االظباط السودانيين من اصل سوداني ولكن لم يشاهدوا السودان . وكان اول قرار اتخذه مجلس قيادة مايو هو ارجاع اولاد عبد الحليم الذان كانا يرتديا الملابس العسكرية وينتظران خارج القاعة ، حسب اوامر ناصر . وارجع عوض احمد خليفة اول دفعة نميري المكونة من 10 ظباط . وكان قد طرد مع اولاد عبد الحليم في محاولة انقلاب كبيدة في 1957 لصالح مصر . والقانون العسكري لا يسمح لاي ظابط بعد عن العسكرية لاكثر من سنتين بالرجوع مرة اخري
لقد قال البطل جون قرنق لحكومة الديمقراطية الاخيرة . المليشيات السلحتوها ديل جندوهم وادوهم نمر . لانه اذا عملنا سلام المليشيات دي حتطلع من اليد والسلاح دة تاني ما بيتلما . وصدق البطل جون فالمراحيل الذين سلحهم الصادق كانوا بداية الانفلات . وقتل اكثر من الف من اشقائنا الدينكا في الضعين وقتل الف من احبائنا واهلنا الشلك في الجبلين . وتدفق السلاح لدارفور .

ومن يتخذ الضرغام بازا لصيده
يتصيده الضرغام فيما تصيدا .

اهو الجنجويد اللموهم ذي لحم الراس يحتقرون الجيش السوداني ولا يسألون في ااي جعيص . ويدخلون اصابعهم في عيون الامة السودانية . ويا لهوان الجيش السوداني. الذي حارب في المكسيك وحرر اثيوبيا . ودافع عن الكونقو وحمي المدنيين في لبنان بطريقة اشاد بها الجميع لامانتهم وعفتهم وانضباطهم . والآن يبصق عليهم الجنجويد . وينوا الجيش يا عمر ؟ وهو فضل فيها جيش .
ع . س . شوقي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عمنا شوقي تصديقا لكﻻمك عندي عمي كان من الحنود الذين اعادوا نميري تمه ترقيته لرتبه مﻻزم وكان من المقربين من نميري حتي وصل رتبه عقيد في القوات الخاصة .اما تدمير القوات المسلحه بداء من القاعده في الكليه الحريبه حيث تم الغاء موضوع السينر نهائيا في الكليه والمعروف في الكليه ان الطالب المستجد يتعلم العسكريه من الطالب الاقدم اي السينير .اﻻن السناير والمستجدين قاعدين في الكليه الحرية اصحاب اصحاب وتحولت الكليه الي مايشه خﻻوي الشيج محمد اﻻمين في كركوج .واذكر عندما كنت طالبا في الكليه في بدايه الانقاذ كان الطلبه يقضو نص اليوم في المسجد خصما علي التحصيل اﻻكاديمي والتدريب العسكري واخر حاجه بعض الطلبه الكيزان اقترحوا صيام اﻻثنين والخميس تقربا من القاده وكان الطلبه الجنوبين بسجلوا أسمائهم في الميز عشان يعملوا ليهم اﻻكل انا سجلت اسمي مع الطلبه الجنوبين واطلق علي سياده العقيد وقيع الله لقب الطالب الكافر ولكن الشي الذي ﻻيعلمه وقيع الله ان اغلب الطلبه الصايمين كانوا فاطرين وعندهم في الدواليب التمر والبسكويت والعصير وكان كل ذالك الدجل والشعوذه باسم الدين من اجل الرياء والسمعة ﻻ رحم الله القوات المسلحة

  2. ياخ انا ما قلت ليك خليك مع حراميتك بتاعين ام درمان ديل..المواضيع دي كبيرة عليك يا عم شوقي

  3. احيك يا استاذ شوقي علي هذه الاضاءه ولكن ليس كل من انتقل من الجيش المصري للجيش السوداني سئ علي سبيل المتال الفريق ابو كدوك الذي طالب في عام 1975 بالاذن برفع علم السودان في اديس اباابا ردا علي مجرد اختراق طائرات الحبش لمجالنا الجوي وكان وقتها قائدا للمنطقه الشرقيه فتامل الهوان الذي وصل له البلد الان والفشقه تضيع من ايدينا وقائد الحيش المبجل يتبرع لضريح ملس .
    يا استاذ اخيرا وجدت نسخه من روايتك الحنق عند بعض بائعي الكتب اصدار 1972 اما حكاوي امدرمان فتوجد نسخه واحدة فقط ليست للبيع في دار عزه ارجو ان تعيد طباعة حكاوي امدرمان وياريت كمان البصقة والصفعه لك ودي.

  4. لا حولة ولا قوة إلا بالله. رحم الله بلاداً كانت تسمى السودان. أليس السكوت عن حلايب وغيرها يعد من خيانة الوطن؟!!

  5. الضباط الليلة من كروشهم ما تعرف الواحد راجل ولا مرة

    والله لمن تشوفهم باللبس الرسمي تخجل عديل كدة انو ديل

    في الجيش—– تقول يا ربي لو جات حرب ابان كروش ديل حا يحاربو كيف

    وجا حميدتي تم الناقصة—-ولو كانو رجال جد—–ما كان خلوه يسرج ويمرح

    لو فيكم باقي نخوة انتفضوا علي المسخرة دي—-والموت واحد واليوم ما بتغير

  6. لو عايز تعرف نهاية الضط والربطا دفي الجيس السودانى شوف ظاهرة انتشار الرقص والسكسكة وسط الجنود امام كبارالضباط في المناسبات . ودي ظاهرة لاتجدها في جيوش العالم الا في السودان .ويرجع الفصل في انتشارها للقائد العام البشير !!

  7. ياشوقي ، انضباط بتاع مين ،، أول حاجة الإنضباط البتقصدوا دة هو سبب البلاوي ،، الجيش دة عملوهو الإنجليز المستعمرين و كان الغرض منه حماية المحتل و قد كان ، وهو أصلاً نواة القوات السودانية التي كانت دخلت مع الغازي المحتل المصري الإنجليزي ،، و الأنجليزي هم الذين ربوا فيهم حكاية ملكي و عسكري لكي يضطهدوا السودانيين ، أنا شخصياً شايف إنو أحسن حاجة عملتها الإنقاذ إنها فرتقت الجيش ،لأنو أصلاً دة ما جيش يشرف غير الإنقلابات و البلاوي و المصايب ما عمل أي فائدة للوطن ، حتى الإستقلال الجيش لم يشارك فيه ، أحسن حاجة يتفرتق عشان ينشأ جيش وطني على أسس ثورية ،، و هذا ما سيحدث بإذن الله عندما يحمل كل مواطن السلاح ، بعد ذلك سنتحدث عن جيش وطني

  8. اول مره احس انو الجيش هو هيبه الدوله بعد ان تدخل السيسي واوقف مهزله نظام الجماعه الفاشله

  9. الجيش انتهي زمااااااان.الكيزان لا خلو جيش ولا خدمة مدنية ولا شرطة. شبكوها دفاع شعبي وشرطة شعبية
    ولجان شعبية وصالح عام وصالح خاص فصل من فصل بدوعي الصالح العام ونهبوا وقسوا وشردوا والان قالو قوات الدعم السريع….ولكن طال الزمن ام قصر الموت بقي من الجوع والمرض(اسمعوا يا الشعب الفضل)

    كان في دعم سريع والا غيرو…ابوك وعمك وخالك ماتو وحايموتو من الجوع وبع شوية انت برضو حا تموت من الجوع زي الماتو في حرب الجنوباين هم الان؟؟؟؟؟ يلزوكم ابان كروش الحرامية الخامينها بالملايين

    وانتو تاكلو في موية الفول والعدس وفي النهاية رجل مقطوعة وعاهه مستديمة وعالة علي اهلك واصحي يا نايم وما تدقس.25 سنة كفانا مهازل…..البلد احسن يستلموها الانجليز عسي ولعل.لانو اتغشيتو بي هي لله هي لله واخرها لحقو البلد امات طه.

  10. لا يهدأ لك بال إن لم تكد وتتعرض للإمام الصادق المهدى. قوات المراحيل اقتضتها ضرورة المرحلة، فكما لا يعقل من الناحية العملية إنشاء مدارس للرعاة الرحل، فكذلك لا يمكن للجيش تأمين تحركاتهم المتعددة والكثيرة فجاءت فكرة تسليح المراحيل بأسلحة خفيفة حتى يحموا أنفسهم من الاعتداءات المتكررة من قبل الحركة الشعبية والتي كانت تنتهي غالباً بقتلهم والإستيلاء على ماشيتهم.

    إذا استبعدنا تصريحات حيمدتي التي أنكرها جملة وتفصيلاً، فما المانع من تذويب تلك القوة الضاربة في الجيش السوداني وإعطائهم الجرعات الكافية واللازمة لمراعاة أدبيات القتال وعقائده والتي ترعاها كافة الجيوش مثل عدم حرق المنازل وقتل النساء والأطفال وعدم التعرض بالإهانة بالقول أو بالفعل للنساء، وحسن معاملة الأسرى…….. الخ

    بصراحة أداء هذه القوات الذي شاهدته على اليوتيوب يفوق الوصف، فهم قوة ضاربة وصاعقة بحق. أنني أرى أن الهزيمة الماحقة للتمرد بدارفور كانت السبب الرئيسي في الكيد لتلك القوة الباطشة الحارقة الماحقة الكاسحة الماسحة التي لا تٌبقي ولا تذر، وذلك في محاولة لتأليب المجتمع الدولي وإغرائه أما بالتدخل أو فرض عقوبات أقسى على السودان.

    ثم إذا سلمنا جدلاً بفرضيتك البائسة وأمثلتك العقيمة بأن الجيش قد (انتهى) وأن السودان أصبح بلا جيش، أي أصبح كإمرأة لعوب تتمخطر بدون ملابس داخلية، أفلا يحق لنا أن نفرح ونفخر بتلك القوات الصاعقة التي وفرت لنا الحماية؟ صحيح اللي اختشوا ماتوا. يا عم شوقي أبعد عن السياسة لأن تحليلاتك السياسية مهببة جداً.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..